الغزل والنسيج : في التراث الشعبي العربي


تأليف :

الناشر : الشارقة : معهد الشارقة للتراث Sharjah Institute for Heritage

سنة النشر : 2023

عدد الصفحات : 299

السلسلة : ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية

ردمك ISBN 9789948799085

الوسوم - تراث - فنون

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


جاء الكتاب في مقدمة وثلاثة فصول، هي: (حرفة الغزل والنسيج عبر العصور التاريخية)، و( حرفة الغزل والنسيج في الوطن العربي «حرفة السدو نموذجا»)، و(الوظائف النفعية والجمالية لحرفة السدو.. دراسة جمالية تحليلية).
وفي تقديمه للكتاب يقول د. مصطفى جاد: «يعد موضوع الحرف التقليدية من أهم الموضوعات التي تقع في مقدمة أولويات المتخصصين في مجال بحث التراث الشعبي، وتأتي هذه الأهمية لكون الحرف ذات صلة بالناحية الاقتصادية في الحياة اليومية للجماعات البشرية».
استخدم الإنسان القديم المنسوجات في العصر الحجري من خلال خيوط الصوف، والكتان، والقطن، وقد تعلم طريقة النسج من حيوان العنكبوت عندما رآه ينسج عشه في زوايا الكهوف، ومع تقدم الإنسان أخذ يزين هذه المنسوجات بالرسم عليها، أو بصبغها بالألوان، أو بنسجها من خيوط مختلفة، أو بالتطريز عليها بعد نسجها.
وقد ازدهرت حرفة الغزل النسيج في عهد الفراعنة، أما في العصر الإسلامي، فتطورت حرفة المنسوجات وزخرفتها، فصار لها متخصصون، وقد أولى الخلفاء المسلمون هذه الحرفة أهمية استثنائية، فكثرت ورش تعليمها في المدائن والأمصار الإسلامية، وقد صار النساجون يستخدمون خيوط الكتان والصوف، في منسوجات هذا العصر، كما استخدموا القطن الذي يلي الصوف من حيث الأهمية، وكان القطن يستخدم في «اللحمة»، و«السدى»، وفي الوبرة ناصعة البياض في بعض الأحيان، وقد زرعت سلالات متعددة من القطن انتجت أفضل المنسوجات.

عبر العصور
احتلت حرفة الغزل والنسيج شهرة فائقة في العالم، من حيث دقتها وروعتها وجمالها، وقد كانت كسوة الكعبة المشرفة قبل الإسلام وبعده، وأيضاً نظام منح الخلع المنسوجة، من بين التقاليد المتبعة في الدول الإسلامية، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في ازدهار صناعة النسيج.
وقد تعددت الموضوعات التي زخرفت بها المنسوجات الإسلامية، وتنوعت تلك الزخارف، بين الزخارف الكتابية العربية، والتكوينات الهندسية والنباتية، إلى الزخارف التي كانت تصمم على شاكلة كائنات حية آدمية، أو طيور، أو حيوانات، أو كائنات خرافية مركّبة في بعض الأحيان.
ويؤكد الكتاب أهمية حرفة الغزل والنسيج في المجتمعات العربية القديمة، بوصفها حرفة ارتبطت بالناحية الاقتصادية، فقد ساعدت هذه الحرفة العربي القديم في حله وترحاله، كما ساعدته على تلبية بعض احتياجاته الأساسية من مأكل، ولباس، وشراب، والكتاب يؤكد أن هذه الحرفة قد ارتبطت بالمرأة، التي كانت امرأة منتجة وماهرة في المجتمع القديم، حيث اشتهرت المرأة البدوية، بشكل خاص، بصناعة بيوت الشعر، ابتداء من غزل الشعر ونسجه، إلى خياطته وصيانته، وحتى المشاركة في نصبه، أما بالنسبة لأثاث البيت البدوي، فقد كان غالباً من الصوف، من حيث المفارش والعدول والحاويات التي تحفظ فيها الحبوب، وخرج الدواب والسجاد جميعاً، وقد أبدعت المرأة البدوية في نسجها، وتفننت في تزيينها ودقة صنعها وجماليتها، وقد اختلفت التصاميم والرسومات باختلاف العشيرة، وتميزت بعض العشائر بتصاميم وألوان عكست ثقافتها.

السدو
عرفت حرفة الغزل والنسيج في المجتمع البدوي باسم «السدو»، والكتاب يسلط الضوء على الخامات والأدوات المستخدمة في هذه الحرفة، ومراحل غزل ونسج بيت الشعر، كما يضيء على أبرز منتجات حرفة السدو، وعلاقتها بعناصر التراث الشعبي، كما يستعرض نماذج مختارة من صناعات النسيج والسجاد اليدوي في العالم العربي، ويفرد قسطاً وافراً للحديث حول حرفة السدو التي تنتشر في أغلب بلدان الوطن العربي، كما يبرز الوظائف الجمالية والنفعية للمنسوجات، وهو يشير إلى تشابه الوحدات الزخرفية للنسيج في الوطن العربي، وطبيعة العلاقة بين الوحدات الزخرفية للسدو، وفي ذات الإطار يتحدث عن مميزات منتجات حرفة الغزل والنسيج، والمشاكل التي تواجه حرفة الغزل والنسيج وسبل التغلب عليها وتنمية هذه الحرفة.

مميزات
لعل أبرز ما يميز النسيج الإماراتي (السدو)، هو القيمة الجمالية للمنسوجات الغنية بالزخارف والرموز والأشكال والنقوش التي تعكس البيئة البدوية، وهي من الحرف التقليدية التي مارستها المرأة منذ القدم، وكانت تستخدم حياكة النسيج، ووبر الإبل، وشعر الماعز، وصوف الأغنام، وتصنع منه الأغطية والسجاد والوسائد، وبيت الشعر، وزينة رحال الإبل.. وتعد ممارسة النساء لهذه الحرفة إحدى المساهمات الاقتصادية القيّمة التي تقدمها للمجتمع.
دخلت هذه الحرفة في نسيج عناصر التراث الشعبي، وأصبحت تسهم في النتاج المادي والثقافي، واعتبرت مصدراً لحفظ وتناقل التراث، وتتخللها إبداعات المرأة المتعددة، مثل تبادل الشعر، والأمثال الشعبية، والقصص والحكايات.

جماليات
من العناصر الجمالية لحرفة السدو «التكوين»، وهو وحدة لا يمكن تجزئتها، والتكوين يقوم على أساس علاقات متشابكة ما بين أجزاء الوحدة، أو مكوناتها.. وهي علاقة تربط ما بين الجزء والجزء، أي علاقة العناصر البنائية مع بعضها بعضاً، والأشكال فيما بينها، وأيضاً الجزء بالكل، من حيث الأسلوب الذي يصل بين كل جزء على حدة، وهيئة التكوين أو المساحة الكلية، ولهذه العلاقة أهمية كبرى، فلا قيمة للعلاقات بين أجزاء التكوين بعضها ببعض، إذا لم تتوافق هذه الأجزاء مع المساحة الكلية التي تشغلها.
ومن العناصر الجمالية ل«السدو» هناك الخامة، والمساحة، والملمس، واللون الذي يظهر واقعية الأشكال، ويوضح أوجه التشابه والاختلاف بين المواد المختلفة، وهو يضفي قيمة جمالية على الأشكال، فضلاً عن المدلول النفسي لكل لون على حدة.
وهناك مبادئ التشكيل في حرفة السدو التي تتميز بالتنوع، إلى جانب أصباغها اللونية والملمسية التي يمكن تبنيها في الوحدات الزخرفية، ويمكن إرجاعها لنظائرها في الحضارات القديمة.. ومن أسس التشكيل: التوازن، والإيقاع، والترابط، والحركة، والوحدة، والفراغ والعلاقة مع الكتلة، وتناغم الشكل والأرضية، والتكرار إلى غير ذلك.
ومن حيث الزخارف، امتازت حرفة السدو بدقة أشكالها وهندستها، ومراعاة النسب والألوان في تشكيلها، ويتميز فن السدو كذلك بالتماسك العضوي الذي يخدم التكوين مع تناغم العناصر، حيث ابتعدت تصميمات السدو عن التراكيب والتعقيدات الشكلية والزخرفية، ولجأت إلى التبسيط والتجريد، وأصبح فن السدو يتعامل مع الخط والمساحة واللون في آن واحد في تناغم وترابط، إضافة إلى التميز والفرادة التشكيلية، من حيث دقة التصميم والمساحات الهندسية والخطوط الأفقية والرأسية.. من هنا، يمكن اعتبار السدو فناً مبنياً على العلاقات البصرية التي تقسم العمل إلى مساحات تؤكد الصفة الزخرفية في انسجام وتناسق وتوزيع للعناصر.
https://www.alkhaleej.ae/2024-03-14/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%AC-%D8%AD%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D8%A3%D8%B5%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الغزل والنسيج : في التراث الشعبي العربي
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
35643
المؤلفون
19547
الناشرون
1918
الأخبار
10773

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة