رمزية الحيوان في حكاية الطفل الشعبية : دراسة وصفية تحليلية


تأليف :

الناشر : دبي : ندوة الثقافة والعلوم Dubai : The Cultural & Scientific Association

سنة النشر : 2024

عدد الصفحات : 274

ردمك ISBN 9789948759188

الوسوم - أدب - تراث - أطفال

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


تضمن كل فصل في الكتاب ثلاثة مباحث مرتبة ومصنفة بمقتضى حقولها المتناسقة والمنسجمة، وذلك على النحو التالي: الفصل الأول جاء بعنوان «مفهوم الحكاية الشعبية وأنماطها وخصائصها وتصنيفها» وتفرع إلى المباحث: مفهوم الحكاية الشعبية، أنماط الحكاية الشعبية وخصائصها ومكوناتها، توجهات الدرس النقدي في حكايات الأطفال الشعبية الإماراتية، وجاء الفصل الثاني بعنوان «البنية الرمزية للحيوان في حكايات الطفل» وتضمن المباحث: (تأسيس المفردة في الحكي الشعبي، رمزية تشكيل الحيوان في حكاية الطفل الشعبية، التحبيك السردي في شخصية الحيوان) أما الفصل الثالث «رمزية القيم في شخصية الحيوان في الحكايات الشعبية الإماراتية» فتضمن المباحث: (رمزية القيم الدينية والثقافية، رمزية القيم الاجتماعية والأسطورية، رمزية شخصية الحيوان في إعداد الذات).
في مقدمة كتابها تعرف د. عائشة الغيص الحكاية الشعبية بوصفها واحدة من إبداعات العقل الجمعي الشعبي، هي أحد ممكنات القول الحافظة للذاكرة والتراث والعادات والتقاليد والأعراف والممارسات البسيطة والعميقة، وتنتقل للحديث عن رمزية الحيوان في الحكايات الشعبية التي تتمثل في مقاربتها للمضامين الدينية والاجتماعية والثقافية والنفسية للطفل، تقول د. عائشة الغيص: «الحيوان يتماهى في وعي الطفل ليصبح ذا أبعاد رمزية تتشكل لتبني خطوط سير واتجاهات لا حصر لها، وخاصة الحكايات التي فيها مفارقات وصراع عميق حين يكون لشخصية الحيوان الدور الأبرز في الأحداث كالبطل مثلاً».
تؤكد د.عائشة على دور المفردة في الحكي الشعبي باعتبارها مفردة دالة على شخوص الحيوان وتحولاته، وقد استثمرها السارد الشعبي في الحكايات لتتجاوز البنية الظاهرية إلى حدود التأويلات المجردة وإلى أبعاد مضمرة تبدو أكثر اتساعاً ورحابة، كما أن تحليل هذه المفردة بحسب آليات النقد الثقافي يتعدى الكشف عن إسهامها الكبير في جمال النص السردي لينفذ إلى التحولات الثقافية والاجتماعية والنفسية التي تتضمنها. من هنا، يبرز مسمى الحيوان في الحكاية الشعبية في صورة تؤسس لمعنى يأتي في معظم الحكايات في عتبة الحكاية كمفردة مع متلازمة جناسية، تبنى على أصوات مشابهة كما في حكاية (بديحة بديحوه) وهي خروفة إماراتية تحكي عن اليتيم وكيف يحمي الله حق اليتيم وينصره ويرحمه من شرور الآخرين، وكيف يكافئ الله عمل الخير بأحسن الجزاء، في هذه الحكاية تتحدث د. عائشة الغيص عن بديحة وهي السمكة التي ارتبطت بالفتاة الطيبة والجميلة عويش، والمتلازمة الجناسية في التناول السردي للحكاية كما تؤكد المؤلفة تصاغ كعبارة مسبوكة تتردد للمساوقة الموسيقية، ولإضفاء بعد جمالي إيقاعي يستلذه الحكي والمتلقي على السواء كما في هذا المقطع من الحكاية: «..بعد ذلك خرجت الفتاة من المنزل حزينة لما جرى لها، وذهبت إلى الشاطئ، ونادت البديحة بصوت عال قائلة: (بديحة بديحوه! لا غدوني ولا عشوني) فخرجت لها البديحة من البحر، وسألتها عن سبب حزنها، فقصت عليها الفتاة كل ما جرى، فقالت لها البديحة: لا عليك، ثم طلبت منها أن تغمض عينيها، ففعلت الفتاة، وعندما فتحت عينيها وجدت مائدة من الطعام فيها ما لذ وطاب، فأكلت الفتاة حتى شبعت».
تؤكد د. عائشة على أن لكل حيوان في الذائقة الثقافية وفي الخيال التاريخي صورة رمزية ترسخت بفعل نمطيته وبفعل ما تكرر من طبائع ووقائع فعلية وخيالية رسمت في ذهنية الكبار والأطفال، فمثلاً يتخذ حيوان الأسد رمزاً للقوة والشجاعة والافتراس، لكن في الحكاية الشعبية الإماراتية يتجاوز الرمز هذه الصورة النمطية إلى أبعاد وظيفية أخرى، تنطبع بطوابع الحكي الشعبي الذي تتحول فيه أنماط الحيوان إلى شخصيات أسطورية أو غرائبية، فتراه وفقاً لذلك يتوزع بين نمطين اثنين: الحيوان الأليف والحيوان المتوحش، والنوع الأليف هو الأكثر حضوراً، حتى أن السارد يوظفه ليقوم بدور البطل المنقذ أو المخلص، وهي سمة تكاد أن تكون غالبة في الحكي الشعبي الموجه للأطفال.
https://www.alkhaleej.ae/2025-06-13/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-5957571/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


رمزية الحيوان في حكاية الطفل الشعبية : دراسة وصفية تحليلية

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37227
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة