سنة النشر :
2024
عدد الصفحات :
77
ردمك ISBN 9789948768876
تقييم الكتاب
قدم نص مسرحية سموه مقاربة مهمة لدور الشعر في إمارة الحيرة في العصر الجاهلي، بوصف هذه الإمارة كانت من أقوى الحواضر، وأكثرها استقراراً وأطولها عمراً، وأيضاً الأبلغ تأثيراً في عرب ما قبل الإسلام سواء في المستوى الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو العمراني، تلك المستويات التي كان من نتائجها قيام نهضة أدبية كان لعرب الحيرة وأمرائها أبلغ الأثر فيها.
ومن المهم في هذه العجالة أيضاً، أن نشير إلى شخصيات المسرحية التي حرص صاحب السمو حاكم الشارقة أن يبرزها في نصه «مجلس الحيرة» وعلى رأسها الملك النعمان بن المنذر، الذي تدور في مجلسه في الحيرة، تفاصيل كثيرة تضيء على سطوع مجد عربي رفيع، بما فيه من حكمة وشجاعة وفروسية، وما اكتنزته هذه الفترة من قيم خالدة وساطعة على مر التاريخ، لذا، تبرز شخصية الملك النعمان بن المنذر كشخصية محورية، اجتمعت في مجلسه شخصيات أخرى (نحو 20 شخصية) وصفها الأخير أي –النعمان- بحكماء العرب، ومن هذه الشخصيات: (أكثم بن صيفي التميمي، الحارث بن عباد البكري، النابغة الذبياني، عمرو بن الرشيد السلمي، الحارث بن ظالم المري، ابن عم عمرو بن كلثوم، الملك عمرو بن هند، ليلى بنت المهلهل، هند أم عمرو، وخالد بن جعفر الكلابي، قيس بن مسعود البكري، والمنخل اليشكري وغيرهم).
ثقافات وشعوب
هذا الاستهلال، يضيء على زمان ومكان الواقعة التاريخية حيث «الحيرة»، ويبرز تفاصيل مهمة تظهر مجد وثقافة وشكيمة وحلم العرب في الجزيرة العربية وعلى ضفاف الفرات، كأقوام وشخصيات مؤثرة في التاريخ، بما حملوه من إبداع فكري وثقافي وقيمي، برز أكثر ما برز في أشعارهم ودواوينهم التي تنضح بالحكمة والقوة والشجاعة والفروسية وغيرها من المآثر الخالدة على مر التاريخ.
في استهلال النص ثمة إضاءة على معلقة عمرو بن كلثوم، ومناسبة هذه المعلقة، والتي ينتصر من خلالها ابن كلثوم لوالدته ليلى بنت المهلهل بن ربيعة، وثمة إضاءة لافتة في النص تفصل هذه الحادثة، حيث ورد أن ملك الحيرة عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه: «هل تعلمون أن أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي؟ فقالوا نعم، عمرو بن كلثوم، قال: ولم ذاك؟ قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو بن كلثوم سيد من هو منه، فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم أن يزوره هو وأمه في الحيرة، فأجابه عمرو بن كلثوم مع نفر من وجهاء تغلب، واصطحب معه أمه.
وأمر عمرو بن هند أن يضرب له رواقاً بين الحيرة والفرات، وطلب من أمه أن تنحّي الخدم، وتستخدم ليلى والدة عمرو بن كلثوم، ثم طلب عمرو بن هند بالطعام أن يوضع، وهنا، طلبت أم عمرو بن هند من ليلى والدة ابن كلثوم أن تناولها طبقاً للطعام، فأجابتها ليلى: «صاحبة الحاجة إلى حاجتها»، فكررت عليها الطلب وألحت، فأدركت ليلى سوء ما حيك لها، فصاحت: واذلاه، يا لتغلب.. يا لتغلب؟، فسمع ابنها عمرو بن كلثوم استغاثة أمه، فثار الدم في وجهه، ونظر إلى عمرو بن هند، وتناول سيفه وقتله به، ونادى في بني تغلب.
https://sheikhdrsultan.ae/Portal/ar/media-center/ruler-in-their-pens/12/1/2024/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B1%D8%A2%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%83%D8%B3-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B9.aspx
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك