توظيف التراث الثقافي في الشعر الإماراتي المعاصر ( 1980 - 2020 م )


تأليف :

الناشر : الشارقة : دائرة الثقافة والإعلام Sharjah : Department of Culture and Information

سنة النشر : 2023

السلسلة : رسائل جامعية

ردمك ISBN 9789948787402

الوسوم - أدب - شعر

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


سعت المؤلفة من خلاله إلى الكشف عن توظيف التراث في الشعر الإماراتي في فترة زمنية حددتها بنحو 20 عاماً، وقد طبقت الدراسة على نصوص 72 شاعراً وشاعرة، وهي تتميز بكونها تكشف عن قدرة التراث في إثراء التجارب الشعرية المدروسة، صدر الكتاب عن دائرة الثقافة في الشارقة وجاء في 436 صفحة.
تؤكد د. موزة المنصوري في المقدمة، تميز الشعر الإماراتي في تمثله الماضي والاحتفاء به، حيث كان للتراث دائماً وأبداً مكانة خاصة عند الشاعر الإماراتي المعاصر، بوصفه مصدراً من مصادر المعرفة والثقافة والإلهام، فوظفه في تجربته الشعرية برؤى جديدة وصياغة عصرية مختلفة.
جاء الكتاب في مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة، واشتمل كل باب على ثلاثة فصول، كما تضمّن كل فصل مبحثين.
*مناهج
زاوجت الدراسة كما توضح المؤلفة بين منهجي الاستقراء والتحليل، وجعلت من النص الشعري مرتكزاً أساسياً لقراءة دلالاته، وتحليل عناصره وأدواته، وإدراك التجربة الشعرية، وإيضاح معالمها الإبداعية.
وتنبع أهمية هذه الدراسة بحسب المؤلفة من قدرة الشاعر الإماراتي على شحن تراثه الثقافي برؤى حديثة، فتحول التراث لديه إلى أداة من أدوات التعبير الشعري، كما تجاوز مرحلة التعبير عن التراث إلى مرحلة التوظيف، والتعبير من خلاله عن القضايا المعاصرة، ما يدل على تحول الشاعر المعاصر من علاقة تأثر بالتراث، إلى علاقة احتواء وإدراك ناضج للمعنى الإنساني.
ركزت الباحثة في الباب الأول من الكتاب على دراسة المصادر التراثية في الشعر الإماراتي المعاصر، وهي مصادر دينية وتاريخية ومصادر شعبية، في حين درس الباب الثاني أنماط توظيف العناصر التراثية في الشعر الإماراتي المعاصر، من خلال عرض أنواع الشخصيات التراثية، وعرض الباب الثالث أثر توظيف التراث الثقافي في التشكيل الفني للقصيدة الإماراتية المعاصرة.
*موقف
في المبحث الثالث من تمهيد الكتاب الذي يدرس موقف النقد العربي المعاصر من توظيف التراث الثقافي تقول د. موزة المنصوري: «تعد قضية التراث وعلاقته بالشعر العربي المعاصر من أهم القضايا التي أولاها النقاد اهتماماً كبيراً، كما يؤمن الباحثون بضرورة العناية بالتراث وإثبات القيمة العلمية، وهو دليل على حضارة تركتها الأجيال الماضية».
وتعرض الباحثة لآراء بعض النقاد المعاصرين حول ماهية التراث وعلاقته بالشعر العربي المعاصر، ممن أدركوا التفاعل الجدلي بين الماضي والحاضر، وبين التراث والواقع، فأحسوا بضرورة الرجوع إلى التراث والإفادة منه، بحيث يكتسب أبعاداً دلالية جديدة.
*مصادر
تؤكد الكاتبة أن الشعر الإماراتي المعاصر قد تطور كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية شكلاً ومضموناً؛ حيث عاشت الأجيال الشعرية المتقاربة حياة أدبية شعرية زاخرة امتازت بالتنوع والغنى، وتشير إلى ما تسميه تداخل الأجيال الشعرية الذي أنتج تيارات متداخلة في الشعر نفسه، وهذا التداخل لا يمكن الفصل بين مصادره إلا على سبيل الدراسة والتحليل ومنهجية البحث.
ومن المصادر التراثية التي استفاد منها الشعر الإماراتي تشير الكاتبة إلى المصدر الديني الذي شكل حيزاً واسعاً في الشعر الإماراتي المعاصر، كما شكلت الثقافة الدينية جزءاً جوهرياً من ثقافة المجتمع، وقد أدى توظيف العنصر الديني في الشعر إلى مدى عمق الثقافة الدينية وقوة حضورها في النتاج الشعري المعاصر، وهي تعتقد أن توظيف المصدر الديني في القصيدة المعاصرة، بوصفه مصدراً معرفياً ومنجزاً روحياً، قد تخطى مفهوم الماضي بالمعنى السطحي المباشر، نحو معانٍ تتضمن الكثير من الدلالات.
وتدرس الكاتبة أشكالاً عدة من جوانب توظيف النصوص الدينية كالنص القرآني والحديث النبوي الشريف، حيث تعامل الشاعر المعاصر مع التعابير القرآنية في إطار القداسة، وبأشكال متعددة؛ إذ يعد القرآن الكريم رافداً مهماً للشعر العربي المعاصر عامة، والإماراتي خاصة، والمؤلفة تذكر نماذج من أشكال توظيف المصدر الديني عند عدة شعراء مثل: خالد الراشد، كريم معتوق، ود. شهاب غانم، عارف الشيخ، إبراهيم محمد إبراهيم، سعيد معتوق، وأحمد محمد عبيد وغيرهم.
*رؤى معاصرة
في الباب الثاني من الكتاب تتحدث د. موزة المنصوري عن أنماط عديدة من توظيف العناصر التراثية في الشعر الإماراتي، حيث اتجه الشاعر إلى توظيف الشخصيات التراثية أو الفولكلورية، أو الشعبية في محاولة لبعث هذه الشخصيات، من خلال رؤية معاصرة جديدة، بعد أن عرف ما تزخر به هذه الشخصيات من دلالات وقوة تأثير في المتلقي، وتدور أكثر هذه الشخصيات حول المعتقدات والممارسات من المنظور الشعبي.
وفي ذات السياق، فقد مثلت الحكايات التراثية، بحسب الكاتبة منبعاً للشخصيات التراثية، ومن أكثر الشخصيات التراثية توظيفاً في الشعر المعاصر في الإمارات، شخصيات ألف ليلة وليلة، خاصة شهرزاد، وأيضاً الشخصيات الأسطورية، ولم تكن هذه الشخصيات الأسطورية قالباً واحداً أو نظاماً يتكرر بدلالات هذه الشخصيات ومعانيها في النصوص الشعرية، بل هو ممارسة فنية، يصنع الشاعر من خلالها طريقة جديدة، وشخصية جديدة حسب ما تمليه عليه تجربته ورؤيته، ومن الشخصيات الأسطورية التي وظفت في الشعر الإماراتي: عشتار، أفروديت، وجلجامش.
*الشخصية الكلية
تدرس المؤلفة مجموعة من الدواوين الشعرية التي مالت إلى ما تسميه «التوظيف الكلي للشخصية)، وهذا النمط من التوظيف يأتي حين يحدث التماهي بين شخصية الشاعر والشخصية الموظفة، فيكونان شخصية واحدة معاً، ومن هذه النماذج ديوان «هنا بار بني عبس» للشاعر الراحل حبيب الصايغ، وديوان «علي بن المسك التهامي يفاجئ قاتليه» للشاعر عارف الخاجة، و«جنة الجنرالات» للشاعرة ظبية خميس، و«بمن يا بثين تلوذين» للشاعرة صالحة غابش، و«عودة شهرزاد» للشاعرة عائشة البوسميط.
*التشكيل الفني
«لقد تعددت أشكال توظيف التراث الثقافي في الشعر الإماراتي المعاصر».. بهذه العبارة تبدأ د. موزة المنصوري حديثها عن أثر التراث الثقافي في التشكيل الفني للقصيدة الإماراتية المعاصرة، ومن هذه الأشكال (الاقتباس) و(التضمين) و(التناص) و(الاستدعاء)، وهي أشكال وظفها الشاعر الإماراتي ضمن رؤى جديدة، ثم تنتقل الكاتبة للحديث عن أثر توظيف التراث في اللغة، ومن ذلك توظيف المعجم التراثي، الذي تعتقد الكاتبة أنه من أكبر المعاجم في القصيدة الإماراتية المعاصرة، حيث ترتبط اللغة الشعرية بألفاظ البيئة وعاداتها وتاريخها، كما أن توظيف التراث عند الشاعر الإماراتي قد جاء إحياء لتلك اللغة التي ما زالت حية في ذاكرته، وتستمد بقاءها من الجذور التراثية، كما وظف هذا الشاعر اللهجة المحكية التي نبعت من إنسانية الإنسان، وهي لهجة تولدت من قيم المجتمع الإماراتي الأخلاقية والاجتماعية، وتسعى لخير الإنسان ورخائه فكرياً ووجدانياً.
*الصورة
تحلل الكاتبة نماذج كثيرة من أثر توظيف التراث في الصورة الفنية؛ حيث دأب الشعراء الإماراتيون على إبراز المعنى والتأثير في القارئ من خلال توظيفهم للصورة الشعرية، وهذا التأثير أو التفاعل، كان متبادلاً بين الشاعر والمتلقي للأفكار والحواس، كما أن الصورة الفنية من وجهة نظر المؤلفة ترتبط بالخيال؛ فهي وليدة خيال الشاعر وأفكاره، كما تحمل الصورة الشعرية جانبين الأول شكلي مثل: الرمز أو الإيحاء، والاستعارة، والتشبيه، والمجاز والكناية، والثاني إبداعي يتعلق بتجربة الشاعر أو الفكرة التي يودّ إبرازها عن طريق هذه الصور ليحقق التأثير في المتلقي، وتكمن جدية الصورة في اندماج هذين الجانبين.
https://www.alkhaleej.ae/2024-09-29/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-72-%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D9%8B-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


توظيف التراث الثقافي في الشعر الإماراتي المعاصر ( 1980 - 2020 م )

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة