سنة النشر :
2023
السلسلة :
كتاب المسبار الشهري ، 204
تقييم الكتاب
يرصد توظيف الذكاء الاصطناعي فنيًّا في الحقل الفقهي، وتوظيفه في المؤسسات الدينية، وتطبيقاته المستجدة المتوجهة لعامة المؤمنين، مع التركيز على تجارب السعودية ومصر وأوكرانيا والمغرب ودول إفريقية عدة. كما يناقش التشابك غير التقليدي بين التطرف والذكاء الاصطناعي؛ واستغلال الجماعات المتطرفة إياه؛ في حملاتها الدعائية، والتضليل المعرفي؛ وإثارة السخط.
في فاتحة دراسات الكتاب قدم الباحث شامل حسين لمفاهيم وخصائص الذكاء الاصطناعي وأهدافه وأنواعه ومحاوره المختلفة ومجالاته وتطبيقاته، مشيرًا إلى التحديات التي يفرضها؛ كاشفًا عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، في المجال الديني؛ لإيضاح العلاقة بين متغيرين (مستقل – تابع)؛ المستقل هو الذكاء الاصطناعي، أما التابع فهو نتاج الاستخدام في مختلف المجالات.
تناول الباحث السيد محمد علي الحسيني توظيف الذكاء الاصطناعي في الحقل الفقهي، مُفصِّلًا رؤيته لمزاياه وتحدياته، ومستعيدًا تحديد دور الذكاء البشري في استنباط الفقه، بما في ذلك استنباط الأحكام من النصوص الدينية. تطرق الباحث إلى دور الفقيه في هذه العملية، ومساهمة الذكاء الموازي المفترضة في تسهيل استنباط الفقه، لافتًا إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، ومجالات أخرى مثل: «تطبيق نسك» و«تطبيق توكيل» و«روبوت الإرشاد» وهي تقنيات استُخدمت أثناء العمرة والحج، وعملت بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وكان من ضمن مهامها إصدار الفتاوى والاستشارات الموثوقة وعرضها، مما أدى إلى تسهيل الفروض الدينية.
في اتجاه مختلف، تناول الباحث الأردني محمد صبحي العايدي، التكييف الفقهي للذكاء الاصطناعي، فبدأ بتحليل الإدراك في الشخصية الآلية، وافتقاره إلى الشمولية والمشاعر، على عكس الإدراك الإنساني بأبعاده الروحية والأخلاقية، معتبرًا أن إدراك الفقه يتجاوز المعلوماتية؛ ويقتضي الخروج من العلة الجليّة إلى علةٍ خفيّةٍ مبنية على إدراكات كليّة تحصل في نفس الفقيه، نتيجة التمرّس في المعاني الكلية المُرادة للشارع، ويحجب -الباحث- بذلك أداء الروبوت لما تقتضيه النيّة، أو المعاني الإدراكيّة النفسيّة، أو ما يقتضيه معنى الذمّة الإنسانية أو أهليتي الوجوب والأداء، مستشهدًا بقول الغزالي: «أما أهلية ثبوت الأحكام في الذمة فمستفاد من الإنسانية، التي بها يستعد لقبول قوة العقل الذي به فهم التكليف في ثاني الأحوال». ولكنه يثبت أن الذكاء الاصطناعي غدا نوعًا من السلطة العالمية، لا بد من ضبط مخرجاتها، عبر مبادرات، على غرار عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي، والقوانين الناظمة، التي ترعى القيمة الأخلاقية، مُقترِحًا ابتدار ذلك عبر مراعاة حرمة الإنسان، والخصوصية. وفي المجال الديني حصره في الروبوت المفتي للفتاوى العامة، وتعليم النسك كالحج والعمرة، ورصد الأهِلَّة.
https://www.almesbar.net/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك