سنة النشر :
2020
عدد الصفحات :
42
السلسلة :
ورقة سياسية
تقييم الكتاب
لم يعد خطر التطرف والإرهاب المصاحب له يقتصر على دولة أو منطقة بعينها، وإنما بات ظاهرة عالمية، إذ أن التنظيمات المتطرفة والجهادية العابرة للحدود لا تستثني في عملياتها الإرهابية بلداً أو منطقة؛ ولا شك في أن التعقيد والتشابك الذي تتسم به ظاهرة التطرف والإرهاب قد انعكس بشكل أو بآخر على طبيعة الاستراتيجيات التي تتبناها الدول لمواجهتها.
وبالفعل هناك العديد من التجارب في هذا الشأن؛ فبعض الدول تولي أهمية للجانب الأمني والعسكري، بينما تركز أخرى على الجانب التشريعي والقانوني، وتدمج دول أخرى الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية ضمن استراتيجياتها العامة لمكافحة هذه الظاهرة، وتشرك جميع مؤسسات المجتمع، بداية من الأسرة ومروراً بمؤسسات التعليم والإعلام ومنظمات المجتمع المدني، ونهاية بالقطاع الخاص، في تنفيذ هذه الاستراتيجية، وهذا ما يمكن أن يطلق عليه المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية التي تعني تكامل جهود هذه المؤسسات مع جهود الدولة في مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب.
إن تنامي المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية في أي مجتمع من شأنها تعزيز الجهود الحكومية في مواجهة التطرف والإرهاب، لأنها تعني ارتفاع مستوى الوعي بين أفراده وتزايد الإدراك لدى مؤسساته بخطورة هذه الظاهرة من ناحية، وضرورة العمل على مواجهتها من خلال استراتيجية شاملة ومتكاملة من ناحية ثانية. وتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً مهماً للدول التي تنتشر فيها المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية بدرجة كبيرة، حيث تتكامل جهود المؤسسات المختلفة مع الدولة في التصدي لظاهرة التطرف والإرهاب؛ ولعل هذا يفسر حالة الاستقرار الشامل الذي تنعم به الإمارات على الصعد كافة.
https://trendsresearch.org/ar/insight/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%A4/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك