سنة النشر :
2023
عدد الصفحات :
177
ردمك ISBN 9789948782551
تقييم الكتاب
اشتمل على ثلاثة فصول: الأول بعنوان «عصر الزهراوي وحياته ومؤلفاته ومكانته العلمية» والثاني: «دراسة أدوية الزينة والتجميل عند الزهراوي»، والثالث بعنوان «دراسة علمية تحليلية».
تضمن كل فصل الكثير من المحاور والأبواب التي تقدم معلومات ثرية حول ما أنجزه الزهراوي، خاصة في كتابه ذائع الصيت «التصريف لمن عجز عن التأليف» وهو كتاب في ممارسة الطب يتكون من ثلاثين مقالة (أو فصلاً، كل منها تغطي تخصصاً من تخصصات الطب) ختمها الزهراوي بالمقالة الثلاثين في الجراحة، وقد ألف الزهراوي هذا الكتاب لما رآه وعاشه من تدهور صناعة الطب في زمنه فقام بجمع العلوم الطبية لمن عجز عن جمعها بنفسه، ويعلل الزهراوي وضعه الجراحة في آخر الكتاب، لأنها مهنة سامية وتحتاج إلى معرفة بكل التخصصات الطبية قبل الخوض فيها.
*تمهيد
لم يكن الزهراوي بحسب ما ورد في الكتاب، معروفاً في عصره، حيث لم يذكره معاصروه أثناء حديثهم عن أعلام الطب، ولا في كتب التراجم، فلم يذكره ابن جلجل في كتابه «طبقات الأطباء والحكماء (377هجرية) وكذلك لم يذكره القاضي صاعد الأندلسي في كتابه «طبقات الأمم»(406 هجرية) وهما من معاصريه، وقد تأخر ذكره في كتب التراجم حتى عام 454 هجرية، حيث ذكره أبو محمد علي بن أحمد بن الحزم في كتابه «في فضل الأندلس وذكر رجالها» ثم جاء محمد بن فتوح الحميدي (488 هجرية) الذي قدم لنا في «جذوة المقتبس» معلومات عن أبي القاسم الزهراوي.
*أدوية الزينة
في الفصل الثاني من الكتاب يتناول د. الخطيب المقالة التاسعة عشرة من كتاب التصريف للزهراوي، التي تتحدث عن أنواع الزينة، وهي تقسم إلى قسمين: الأول اختص بمناقشة الطيب من صناعات الأدهان والبخورات، ونحو ذلك مما يستعمله المرضى، وجاء الثاني ليناقش أدوية الزينة وما تستعمله النساء وكثير من الرجال للجمال من الخضابات (أي الأصباغ) لتحسين الشعر ونحو ذلك.
يفصل د. الخطيب في شرح المقالة التاسعة عشرة من كتاب«لمن عجز عن التأليف» حيث جاء القسم الأول منها وهو يركز على أنواع الطيب، إلى عشرة أبواب، وفي الباب الأول على سبيل المثال، يذكر الزهراوي مجموعة من المواد النباتية والعضوية المستخدمة في صناعة العطور والروائح العطرية وعددها (63) منها العنبر والمسك والكافور والعود وغيرها من النباتات العطرية، وعرف الزهراوي في القسم الثاني من مقالته وشرح خصائص وطبائع المواد الـ (63) سالفة الذكر المستخدمة في صناعة العطور، وأفضل أنواعها وكيفية اختيارها، وكشف غشها، على سبيل المثال: القرنفل حار يابس نافع لجميع الأعضاء الباطنة، نافع في استرخاء المثانة، وأفضله المجموع حديثاً الخالي من أعواده، الذي يضرب لونه إلى الحمرة، ذكي الرائحة لم يدخله غش.
*صناعة دهن اللبان
إن أهم استخدامات زيت أو دهن اللبان استخدامه مثبتاً للعطور، كما أنه يدخل في صناعة مواد الزينة والتجميل، وحسب الزهراوي فإن أفضل أنواع اللبان وأجوده ما ذكت رائحته وسطعت فيه رائحة المسك، وكان شديد اللحمة.
وقد ذكر الزهراوي طريقة تحضير دهن اللبان البرمكي العراقي الفائق الجودة كما يلي: «يؤخذ زيت اللبان الصافي الدقيق بمقدار عشرة أرطال، ويوضع في قدر، ويحضر مسحوق للنباتات التالية، الأفلنجة والقرفة والقرنفل من كل واحد رطل، ومن ورق الورد نصف رطل، وتسحق هذه المكونات جيداً، ثم تضاف إلى زيت اللبان، ويوضع القدر على نار لطيفة لا دخان لها، ثم نغليه غلياناً جيداً، ثم يصفى الزيت، ويترك جانباً، وفي الوقت نفسه نحضر مسحوقاً لنباتات القرنفل والسنبل والصندل.. إلخ».
*معاجين عطرية
يذكر الزهراوي عدة أنواع من المعاجين العطرية التي يسميها (مسوحات) ومنها: مسوح النسرين الخالص، مسوح السامرية، مسوح القرنفلية (تركيبة عجيبة) مسوح عام يصنع من المحلب، مسوح مختصر يصلح للعوام رخيص السعر.. وهكذا، ثم يقوم بعرض طريقة تحضير الأدهان البسيطة التي يركب فيها الطيب، وركز على الطريقة التي كان فيها أهل العراق بارعون في صناعة الأدهان العطرية، من خلال السمسم المقشر وغير المقشر، ثم هو يقسم أنواع الدهن إلى ملوكي يعرف بالمعشق، وهناك دهن الأترج النافع للشيوخ، ودهن الحبق العريض، ودهن التفاحي، وثمة دهن يصلح للنساء والفتيان، وهناك دهن السوسن المطيب النافع من وجع المعدة، ووجع الأرحام، وما يتولد من البرد في الرأس..الخ.
*إطفاء حرارة الرأس
يذكر الزهراوي في مقالته التاسعة عشرة، ثماني وصفات، منها وصفة تأخذ جزءاً من ورق الآس وورق التفاح وورق الصفصاف اليابس وورق الورد الأحمر وورق السرو، ونصف جزء من السماق والجلنار والأملج (مادة عشبية) والعفص (مادة عطرية تحسن صحة القلب والشرايين، والرامك (نوع من الطيب) ويدق الخليط وينخل ويؤخذ منه قدر الحاجة لغسل الرأس، ويترك عليه زماناً طويلاً، ثم يغسل بماء قد طبخ فيه آس وورد وبنفسج، يدهن بعد ذلك بدهن الورد أو دهن الآس.
*جراحة تجميلية
يعد الزهراوي بشهادة الغرب، مؤسس الجراحة التجميلية، كما تدبر مشكلات الجروح الداخلية والخارجية في حالة عدم تطابق حواف العمليات الجراحية للجلد، واستئصال البردة حيث (يصاب جفن العين بالبردة، ويعرف أيضاً باسم الورم الحُبيبي الشحمي) وغيرها من الجراحات، حيث زاول الزهراوي جراحة التجميل، وتكلم عن ذلك في مقالته الثلاثين، وفيها تحدث عن جراحة الأنف والشفتين والأذنين التجميلية بعد الرضوض، وهو من وضع أسس نظم الجراحة التجميلية، وتعد إنجازاته في هذا المجال مهمة جداً، حيث حدد مجموعة من الضوابط لهذه الجراحة لا تزال مستخدمة حتى وقتنا الحالي، مثل استخدام الحبر في مناطق الشق الجراحي، وقد تحدث الزهراوي عن الفرق بين الجرح الابتدائي والجرح الثانوي، وأكد ضرورة تنظيف الجرح قبل إغلاقه.
*علم
يذكر د. الخطيب أن الزهراوي يعد من أهم مطوري وموجدي علم تحضير مستحضرات التجميل، وهو أب علم التجميل المستقل، كونه أول من عمل على فصل مواد الزينة والتجميل ضمن مقالة خاصة من أقسام الطب والصيدلة، ففي كتابه (التصريف لمن عجز عن التأليف) قسم خاص ومهم لأدوية الزينة والطيب، فهو من أوائل من صنعوا العطور، وحضر العديد من المركبات العطرية ضمن قوالب خاصة، كمعطرات مزيلة للرائحة ذات بنية صلبة، كما حضر ملون الشفاه الصلب ضمن قوالب خاصة، وهو من أهم العلماء الصيادلة بعد الكيميائي جابر بن حيان.
https://www.alkhaleej.ae/2024-09-18/%D8%A3%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك