سنة النشر :
2022
السلسلة :
كتاب المسبار الشهري ، 189
تقييم الكتاب
وثّق الكتاب خلفية العنف الإسلاموي الذي سبق العشرية الدموية، وغطى انفجاره في سنوات الحرب الأهلية، فاحتوى على مسرد لأبرز أحداثها المؤلمة. حاولت فاتحة الدراسات التي قدمها الأكاديمي والباحث الجزائري إسماعيل لاطرش، تمييز ردّ فعل الدولة الردعي والمباشر بعد 1992، قبل أن تتبنى استراتيجية المصالحة والحوار والعفو، وتتويج مبادرات السلم ومعالجة الذاكرة، بقوانين ومبادرات “قانون الرحمة” لسنة 1995 و”قانون الوئام المدني” لسنة 1999 و”ميثاق السلم والمصالحة الوطنية” لسنة 2005، مما أدى -حسب رواية الدراسة- إلى استسلام المتطرفين والنزول من الجبال والمعاقل. ارتبطت هذه المبادرات بمشروعية النظام الجزائري الداخلية والخارجية، فتمكنت من تحقيق تسويات تصالحية، خفّفت من منسوب العنف، قبل أن ينطلق مرة أخرى تحت ستار “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”؛ الذي حاول اغتيال الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سنة 2007، ونظم اعتداء إرهابياً على القاعدة النفطية “تقنتورين” سنة 2013.
تطرق أستاذ علوم التربية والباحث والأكاديمي الجزائري عبدالله لبوز، إلى سياسة الذاكرة الجمعية الجزائرية في التعاطي مع العشرية الدموية، فناقش تعامل الجهات الرسمية مع هذا الملف الحيوي، وركز على غياب مسارات الشفاء عن المناهج الدراسية وتغييب “المأساة الوطنية” عن برامجها بحجة تغليب المصلحة الوطنية، داعًيا إلى تأسيس قيام مادة التاريخ المدرسية “بدورها في استرجاع الذاكرة، وتحويل إرث الحرب إلى دعامة أساسية لبناء مجتمع جزائري أكثر تماسكاً وتكاملاً”، مستعرضًا الظاهرة ومتوقفًا عند التسوية الضمنية بين الضحيّة والإرهابي، ملمحًا إلى مقولات البعض التي نصّت على أنّ “أولئك الذين حاربوا الإرهاب قتلوا، وأن ذكرياتهم تم تهميشها واستبعادها”، مشيرًا إلى أنّ السلطة الجزائرية التي تحدثت باسم الضحية، تبنّت نهجًا تصالحيًا، وسِم بـ”فقدان الذاكرة” وهو يحتاج إلى رؤية جديدة للتصالح ومواجهة الماضي الأليم.
وقريبًا من هذه الإجراءات اهتمت دراسة أستاذ العلوم السياسية، الباحث عبداللطيف بوروبي بالسياسة القطاعية الأمنية العامة في الجزائر، فركّزت على ملف سجناء قضايا الإرهاب، وتدابير تجاوز تداعيات العشرية الدموية. بعد تقدمة عن “المقاربة البراغماتية” التي ولجت في تنظيرات التعامل مع الظاهرة الإرهابية بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، تناول الباحث الترتيبات الأمنية الجديدة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وأثرها على الجزائر عبر تطوير منظومة القوانين الوقائية، ودورها في تجربة التطرف في السجون.
https://www.almesbar.net/%d8%b1%d8%a4%d9%89-%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%85%d8%b9-%d8%b0%d8%a7%d9%83%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك