تقدمة مع التكريم والمحبة


تأليف :

الناشر : المؤلف Author

سنة النشر : 2018

عدد الصفحات : 264

ردمك ISBN 9789948392118

الوسوم - علوم تطبيقية - تاريخ - رحلات

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يضم صوراً التقطها من كاميرته الخاصة، تجسد مرحلة بناء العاصمة أبوظبي منذ عام 1966 حتى عام 1970، أي مع تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حكم إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس 1966، وقبل أن يتولى منصب رئيس دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر من عام 1971.

وذكر إبراهيميان، أنه «اختار هذه السنوات الأربع تحديداً لأنه كان لها الأثر الفعال في مرحلة التكوين».

وعند بدايات التحاقه بالعمل في أبوظبي، قال إبراهيميان «في عام 1966 بدأت العمل في (أرابيكون)، وهي شركة استشارات إنجليزية، وتوليت خلال هذه الفترة مهمة الإشراف على إنشاء حائط بحري - يُعرف حالياً بـ(كاسر الأمواج) - وكان هذا المشروع حيوياً جداً لإمارة أبوظبي، لأنها كانت جزيرة منخفضة، وفي أوقات المد العالي والرياح القوية كانت المياه تغمر جزءاً منها، وخلال عملية الإنشاء وبعدها التقيت كثيراً مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، إذ تلا هذا المشروع مشروعات أخرى كنت مشرفاً عليها، منها تمديد خط أنابيب لتوريد المياه العذبة من منطقة الساد إلى أبوظبي، والطريق الذي يصل أبوظبي مع العين، والطرق الداخلية في أبوظبي، إضافة إلى تنفيذ طرق تصل قرى عدة في العين، وتشييد البيوت لذوي الدخل المحدود في أبوظبي والعين». وبين أنه «كان المهندس العربي الوحيد في شركته، لذا كان يتم الاستعانة به كثيراً لترجمة توجيهات المغفور له الشيخ زايد للمهندسين الأجانب».

وتابع: «خلال إنشاء (كاسر الأمواج) في نهاية حقبة الستينات، كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يزور المشروع بنفسه بشكل مستمر، وفي أوقات غير متوقعة، وقد كان، طيّب الله ثراه، يتمتع بعين ثاقبة تجاه المصنعية السيئة، فمثلاً في أحد المشروعات لاحظ وجود عمل من الطابوق سيئ الصنع، فأخذ بيده مطرقة ثقيلة وهدمه بنفسه، فأدرك المقاولون أن عليهم الحذر، ويجب تحسين مستواهم».

وقال إبراهيميان: «كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عندما يأتي إلى موقع العمل يعطي ملاحظاته على الأعمال، وكانت دائماً دقيقة وتصب في مصلحة المشروع، وفي يوم الافتتاح الرسمي للمشروع بتاريخ 29 يونيو 1967، حضر المغفور له الشيخ زايد، وكوني المشرف الرئيس على المشروع، فقد رافقته لشرح الأعمال المختلفة للمشروع، ورددت على استفساراته، عن التجريف وجرف الوحل من البحر، واستصلاح الأراضي بالتجريف في البحر، وبناء على ذلك بدأ المغفور له في استحداث مشروعات استصلاح الأراضي، وأسس شركة الجرافات البحرية الوطنية (إن.إم.دي.سي)، التي مازالت موجودة حتى اليوم».

وتابع: «بعد انتهاء مشروع الحائط البحري، التحقت بالعمل في الشركة الوطنية للمقاولات (نقليات أبوظبي)، التي أصبح اسمها لاحقاً (بروك وخلفان للإنشاءات)، وقد ظللت فيها على مدار 15 عاماً، كنت ألتقي خلالها المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، كي أناقش معه المشروعات، وكثيراً ما كانت اللقاءات في الصحراء، وقد كان إنساناً متواضعاً، ويتحدث مع الجميع بود وروح المرح».

وأفاد إبراهيميان بأن «من المواقف التي لا أنساها أنه ذات يوم في أوائل السبعينات استدعاني المغفور له الشيخ زايد للحضور، وكان مكان اللقاء أمام فندق الهيلتون، وأبدى رغبته في إنشاء طريق من مكان الفندق إلى المنطقة التي تسمى حالياً كورنيش أبوظبي، وكان في رأسه المخطط، وقد أخبرنا أن شركة سويدية طلبت لتنفيذه 75 ألف دينار بحريني (وهي العملة الدارجة حينها)، وقال حينها المغفور له: (أنا سأكون الاستشاري وأنتم المقاولون، فالصخر موجود والرمل أيضاً)».

وأضاف: «كان الشيخ زايد يركب قارباً صغيراً ويضع علامات في البحر، ونحن نلحقه لتنفيذ مخطط المشروع، وهكذا أصبح هذا الطريق، حيث تم ردم 150 متراً من البحر بناء على توجيهاته وفكره الفذ».

وذكر إبراهيميان أن «المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كان حريصاً على المشروعات الخضراء، حتى إنه حظر قطع أي شجرة، فقد أراد رحمه الله، أن يعيش شعبه والأجيال المقبلة حياة مريحة، فقد كان دائم التفكير في رفاهية شعبه وسعادة كل من يعيش على أرض الدولة أيضاً».

وقال: «لم يكن الشيخ زايد يفرق بين أي جنسية أو ديانة، كان رمزاً للتسامح، ولقبول الآخر، كان يحب من يحب وطنه الإمارات وشعبها، وكان متفانياً مخلصاً ثابتاً ووفياً لخدمة شعبه ووطنه وأمته العربية، وكان في كل لقاء يعلمني درساً في الحياة».

وأضاف إبراهيميان، وهو فلسطيني من مدينة القدس: «لا أنسى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أول من أرسل مساعدات إلى أرمينيا بعد تعرضها لزلزال في عام 1988، ومع تدفق الأجانب من مختلف الثقافات والعادات والأديان إلى الدولة، أبدى تسامحاً شديداً مع عاداتهم وتقاليدهم، وفي الوقت نفسه كان حريصاً على تعليمهم احترام عادات وتقاليد بلده وشعبه، وهنا استطاع بحكمته أن يضع أسس تقبل الآخر، وتدعيم الاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات، التي تمارس الى يومنا هذا»، متابعاً: «لا أحد ينسى افتتاح الكنيسة الإنجليكانية الأولى عام 1969 بحضور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورئيس الأساقفة في القدس كامبل ماكينيس، الذي جاء بدعوة خاصة من المغفور له».
https://www.emaratalyoum.com/local-section/other/2018-08-10-1.1125313
https://twitter.com/tawzeaofficial/status/1121454950616375296?lang=ar-x-fm



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


تقدمة مع التكريم والمحبة
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33645
المؤلفون
18625
الناشرون
1837
الأخبار
10315

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة