سنة النشر :
2024
ردمك ISBN 9789948759430
تقييم الكتاب
اشتمل الكتاب على مجموعة مقالات في الثقافة والأدب، نشرتها الكاتبة في صحيفة الرياض، قدمت من خلالها للقراء متعة فنية، وفائدة معرفية، واستزادة ثقافية.
استهلت المؤلفة كتابها بمقال " القراءات الأولى من العيون إلى القذى" والذي لفتت فيه إلى نماذج من تأثر الآداب الغربية بالثقافة العربية والتراث العربي العريق، مبينة اتساع الفجوة بين الشباب المعاصر ومعرفتهم بالتراث، فتقول: "إنّ نظرة ماسحة لواقع الثقافة في عالمنا العربي تُظهر القارئ غير معني بتراثه الأدبي، وأي دعوة للتقريب بين الجيل وعيون الأدب تبدو كطلاسم سحرية غير مفهومة تؤتي عكس ما يُرتجى، فثم شباب غرقى في آداب الأمم الأخرى يقرؤونها سواء بلغتها الأم أو بترجمتها العربية، وربما اشتغل نفر منهم بالكتابة، وهم يترفعون عن مطالعة تلك المصادر الثرية".
وفي مقال " قناديل طه حسين" تشير الكاتبة إلى القناديل التي منحها الله لعميد الأدب العربي طه حسين فعوضَه بها عن فقدان نعمة البصر، ومن هذه القناديل زوجته، "هنا تجلّى ضياء الفتاة الفرنسية الصديقة، فالحبيبة ثم الزوجة "سوزان بريسو"، ليُضاف قنديلٌ أخيرٌ يكمُل به انجلاء الظلمة عن عوالم الأديب ويتوطّن الدفء في روحه لستة عقود، كتب طه حسين إلى سوزان مرة قائلأ: "دونك أشعر أني أعمىً حقًّا، أمّا وأنا معك، فإني أتوصل إلى الشعور بكل شيء، وإني أمتزج بكل الأشياء التي تحيط بي".
ثم تطرقت الزرعوني بمقال آخر إلى كتاب "معك" عزاءات سوزان طه حسين في مواجهة رحيل حبيب العمر، وفي مقال "توالد الحكايات في مواجهة هادم اللّذات" تتحدث عن المكانة التي حظي بها كتاب "ألف ليلة وليلة" في الغرب خاصة، طارحة عدة تساؤلات، مثل، ما الذي اختص به كتاب ألف ليلة وليلة ولم يكن في غيره من مصادر التراث الأخرى العربية أو غير العربية؟ ثم ما الذي دفع المستشرقين للعناية بهذا المؤلف الذي لم يُجزم بأصله بعد؟
ثم تعرج على "سُلطة الحكي، بين ألف ليلة وليلة، ولوحة العشاء الأخير" في إحدى مقالات الكتاب، كما تقدم للقارئ إضافة معرفية جميلة تحت عنوان "الفَلاكة والطبقية الثقافية، من يصنع من؟ وتقول: "نتوقف في مصر المماليك مع الدّلجي وكتابه "الفلاكة والمفلوكون"، فهو أحد علماء القرن الخامس عشر الميلادي الذي لم يحظَ بنصيب من الشهرة ولم يصلنا منه إلا ذلك الكتاب، إذ يشير محقق كتابه، الأستاذ خميس حسن، أنّه يعدّ من النوادر في التراث العربي؛ لاعتنائه بالشرائح الدنيا والترجمة لها آنذاك، وقد أطلق الدلجي وصف المفلوكين على تلك الفئة، إمعانًا في قلة الحظ من الدنيا، وسوء الأحوال مع الإملاق".
وقد اشتمل كتاب "النقش على سطوح سائلة" للزرعوني ابنة الإمارات، على مقالات أخرى منها العناوين التالية: "ربيع الجائحة، روح البحتري وفلسفة فايل" و "كائن الأشلاء، صناعة "فرانكشتاين" ورؤية "بويل"، و "الصالونات الثقافية، خلق الفكرة وديمومة الأثر" و "العرّابة والزعيم، مراسلات جولييت آدم ومصطفى كامل" و "الانهمام بالذات وجدلية الحرية" و "صهوة العالم في الأدب والذاكرة الشعبية" و "من أين يأتي العيد؟" و "الحنين وإشكالية اغتراب الذات في الزمان والمكان" ثم "سحر اللمس الذي صنع رفقة العمر" وغيرها.
https://24.ae/article/826329/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك