سنة النشر :
2024
عدد الصفحات :
97
ردمك ISBN 9789948744870
تقييم الكتاب
يعد كتاب «المخطوط البحري في الإمارات والخليج العربي» للدكتور عادل الكسادي، الصادر عن إدارة البحوث والدراسات بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث لعام 2024، من الدراسات القيمة التي تتطلب جهوداً كبيرة في إبرازها وتقديمها للقراء، حيث يتميز هذا الإصدار بتنوع ميادينه وبمجالاته الفسيحة التي يسعى للحديث عنها الباحثون والمختصون من المواطنين الذين يفهمون مرامي تراث الإمارات ويدركون إيماءاته.
يرصد الكتاب ويُوثق مميزات المعرفة الملاحية في الإمارات، وطبيعة وأنواع المخطوط البحري المُتمثل في المرشدات البحرية التي تركها نواخذة البحر، وشرح المصطلحات المرتبطة بالمخطوط البحري، وتاريخ ظهور وتطور المخطوط البحري، ودور أبناء الإمارات والخليج العربي في تأليف المخطوطات البحرية، ويعرض الكتاب أنواع المخطوط البحري ونماذج من تلك المخطوطات والمرشدات البحرية.
ويُّعد هذا الكتاب صوناً لتراث الوطن الأصيل، وإثراء للمكتبة التُراثية الإماراتية، حيثُ تُعد المخطوطات الملاحية البحرية جزءاً مهماً من التراث الثقافي البحري في الإمارات والخليج، حيث وثّقت معارف الملاحين وتجاربهم في الإبحار والفلك، وقد ساهمت أسماء بارزة كابن ماجد والنوخذة عبدالله بن محمد بن حسن في نقل المعارف، ومن أبرز تلك المخطوطات خريطة الشيخ مانع المعروفة باسم «نالية الشيخ مانع» وهي خريطة مغاصات اللؤلؤ في الخليج، ومخطوطة النوخذة جاسم بن سالم بن كلبان من نواخذة رأس الخيمة، وأهل البحر في الإمارات، وذلك لمعرفتهم الرصينة بقواعد علم البحر وفنون الملاحة.
ومن أبرز فصول الكتاب، «المعرفة الملاحية البحرية في الإماراتية»، حيث يروي كيف اعتمد الملاحون العرب قديماً على علم الفلك والنجوم لتحديد الاتجاهات ومواعيد السفر، وقد كانت لديهم خبرات واسعة قبل الإسلام في هذا المجال، ما ساعدهم في الإبحار والصيد والتنقل قي الصحراء والبحر. كما اعتمدوا أيضاً على مراقبة النجوم والقمر لتحديد الوقت والفصول والأنواء، ما ساهم في نشأة علم «الملاحة البحرية» وربطه بعلم الفلك لتوجيه السفن واستثمار الرياح.
وتحدث الفصل الثاني من الكتاب عن مفهوم المخطوط البحري «المرشدات الملاحية»، مسلطاً الضوء على أهمية المخطوطات البحرية القديمة التي استخدمها أهل الخليج كدليل ملاحي شامل يُعرف بـ«الرحماني»، ويجمع بين المعرفة الفلكية والعلمية في توجيه السفن، واعتُبر مرجعاً علمياً نظم بعضه بالشعر.
وتناول الفصل الثالث من الكتاب «المخطوطات البحرية المتقدمة في الإمارات» مخطوطات الشيخ أحمد بن ماجد، والذي ترك مخطوطات ومدونات نثرية وشعرية عن علوم البحر وفن الملاحة، وهي محفوظة ضمن مجموعة واحدة في مكتبة باريس الوطنية.
ويتطرق فصل «المخطوطات البحرية المتأخرة في الإمارات» إلى مخطوط النوخذة الشيخ عبدالله بن محمد بن حسن السركال، وهو يعد من أقطاب الملاحة البحرية الذين شهدوا فترة التحول من المعرفة الملاحية القديمة إلى المعرفة الملاحية الحديثة. وتناول هذا الفصل أيضاً خريطة مغاصات اللؤلؤ في الخليج العربي التي وضعها الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم سنة 1940م.
وأيضاً مخطوط النوخذة جاسم بن سالم بن كلبان من نواخذة رأس الخيمة، والذي يعتبره أهل البحر في الإمارات شيخ النواخذة لمعرفته الرصينة بقواعد علم البحر وفنون الملاحة، وتطرق هذا الفصل أيضاً بالحديث عن مخطوط النوخذة علي عبدالله الميرزا.
وسلط فصل «تصنيفات المخطوط البحري (المرشدات البحرية)»، الضوء على تصنيف المخطوط البحري أو المرشدات الملاحية وقسمها إلى: (الرحماني الفلكي – مرشدات السفر البحري في بحر العرب والخليج العربي – المرشدات النثرية – الرزنامات البحرية).
كما أشار فصل «المخطوطات البحرية في بحر العرب والخليج العربي» إلى بعض الملاحين الذين وضعوا المرشدات البحرية الشعرية أو النثرية، ومن أبرزهم الملاح الحضرمي سعيد بن سالم باطايع الذي ألف مرشدتين بحريتين، والملاح ناصر بن علي الخضوري أبرز الملاحيين العمانيين وغيرهم.
https://www.albayan.ae/lifestyle/culture/119458
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك