سنة النشر :
2023
السلسلة :
كتاب المسبار الشهري ، 200
تقييم الكتاب
بدأت الدراسات بتفسير بقاء الجماعات الإرهابية، فحدد الباحث أحمد شلاطة، أبرز العوامل التي تنشأ عليها التنظيمات المتطرفة، سواء الذاتية النابعة عن تصوّر مثالي للدين، أو الأيديولوجية المستندة إلى جانب دفاعي متوهم، يستثمر في من يعالج الأزمات بانطباعية عاطفية، أو العوامل الخارجية المتمثلة في الأزمات الإقليمية التي تغذي المظالم المتوهمة. تشير الدراسة إلى الحواضن الجاذبة للتنظيمات الإرهابية؛ التي تلجأ إلى ملاذات آمنة في إفريقيا وأميركا اللاتينية، توظّف فيها المحفزات لخلق إرهاب محلي، أو التخادم معه، فيفرّق الباحث بهذا، بين القاعدة وداعش وبوكو حرام، وجماعات ماي ماي المحلية، ويؤكد أنّ التنظيمات تستفيد من تجارب سابقاتها في التعامل مع البيئة المحلية، وتستقوي بخطاب ناعم من الأنموذج القديم، وتزيد عليه بالجديد، فتجدد آليات الجذب والتجنيد عبره.
رصد الباحث ماهر فرغلي أنماط التجنيد الجديد الذي اعتمدته جماعة الإخوان خلال العشرية الأخيرة، بعد سقوط حكمها في مصر سنة 2013، ويلاحظ أنه يطور الاستهداف الفئوي، ويركز على المبادرة أو الدعوة الفردية المباشرة، وتوسيع دائرتي الربط العام والانتشار. تعرض الدراسة شهادة منشق، عمل في مشروع لجنة المدارس الذي بدأ منذ سنة 2002، وكان مسؤول قسم الأشبال داخل الجماعة؛ وأشار إلى سعي الإخوان عبر مجالس الآباء إلى تأسيس قاعدة بيانات عن الطلاب والمعلمين، وإنشاء مسابقات لتجنيد نخب وتمويل هذا المشروع من «أموال الزكاة». طورت الجماعة من أدوات الوصول إلى المستهدفين بعد سقوطها، فاستخدمت الخلايا الإلكترونية، التي تعتمد على سرية الدعوة، والتحريات، وتعريض المستهدف إلى تيار تبثه منصات الجماعة الرديفة في الوسائط الاجتماعية، والمجلات، والوثائقيات المنتقاة، والقنوات التلفزيونية والافتراضية، تركز على بعد السرية. أما في إطار زيادة المتعاطفين، فركزت الجماعة على مراكز التنمية البشرية، وهي قريبة، لما تناوله الباحث المصري طارق أبو السعد في تجربة توظيف الإخوان للاتحادات الطلابية، في الجامعات المصرية منذ بداياتها، وتأثير الجماعة في الحركة الطلابية، إذ قامت بفرض أجندتها، ولما تقدمت في الاتحاد وظفت ميزانيته لنشر كتب البنا، والمودودي، وقطب.
تناول الباحث أحمد الشوربجي محاولات جماعة الإخوان بناء نفوذها في المؤسسات الدينية وجامعات العلوم الشرعية مثل: الأزهر الشريف، بداية من اهتمام حسن البنا بالطلاب الوافدين إلى القاهرة سواء للدراسة في الأزهر، أو الجامعات المصرية الأخرى، عبر «قسم الاتصال بالعالم الإسلامي»، ثم الاستكتاب في مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية. حاول الباحث رصد تأثير أحمد حسن الباقوري في مرحلة وزارة الشؤون الدينية بعد ثورة 1952، ونسب إليه تمتين دور البهي الخولي ومحمد الغزالي وسيد سابق، وزعم أنّ التأثير استمر حتى بعد تحوله إلى جامعة الأزهر (1964-1969) إذ استعان بفريق على مسؤوليته الشخصية، ذكر منهم القرضاوي والعسال، وعبر هذه الفترة القصيرة استطاع التنظيم السيطرة على إنشاء مؤسسات دينية خارج مصر، تُدرس العلوم الشرعية، وصولًا إلى تأسيس اتحادات عابرة لرجال الدين المنتظمين بالإخوان، ومعاهد فكرية عالمية، يستخدمها لخلق مجتمعات علمائية موازية للمؤسسات الرسمية، تجعل معيار الحق الديني ليس في العلم والفقه التقليديين بل في الأهداف الحركية التنظيمية.
https://www.almesbar.net/%d9%85%d9%86%d8%a7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%83%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d9%81-%d9%88%d9%85%d9%83%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%aa/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك