مفردات النخل في اللهجة الإماراتية وأصولها في المعاجم القديمة


تأليف :

الناشر : الشارقة : معهد الشارقة للتراث Sharjah Institute for Heritage

سنة النشر : 2023

عدد الصفحات : 68

السلسلة : ملتقى الراوي - حكايات النباتات

الوسوم - لغة - تراث

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يبحث الكاتب علي العبدان في المفردات المتعلقة بالنخيل في اللهجة الإماراتية من خلال بحث استقصائي في المعاجم العربية القديمة، وذلك في كتابه «مفردات النخل في اللهجة الإماراتية وأصولها في المعاجم القديمة»، وصدر العمل عن معهد الشارقة للتراث، وقدم العبدان هذه المفردات في ملخص وجيز بمناسبة انطلاق ملتقى الراوي في دورته الـ 23 التي أقيمت في سبتمبر الماضي، تحت شعار «حكايات النباتات».
اللافت في هذا الكتاب هو اشتماله على مفردات في اللهجة الإماراتية ذات أصل لغوي فصيح، أو بعض المفردات التي أصابها شيء من التحوير العائد في نظر الكاتب لما يسميه «الذوق اللساني، الخاص بمجتمع المنطقة».
ارتأى علي العبدان أن يقسم كتابه إلى ثلاثة أبواب: مقدمة، مفردات النخل في اللهجة الإماراتية، والمصادر والمراجع.
يؤكد العبدان في بداية مؤلفه أن ثمة أصل قديم له صلة بمجموعة من المفردات المتعلقة بشجر النخيل في اللهجة الإماراتية، وهو يعرف القارئ بهذه الأصول للدلالة على أصالة اللهجة الإماراتية في العربية على وجه العموم، وأصالة ما يتعلق بموضوع النخيل من الألفاظ على وجه الخصوص، وانطلاقاً من هذه القاعدة يعرض علي العبدان 50 مفردة في اللهجة الإماراتية تتعلق بالنخيل في شكل معجم ميسر، مع ضبطها بالشكل، وبيان كيفية نطقها، ثم يقوم بذكر أصلها الفصيح أو القديم في المعاجم العربية، أو بما توصل إليه الباحث باجتهاده وغلبة ظنه.
يستهل العبدان كتابه بتوضيح يمهد لطريقة قراءة الكتاب، حيث يؤكد على ثراء اللهجة الإماراتية التي تتكون من خلال دمج عدد من اللهجات القادمة من شرق وغرب وجنوب شبه الجزيرة العربية، وهذا هو المكون الأساسي للعامية الإماراتية، المطعمة بكثير من الكلمات من أصول غير عربية، «كما هي الحال في عموم الكلام العامي في أنحاء العالم العربي كافة»، كما يشير إلى أن المقصود باللهجة الإماراتية هو ما كان فصيح الأصل وبقي على حاله، أو أصابه شيء من التحوير العائد في نظره إلى ما يمكن أن يطلق عليه الذوق اللساني الخاص.


علي العبدان
* ثلاث لهجات
اللهجة الإماراتية بهذا المعنى هي مزيج من لهجات عدة، منها لهجة (أزد عمان) بحكم الوجود الإقليمي، ولهجة (هذيل)، ولهجة (بني تميم) وغيرها، بحكم الهجرة القديمة من مناطق هذه اللهجات.
ويمثل علي العبدان على هذه اللهجات بذكر مفردات من كل منها على حدة، فلهجة أزد عمان قد ترد في معجمه تبعا لما يصفه علماء اللغة بأنه كلمة أزدية، مثل كلمة (قارن) في قولهم: (رطب قارن)، ومن لهجة بني تميم يورد -على سبيل المثال- ما تقلب فيه الجيم إلى ياء، كقوله: شير، ويقصدون شجر، وهذه لهجة تميمية، ومن لهجة هذيل إضافة هاء السكت لآخر الكلمة، كما في لهجة أهل أبوظبي ودبي، وعموم قبائل بني ياس الكريمة، إذ يقول أحدهم: (ولديه) ويقصد (ولدي)، وهو حرف من العربية، جاء في قوله تعالى: «ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه»- سورة الحاقة-، أي: مالي وسلطاني.
من المفردات التي ترد في الكتاب يذكر العبدان كلمة «بسال» وهي في اللهجة الإماراتية تعني البسر الذي يغلى في الماء مع بعض السكر، ثم يجفف، وهي فصيحة الأصل، فقد جاء في القاموس أن معنى أبسل الرجل البسر بضم الباء أي طبخه وجففه، وقال ابن دريد: لغة لقوم من أهل نجد، يقولون: أبسلت البسر إذا طبخته وجففته، فهو مبسل. قلت: وستأتي دلالة المفردة مرة أخرى في كلمة مبسل بكسر الميم، حيث تنطق بهذا اللفظ أيضاً في اللهجة الإماراتية.. وبسر: بكسر الباء في اللهجة الإماراتية، هو البسر بضم الباء في الفصيحة، أي ما احمر أو اصفر نضجا من ثمر النخيل قبيل تحوله إلى رطب.
أما مفردة بجس بفتح الباء والتي تلفظ أيضا بقس، فهي جمع بجسه، وقد تنطق: بقس جمع بقسه (القاف تلفظ جيما قاهرية) وتعني في اللهجة الإماراتية فسيل النخل أو صغار النخل، وقد جاء في أشعارهم قول الشيخ خليفة بن شخبوط آل نهيان رحمه الله:
يسقي بقس عرابي
لي محد طناه
تدفق عليه شعابي
سيل مبطي ثراه.
ومفردة بجس كما يؤكد العبدان قد تعود إلى كلمة بجس الفصيحة، ومن معانيها التشقق والتمدد، فلعلهم قصدوه بوصفهم فسيل النخل بالبجس، حيث تشققت النواة فخرج منها فسيل النخل، أو قد تعود هذه المفردة إلى الأصل بقس بفتح الباء، ومن معانيه نوع من الشجر يشبه الآس، فلعلهم شبهوا فسيل النخل به، وقد يكون للكلمة أصل آخر.
*مادة
يواصل العبدان في كتابه ذكر مفردات النخل في اللهجة الإماراتية، فيتوقف عند كلمة «تفراقه» وهي كلمة من لهجة بعض مناطق الإمارات، حيث تطلق على القشرة الصغيرة التي تعلو رأس التمرة، وأصلها في الفصيح: التفروق، والثفروق، والذفروق، بالتاء والثاء، والذال على التوالي، وجاء في مادة تفروق بضم التاء وتسكين الفاء من القاموس: التفروق - كعصفور - قمع التمرة، وفي مادة ثفروق من القاموس: الثفروق - بالضم - قمع التمرة، أو ما يلتزق به قمعها، وفي مادة ذفروق من المصدر نفسه: الذفروق الثفروق.
أما التمر وهو جمع تمرة فهو ما جف قليلا من الرطب ثم كنز بضم الكاف وكسر النون، فإن لم يكنز فهو سح، وفي اللهجة الإماراتية تكسر السين، فيقال سح،. ومن أمثالهم في التمر قولهم: «العيش بالقصة والتمر بالخصة»، ومعناه أنه يجب أكل الرز مما يلي الآكل فقط، أما التمر، فله أن ينتقي التمرة المناسبة له، حتى إن كانت على الطرف الآخر من الإناء.
يعود أصل مفردة الغيظ التي تلفظ أيضاً (الغيض) بتخفيف الياء - وتنطق الغيظ - يطلق في اللهجة الإماراتية على طلع النخل، وأصل الكلمة فصيح، فقد نقل ابن سيده في المخصص عن ابن دريد قوله: الغضيض الطلع، وقد يسمى: الغيض، وهي يمانية.
* تأصيل
من أجل تأصيل مفردات اللهجة الإماراتية، عاد الباحث إلى خمسة عشر من المصادر اللغوية المشهورة، من بينها: «القاموس المحيط» للفيروز آبادي، «المخصص» لابن سيده، «تاج اللغة وصحاح العربية» للجوهري، «جمهرة اللغة» لابن دريد، وكتاب «النخلة» لأبي حاتم السجستاني، و كتاب «أميرة الصحراء» للكاتب الإماراتي الراحل محمد بن راشد الجروان، وهذا الأخير استقى منه العبدان بعض المفردات المتعلقة بالنخيل في اللهجة الإماراتية، بالإضافة إلى بعض الأمثال أو التعبيرات الشعبية.
https://www.alkhaleej.ae/2024-09-08/50-%D9%85%D9%81%D8%B1%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%AE%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


مفردات النخل في اللهجة الإماراتية وأصولها في المعاجم القديمة
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
35338
المؤلفون
19408
الناشرون
1900
الأخبار
10662

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة