سنة النشر :
2011
الوسوم
-
تراث
تقييم الكتاب
من تلك الحكايات المثلوجية حكاية “بن صقحان” التي تسردها الكاتبة عائشة المهيري في كتابها البحثي “أسطورة بن صقحان”، وبن صقحان حسب الكاتبة عائشة هو جني يعيش في شجرة غاف في منطقة المويجعي بمدينة العين، والغافة التي يعيش فيها تناقل الأهالي عنها حكايات وكانوا يخافون الاقتراب منها ليلا، وتورد الكاتبة في كتابها حكاية مشوقة عن بن صقحان، اختصارها هو أن ابن صقحان قد تلبس صبي في التاسعة من العمر كان في زيارة إلى العين مع أسرته، ومرض الصبي، وعند عودة الأسرة والصبي إلى دبي أحضر والده “مطاوعة” تمكنوا من جعل الجني يتكلم، فأخبر أنه قادم من المويجعي، وعند سؤالهم له عن ماهي طلباته ليغادر، رد عليهم بانه يريد العودة إلى المويجعي، فذهب والد الصبي بابنه إلى العين وتوجه إلى المويجعي وبلغ “عود بن صقحان” وهناك غادر بن صقحان الصبي وسكن غافته وتعافي الصبي. وبالرغم من أن الكاتبة لا تذهب بقرائها عميقا في ما وراء الظاهر من تفاصيل حكاية “ابن صقحان”، إلا أنه من اللافت في كتابها “أسطورة بن صقحان” الصادر عن مجلة الظفرة، أنها تقدم معلومات قيمة وقصص وحكايات مثلوجية مرتبطة بالأشجار منذ سيدنا آدم عليه السلام، حتى الزمن القريب، ساردة الكثير من التفاصيل عن الشجر والحكايات الخرافية التي ارتبطت بها، لتؤكد على القيمة التي تشكلها المثلوجيا في حياة الشعوب، ولتعطي كذلك القيمة لما يخصنا هنا من حكايات مثلوجية تستحق الالتفات والقراءة الإنثربولوجية، وليس السخرية والتسطيح لحكايات تمثل إرث ثقافي مهم في سيرة مكاننا. ومن هنا نؤكد بدورنا على أنه من المهم العمل بشكل جاد من قبل المؤسسات ذات الاختصاص على إعداد المزيد من الباحثين كي يتبنوا ويسهموا في جمع الموروث من الحكايات المثلوجية المحلية، حتى تكون مصدر غني للمشاريع الإبداعية كالرواية والمسرح والسينما، وكذلك، العمل على خلق باحثين ونقاد أنثر بولوجيين يمكنهم تلمس روح تلك الحكايات المثلوجية، وأن تقرأ منها تفاصيل تخص الجانب الروحي والوجداني والعقلي لدى الإنسان في مرحلة ماضية من حياته هنا.
https://www.aletihad.ae/writerarticle/79665/2012/%C2%AB%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%AD%D8%A7%D9%86%C2%BB
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك