سنة النشر :
2005
عدد الصفحات :
406
تقييم الكتاب
هذا الكتاب ثمرة تعاون علمي بين مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ومعهد الدراسات الشرقية للمجمع العلمي الروسي فرع سان بطرسبرج وهو يعرض لتاريخ شخصية من الشخصيات التاريخية التي أثرت ليس فقط في المنطقة التي نشأت فيها وإنما امتد تأثيرها إلى مناطق أخرى مختلفة، من بينها منطقتنا، وكان لها تأثيرها على التحولات التاريخية في الفترة التي عاشت فيها وهي شخصية جنكيز خان.
في إطار تناوله للشخصية محور الكتاب يحاول المؤلف ي. إ. كيتشانوف أن يقدم لنا اطلالة واسعة على تاريخ المغول مجيبا على السؤال: من هم المغول؟ ومن أين جاؤوا؟ وهو سؤال يقرر أنه ليس بالسهل موضحا أنهم ربما جاؤوا من المساحة التي تشغلها الآن جمهورية منغوليا الشعبية. وفي تعريفه لكلمة مغول يشير إلى أن أصلها يحتمل عدة شروح كما ورد في الطبعة الأخيرة من كتاب تاريخ جمهورية منغوليا الشعبية.
كما أن علم التاريخ الحديث حتى يومنا هذا لا يملك تفسيرا موحدا لمعنى كلمة مغول مرجحا أن يكون الاسم حسبما يشير كان يعني في البداية قبيلة واحدة أصبحت اسما جامعا يحمل في ثناياه الشعوب والقبائل المغولية كافة. وتتباين التفسيرات التي تقدم لمعنى الكلمة بشكل كبير يصل في بعض الأحيان إلى حد التناقض فمثلا بينما يعتقد أكاديمي روسي ـ ي. شميدت ـ عضو أكاديمية العلوم الروسية أن كلمة مغول تعني شجاعاً أو متفانياً أو غير هياب فإن ب. راتشيفسكي يرى في تفسير هذه الكلمة تقليلا من الشأن فيورد كلمة مونغوو بمعنى كلمة غبي أو عبيط!
ومما يذكره المؤلف في إطار استعراضه لصفاتهم وطبائعهم أن من القوانين التي تنظم الزواج لديهم هي أنه قبل دخول بيت الزوجية ينبغي على الخطيب العمل في بيت أهل خطيبته ثلاثة أعوام ليتعرف على خطيبته عن كثب وبانقضاء المدة تحمل أسرة العروس الزوجين نصيبهما من الممتلكات على عربة مصحوبين بالرقص وضرب الطبول إلى بيت الزوج. ثم يتطرق المؤلف إلى هجرة المغول غربا للاستيطان بالأراضي التي تقع عليها جمهورية منغوليا الشعبية الحديثة مشيرا إلى أنه يبدو جليا أن الأسباب هي الحروب الداخلية وهجمات الجيران.
ويشير إلى أن المصادر المغولية الحديثة الملتزمة بتقاليد التدوين البوذي تنسب سلالة جنكيز خان إلى التبت تلك الدولة التي جاءتهم منها الديانة البوذية. وفي تحديد لتاريخ الهجرة التي أشار إليها يوضح أن بداية حركة المغول إلى الغرب يحتمل أن تكون بدأت في منتصف القرن الثامن. ويرجع نسب جنكيز خان إلى بودونتشار الابن الأصغر لألان غوا والذي أصبح أبناؤه مؤسسين للقبائل المغولية.
وقد كان للهجرة إلى الغرب نتيجتان مهمتان وهما أن المغول دخلوا في علاقة اتصال مباشر أكثر التصاقا مع القبائل التركية وأصبحوا يمارسون الرعي المتنقل على السهوب والسهول الغابية. ثم ينتقل المؤلف إلى الحديث عن الدولة المغولية الأولى والتي يشيرالى أن تأسيسها يرجع إلى منتصف القرن الثاني عشر.
وفي هذا السياق يعرض لسيرة جنكيز خان مشيرا إلى أن والده كان لديه العديد من الزوجات وأكبرهن ويلون والدة تيموتشجين. وقد ولد تيموتشجين «جنكيز خان» في وقت عاد فيه والده من إحدى غزواته المعتادة على التتار وعند رؤيته للمولود قابضاً عند ولادته نقطة الدم المتخثرة عد هذا بمثابة إشارة بالرسالة العليا الملقاة عليه في الحياة كمقاتل ومصيره في الحياة كفاتح ولهذا أطلق عليه الأعداء اسم الأسير.
https://www.albayan.ae/paths/books/2005-10-17-1.983916
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك