بنية الخطاب الشعري : في الشعرية العربية المعاصرة بين الإستعاري والكنائي


تأليف :

الناشر : الشارقة : دائرة الثقافة والإعلام Sharjah : Department of Culture and Information

سنة النشر : 2024

عدد الصفحات : 138

السلسلة : جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي

ردمك ISBN 9789948767138

الوسوم - أدب - شعر

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


( جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي - الفائز بالمركز الأول - الدورة 3 / 2023 ) .
يبحث تحولات الشعريّة منذ النصف الثاني من القرن الماضي، إلى أيّامنا، صدر الكتاب عن دائرة الثقافة، وقد حصل على المركز الأول لجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الثالثة 2023.
الكتاب كما يوضح مؤلفه: بمنزلة استعادة لترتيب علاقتنا بالشعرية العربية المعاصرة في نماذج مخصوصة منها، منذ أن غادرت مألوف مداراتها في الثلث الأول من القرن العشرين، بهدف الكشف عن بنية الخطاب في هذه الشعرية، من خلال نماذج من شعر التفعيلة وقصيدة النثر، وهي نماذج تم اختيارها من تجارب معاصرة استقرت أو تكاد، ومن نصوص أخرى استثنائية مثل «الهايكو».
جاء الكتاب في توطئة وتمهيد ومحورين رئيسيين هما: (بنية الخطاب الشعري/ الكنائي) و(الخطاب الاستعاري الكنائي).
يدرس الوهايبي في كتابه ضمن المحور الأول مجموعة من كتب وقصائد الشعراء العرب مثل أدونيس، ومحمود درويش، وسامي مهدي وزكريا محمد وأديب صعب، وعلي الدميني، وفتحي النصري، وليانة بدر، كما يبحث في المحور الثاني عدة عناوين تحت مصطلحات جديدة كخطاب التوريق، وبنية أرابيسك الشعر، والمعادل الموضوعي، وخطاب الهايكو، وغيرها من العناوين من خلال تسليطه الضوء على مجموعة أخرى من الشعراء العرب المعاصرين.
يقف المنصف الوهايبي خلال بحثه على بعض المصطلحات والمفاهيم مثل: بنية، خطاب، شعرية، معاصرة، في محاولة منه لتفسيرها كتوطئة لهذا البحث المهم في سياق الشعرية العربية المعاصرة، والبنية على سبيل المثال كما يوضح الباحث «هي من الموضوعات المهمة التي كانت محط اهتمام النقاد القدامى والمحدثين على حدّ سواء، فالنص الشعري هو بناء متكامل له خصوصيته التي تركبها عناصره المختلفة، ومن ذلك ما تنهض به القصيدة العربية الموزونة على سنن هي أشبه بصيغ جاهزة ومكررة».
لقد نشأ الشعر العربي بحسب الوهايبي على «بنية»، حيث السمع هو أبو الملكات اللسانية، وبشكل أكبر يشير الوهايبي في معرض بحثه في «البنية» إلى أسماء شعرية لافتة: السياب، أدونيس، نازك الملائكة، أحمد عبد المعطي حجازي، محمود درويش، بوصف هؤلاء اهتموا ب «القافية»، حيث القافية لازمة إيقاعية في «قصيدة البيت»، ولكننا نغفل عن كونها كلمة تحمل نبض الكتابة، كما تدل على ذلك الأبيات التي استخدم فيها شعراء العربية هذا المصطلح.
ويطرح الوهايبي في معرض بحثه في «القافية» سؤالاً مركزياً، حيث يقول: فإذا كانت القافية بمفهومها الخليلي تحيل على شعرية الشفوي أو على القصيدة الأقدم، وفرضت على الشاعر أن يقول شعراً يمكن حفظه وتذكره، فما الذي يجعل شعراء الحداثة العربية خاصة كبارهم يحتفظون بالقافية، ويصرون عليها إصراراً كبيراً؟
يستثني الوهايبي أدونيس ومحمود درويش فهما قد تحررا من سلطة القافية في بعض قصائدهما، وهناك حسب الشيخ جعفر ومحمد بنيس، وهو يقول: «إن الحاجة إلى التذكر هي التي جعلت القصيدة تنبني في هيئة مخصوصة، ونقدر أن وعي هذه (القاعدية التذكرية) التي تجري عليها القصيدة هو السبيل إلى اكتناه بنيتها قديماً وحديثاً».
و«القافية» بحسب الكتاب هي أداة تجميع، تجعل البيت يلوي على البيت دون أن يداخله، والسطر على السطر في قصيدة التفعيلة، في بداياتها خاصة، أو هي تجعل الكلام يأخذ بعضه برقاب بعض، حسب العبارة المأثورة، ولعل هذا مما أفضى في الشعرية العربية المعاصرة إلى «بنية لولبية» في تجارب شعراء أمثال أدونيس ومحمود درويش وغيرهما وخاصة ممن اشتهروا بمطولاتهم.
يبحث الوهايبي في مفهوم الخطاب الشعري ويعتبره نظاماً لغوياً تتضافر كل مكوناته جرساً وصوتاً ونظماً وصورة في إنتاج دلالته، والخطاب مغامرة لغوية تترامى بالقصيدة إلى أبعد الحدود والغايات، ولا نزال نلمح في الشعرية المعاصرة خروجاً على القواعد التي كانت مرعية في إنشاء القصيدة، واستهانة قد تكون محمودة، بأوضاع اللغة وأنساقها، وإذا كان بعض هذه القصائد «مأنوساً» - بحسب الوهايبي- فإن بعضها من الغريب الذي يحصر الفكر ويكد الذهن نموذج (أدونيس، أنسي الحاج، شوقي أبي شقرا)، حيث يطرح شعرهم بعداً معرفياً ينهض بشعرية القصيدة، وبنظام بنيتها، ويصل بين مختلف صورها على نحو لا تهتدي إليه قراءة تكتفي باعتماد «الحساسية» وإنما تخاطب العقل أيضاً.
يختار المنصف الوهايبي قصيدة «لاعب النرد» لمحمود درويش، ويدرسها كخطاب شعري يحمل قراءات كثيرة، وما بين قصيدة درويش وفكر إدوارد سعيد كما يؤكد الوهايبي شيء كالسر، حيث يخترع كل منهما فلسطينه من هامش أو حاشية ما، أو مسافة ما، حيث المنفى عند درويش بمنزلة جرح لا يندمل، وحزن مبرح، أو حياة مشوهة بعبارة «أدورنو» الذي يستأنس به إدوارد سعيد.
يقول الوهايبي في معرض قراءته لنص درويش: «محمود درويش الذي تعرفنا إليه وعليه، لاعب نرد حقيقي، وهنا، يشير إلى قصيدة مالارميه الشهيرة «رمية نرد» من ترجمة محمد بنيس والمقدمة الممتعة التي كتبها لها، وهنا مقارنة يحب الوهايبي أن يسميها «نردية النرد» قياساً على قولنا: «شعرية الشعر»، حيث الكلمات تضيء وتستضيء، ويقدح بعضها بعضاً بعبارة مالارميه. والأشياء إنما هي شعرية بسبب من بنيتها لا محتواها أو موضوعها.. فقد أدار محمود نصه على صور افتراضية محورها كلمة «المصادفة» و«الحظ» وهما الكلمتان اللتان أتاحتا لبنيس أن يصل قصيدة مالارميه بأصل عربي أندلسي من كلمة الزهر العربية».
ومن واقع قراءته لقصائد محمد عفيفي مطر بوصفها تنم عن شعرية لافتة ومن خلال النموذج: (رأيتُها في صكوكِ الإرثِ مكتوبة/ سِفْراً من الإنسان والإزميل/ والحجرِ/ رأيتُها من شقوق الصيفِ/ مسكوبة/ غاباتِ أيدٍ ترعرعُ في دم الشجرِ..) يؤكد الوهايبي أن قصيدة عفيفي لا تزال تحتفظ بالكثير من وجوه غموضها، كما هو الشأن عند أدونيس خاصة، قد لا تعدو دلالتها المتعة الفكرية الخالصة.
في ختام بحثه يؤكد الوهايبي أن الشعرية العربية بطرفيها الاستعاري والكنائي تنهض ب «طوبوغرافية متخيلة» تصل بين أزمنة وأمكنة متحولة، وتكتنه الفضاء من حيث هو المكون الجمالي الأقوى في «شعرية الأثر».. شعرية تقوض الحدود والفواصل بين الأجناس الأدبية، حتى لكأننا إزاء بنية تنهض بحضور طاغ للذات ينقل الخطاب الشعري إلى أفق «سير ذاتي مرجعي» يختلق بواسطته الشاعر شخصية ووجوداً ويظل محافظاً في الوقت نفسه على هويته الحقيقية، كما في نماذج شعرية كثيرة.
https://www.alkhaleej.ae/2025-02-10/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


بنية الخطاب الشعري : في الشعرية العربية المعاصرة بين الإستعاري والكنائي

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37226
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة