سنة النشر :
2024
السلسلة :
دراسات ، 110
ردمك ISBN 9789948794066
تقييم الكتاب
يقدم الناقد والباحث اللبناني الحسام محيي الدين دراسة مفصلة ونقدية حول واقع النقد المسرحي في لبنان، ويطرح رؤيته الشخصية حول العقبات التي يواجهها هذا المجال في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية المستمرة. يعد الكتاب دعوة لتطوير النقد المسرحي اللبناني، إذ يستعرض في طياته العديد من المشكلات التي يواجهها المسرح اللبناني منذ نشأته، ويبحث في الأزمة الكبيرة المتمثلة في غياب مرجع نقدي ثابت ومعتمد، ما يعوق تطور هذا الفن في البلاد، فما هي الجدلية الأزلية في النقد بين النص والعرض؟
يبدأ محيي الدين كتابه بالحديث عن علاقة "النص" المسرحي و"العرض" المسرحي، وهي علاقة معقدة ترتبط بشكل أساسي بتفاعلات العديد من العوامل الفنية والجمالية. حيث يعرض الباحث الإشكالية الكبرى التي يعاني منها المسرح اللبناني في هذا الصدد، والتي تتمثل في أن النقد غالبًا ما يركز على الجوانب البصرية والإخراجية للعرض المسرحي، ويتجاهل في العديد من الأحيان النصوص المسرحية ذاتها.
يرى الحسام محيي الدين أن النص المسرحي هو الأساس الذي يقوم عليه العرض، ومن خلاله يتم تحديد الأسس الفكرية والتقنية للمسرحية. لكن على الرغم من هذه الأهمية، فإن النقد المسرحي اللبناني نادرًا ما يتناول النصوص بشكل دقيق، بل يميل إلى التركيز على العرض والمخرج، وهو ما يعكس خللًا في العملية النقدية برمتها. في هذا السياق، يشير إلى أن بعض النقاد يروجون للأعمال المسرحية بناءً على إخراج العمل أكثر من النص ذاته أو الأداء التمثيلي، في حين أن التركيز المفرط على الإخراج قد يؤدي إلى إغفال الأفكار العميقة التي يحملها النص المسرحي.
من جهة أخرى، فإن النص المسرحي، في رأي محيي الدين، يشهد تراجعًا كبيرًا في عملية الكتابة المسرحية. فالكثير من الكتاب المسرحيين اللبنانيين لا يتخصصون في هذا المجال بل يتجهون إليه كهواتف عرضية من مجالات أدبية أخرى مثل الشعر أو السرد القصصي. هذا الأمر يجعل الكتابة المسرحية تفتقر إلى المنهجية اللازمة لتطوير النصوص التي يمكن أن تكون أساسية في التفاعل مع العرض المسرحي. فماذا عن غياب البنية الأكاديمية والتشتت النقدي؟
تُعد إحدى القضايا الأساسية التي يعالجها محيي الدين في كتابه هي غياب البنية النقدية الأكاديمية المنهجية في لبنان. إذ لا توجد مرجعية نقدية متكاملة يمكن للمسرحيين والنقاد العودة إليها، وهذا يجعل النقد المسرحي في لبنان عرضة لعدد من الأزمات منها التشتت في الرؤى النقدية والسطحية في التحليل. ويرى محيي الدين أن النقد المسرحي في لبنان يعتمد على آراء فردية أو انطباعات شخصية للنقاد، مما يؤدي إلى تباين في تقييم العروض المسرحية وتقديم تقييمات متناقضة.
كما أن غياب المؤسسات الأكاديمية المخصصة لدراسة النقد المسرحي يساهم في هذا الوضع. فغالبًا ما تقتصر الدراسة النقدية في لبنان على برامج جامعية لا تتخصص في النقد المسرحي أو الأدب المسرحي بشكل عام، مما يؤدي إلى إنتاج نقاد لا يمتلكون الأدوات الأكاديمية الكافية لتقديم تحليلات معمقة ومتوازنة.
https://middle-east-online.com/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%86%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%80%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%B6
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك