سنة النشر :
2024
عدد الصفحات :
313
ردمك ISBN 9789948747406
تقييم الكتاب
في شمال القوقاز، عام 1839؛ إنه النهار الأخير من حياته القديمة، حينَ أيقظَته أمُّه، ووقفَت بجوار فراشه. حينذاك أدرك جمال الدِّين أن ما حدَث لا رجعةَ فيه، أحسَّ بالدفء ينبعث من جسد فاطمة، ودَّ لو يحتضِنها، أن يمسح قلقَه بلمستها. تغلغلت أصابعها بين خُصلات شَعره، اطمأنَّ إلى خشخشة أساورها، أحس بدفئها وحبها. استنشق رائحتها وظلَّ ساكناً في مَضجعه ملتفّاً بغطائه، تمنَّى لو يتوقَّف الزمن، أو يتأخر القدَر. لكنه أراد بالرغم من ذلك أن يكون ما يتوقَّعه منه العالَم بأَسْره؛ رجلاً بحق. لقد كان واعياً ومدركاً دوْرَه بالرغم من سِنِّه التي لم تتجاوز تسع سنوات. ولو كان الأمر بيده لَفضَّل في ذاك اليوم أن يبقى طفلاً ولا يفارق أمَّه أبداً. همسَت فاطمة في أُذن ولَدها: «عليك أن تكون قويّاً يا بُني، فخوراً بما تفعل، لتَكُن أنت سببَ فخري وعِزَّتي، كُن ولداً حقيقيّاً لأبيك. لن يَطول الأمر، وسترجع إليَّ عما قريب».
https://kalima.ae/our-releases/55360
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك