المتعالق بين الخطاط و الفنان


تأليف :

الناشر : الشارقة : دائرة الثقافة والإعلام ، إدارة الفنون

سنة النشر : 2007

عدد الصفحات : 315

الوسوم - فنون

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


كتاب ندوة «المتعالق بين الخطاط والفنان» التي أقيمت في الشارقة بتاريخ 23 ـ 25 /2007 وقد أعد الكتاب للنشر الناقد والفنان التشكيلي طلال معلا مدير المركز العربي للفنون، والذي بدوره أعدّ ونظّم هذه الندوة التي شارك فيها باحثون متخصصون في مجالات الفنون البصرية وفي ما يتّصل بالخط العربي كفن يتعالق على هذا النحو أو ذاك مع الفنون المختلفة.
وفي هذا الصدد ينوّه المعدّ في تقديمه للكتاب، أن اللوحة الحروفية تواجه الكثير من الانتقادات والإطراءات النقدية مما يعكس التباين في الآراء حولها، حيث يتمترس كلّ منها خلف قناعات ومرجعيات ثقافية، يظهر في تضاعيفها التجاذب حيناً، والحيادية حيناً آخر.
كما أن بعضها يستوعب آليات التطوّر الفني والثقافي والحراك النقدي والفكري والإنساني، فيما لا تزال لهجة الانحياز وعدم استيعاب مجريات التحديث تنسج آراء العديد من الكتاب، وبخاصة الموقف من الآخر وبنية العلاقات المستجدة والتفاعلية في طروحات الإبداع المعاصر.
يتضمن الكتاب 15 بحثاً وأوّلها بحث «الفنون الإسلامية مصادر إلهام وتأصيل في الفن العربي المعاصر» من إعداد الدكتور إحسان الرباعي، تناول من خلاله جملة من الأفكار ومنها: علاقة الفن المعاصر بالفنون الإسلامية، ثمّ تطرق إلى علاقة الفن الإسلامي بالذائقة البصرية من خلال الحاسة البصرية والعين باعتبارها مصدر الرؤية للفن الإسلامي، ونافذة المتلقّي، لأنها تدرك العلاقات الفنية بين الخطوط واللون والمساحة.
ومن جانب آخر فإنه سوف يناقش قضية غياب الموضوع في الفن الإسلامي على أنه مبدأ جمالي مستقل، يتمّ عن قصد وموقف من قبل الفنان، حيث يميّزه عن باقي الفنون، ويدفع للتذوّق والاستيعاب والفهم بطريقة تكاد تكون مختلفة. وقد رأى أن الفنانين الغربيين تأثّروا بالفنون الإسلامية مستشهداً بقول «رينيه ويج» بأن هذا الفن يعبّر عن عالم زاخر بالعطاء والإبداع، فيعرض لتجربة الفنان ماتيس في الجزائر وكذلك بيكاسو وتجربته مع التكعيبية.
أما الدكتور الحبيب بيده من تونس، فقد قدّم بحثاً بعنوان: «هجرة الخط العربي عبر النبض التشكيلي من الواقع الدلالي إلى الواقع الجمالي» وقد نوّه في مفتتح بحثه إلى مسألة الخصوصية المحلية والقومية، والعودة إلى العلامات التراثية التي أثثت زخرفياً المحيط العمراني، الأمر الذي أدّى إلى نهضة نقدية وفلسفية جمالية.
ويكتب الدكتور إياد حسين عبدالله من العراق عن «اختلاف المنطق الجمالي بين الخطّ العربي واللوحة الغربية» ورأى أن إعادة قراءة الخط العربي وفق الرؤى الحديثة سوف تتضمن بالضرورة كلّ القيم الفنية التي تجعل منه فناً مستقلاً بذاته.
وتحت عنوان «المجتمع الإسلامي والحاجة إلى الفن، يكتب الدكتور بركات محمد مراد من مصر بأن الفن الحقيقي هو ذلك الفن الذي يزيّن الحياة ويكشف عن جوانب الجمال والإبداع فيها، كما أنّ الفن مثّل نشاطاً بارزاً وحيوياً لا يمكن إنكاره في حياة المسلمين وحضارتهم، لأن الفنان المسلم كان يوظّف الجماليات عبر الفنون توظيفاً ارتقائياً يجعل منها معراجاً يصعد به الشعور أو يرقى به الوجدان من الجميل إلى الجليل.
أما الباحث والصحافي المغربي حكيم عنكر، فقد تناول حروفيات المغربي حكيم غزالي من منظور عرفاني، وعنون بحثه بـ «الهجرة المتبادلة بين الخطاط والفنان، ورأى أن قراءة أعمال هذا الفنان تستدعي مكوّنات ثقافية وبصرية غنية، فهو يشتغل بعمق على الأبعاد التكوينية للحرف العربي، وتحديداً القوّة التشكيلية الكامنة في الخطّ المغربي.
وبدوره تناول الفنان والناقد السوري طلال معلا «الحروفية بين الرفض والقبول»، حيث أكّد أن الارتباط بالماضي يعدّ سمة أساسية من السمات المنجزة للوحة الحروفية العربية. كما أشار إلى أن العودة إلى الماضي ومحاولة الاستناد إلى الذاكرة الحضارية بقيت مفهوماً متمماً لحراك الفنانين العرب دون أن يتمكنوا من تحقيق مواصفات منهجية توجّه قلة منهم في البدايات للتعبير عن مكانة متميزة للخط العربي باعتباره مفردة تشكيلية.
وإلى ذلك فإنه سوف يعتبر الطروحات الحروفية بحاجة إلى عواصف من النقد والنقض، والسبب أن تيار الحروفية يحمل على سطحه الكثير من الزبد الذي يخفي ما هو حقيقي في التجربة.وبدوره سيتناول الباحث عبدالله أبو راشد من فلسطين الخط العربي في اللوحة التشكيلية العربية المعاصرة.
وسيعتبر الخط العربي بمثابة القاسم المشترك للفن العربي الإسلامي ودرّته الولود، وإن التجارب المتّصلة بالتشكيل الحروفي تسعى لأخذ مكانها في التجارب التشكيلية المعاصرة كبديل ابتكاري عن سطوة النزعة المركزية الأوروبية في الفن التشكيلي، ليستعرض بعد ذلك العديد من التجارب هذا المجال، ومنها تجربة التونسي نجا المهداوي الذي اعتبره حالة متفردة في تفعيل الخط واللوحة الفنية التشكيلية.
أما الفنان د. عبد الكريم السيد فقد تعرّض إلى الخطّ العربي باعتباره فناً بصرياً، متخذاً من «الحلية النبوية» نموذجاً، فاستعرض العديد من التجارب بدءاً مما اشتغل عليه الخطاط الحافظ عثمان وانتهاء بالنماذج المتأخرة.
أما الفنان القطري علي حسن، فإنه تناول في بحثه «الحروفية الجديدة باعتبارها تأصيلاً» المكانة المرموقة التي يحتلها الخط العربي في قلب كلّ عربي ومسلم، وأكّد أن الحروفية بكلّ ما تحظى به من قيم جمالية ونفعية في الشكل والمضمون، وتعتبر بحقّ الأبجدية الوحيدة في العالم التي تحقق من خلالها اتجاه فني متكامل حقق تواجداً فاعلاً ومؤثّراً في ساحات الإبداع العربية والعالمية.
وبدوره سيتناول موضوع «الحروفية العربية باعتبارها تأصيلاً» الفنان والناقد اللبناني عمران القيسي، ولكن من وجهة نظر أخرى، تسعى للتحليل الفكري المعمّق، فيتساءل في بداية بحثه إن كان عنوان البحث يفترض وجود حروفية قديمة، وحروفية جديدة، على افتراض أن الجديد سيكون تطويراً للقديم، أو أنه تراكم كمّي أدّى إلى تطوّر نوعي.
وسيسعى للإجابة عن ذلك من خلال بحثه المهم، بينما سيتعرض الناقد العراقي فاروق يوسف لتجربة الخطاط الفنان شاكر حسن آل سعيد، وفي بحث مطوّل سيدرس الناقد العراقي محمد الجزائري «الحروفية الجديدة وإشكالية الذات والموضوع، أما الباحث د. محمد بن حمودة من تونس سيتناول موضوع «الخطّ ورهان الفصل والوصل بين الروحاني والجسماني» وهو مبحث فكري مهم، بينما سيكتب الناقد محمد مهدي حميدة من مصر عن «غوايات التشكيل الحروفي ـ قراءة في منجز وسام الحداد» .
وفي الختام يأتي بحث موسى الخميسي من العراق عن «الحرفة والإبداع وثنائية التحوّل في الخطّ العربي».وفي ضيافة مكان تقلب فيه الحروف من نقاطها، شاكر آل سعيد يلهم الرسم أحلام الكلمات للناقد فاروق يوسف، والحروفية الجديدة، إشكاليات الذات أم الموضوع للناقد محمد الجزائري والخط ورهان الفصل والوصل بين الروحاني والجسماني للباحث محمد بن حمودة، وغوايات التشكيل الحروفي للناقد محمد مهدي حميدة، والحرفة والإبداع، ثنائية التحول في الخط العربي للباحث موسى الخميسي.
يقول الناقد والتشكيلي طلال معلا عن الكتاب ـ الندوة: «في هذه الآراء التي يتضمنها كتاب المتعالق بين الخطاط والفنان، نحاول أن نعرض مجموعة من القراءات التي لا تتفق على منهج أو رؤية، وإنما تعكس بشكل جلي النوافذ متنوعة الاتجاهات، والمقاربات التي تنطلق في غير اتجاه، بناء على معايشة الانقسامات الحاصلة في الجغرافيا الخطية، وبقاء الأمور معلقة بين التواصل والانقطاع في فهم الضرورات الأساسية لحقيقة المنجز الفني باعتباره إبداعا وكشفا وتجاوزا.
الكتاب في غاية الأهمية ولا سبيل إلى الاستغناء عنه، لأنه يشكل أرضية نظرية وفكرية وثمرة جهد نظري وفكري، وممارسة حيوية، ولأنه يجمع بين جهد الفنان الخطاط والفنان التشكيلي وبين المتابعة النظرية والفكرية التي يتأسس عليها التفكير في المشاريع العربية الكبيرة في فن الخط العربي.

إن تجربة المدرسة أو المدارس الحروفية العربية، بإمكانها الانفتاح على ثقافة العصر وتأكيد ذاتها كفنّ بصري تشكيلي، فيما إذا تمكّنت من تجاوز نمطياتها المكررة والمعروفة أو بما سمّاه الحبيب بيده باجترار «ماضوي نمطي حيث أصبح الحرف العربي من حيث هو علامة مطيّة لكل من هبّ ودبّ يفعل به ما يشاء وكيفما يشاء.
وكأنه قطعة من الأحجية يلونه ويرتبه ويدمجه ويتلاعب به على سطح أو حجم. والعبرة في ذلك بالنتيجة التي بطبيعة الحال لا تكون إلاّ شكلاً شكلانياً، لذلك وجب اليوم وبإلحاح أن نرتب البيت، ونبدع خطاباً حديثاً أساسه المعنى، من حيث هو تعقّل وتفكّر وإبداع».
https://www.albayan.ae/paths/books/2007-12-17-1.817543



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


المتعالق بين الخطاط و الفنان

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37140
المؤلفون
20397
الناشرون
1948
الأخبار
10954

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة