سنة النشر :
2010
عدد الصفحات :
400
تقييم الكتاب
قول مؤلفة الكتاب: جاء القرآن الكريم بقَصصه الشيق؛ ليعرض لنا الأحداث التاريخية التي مضى بها الزمان، وذلك في سياق واقعي لعرض آياته عرضاً متناسقاً متسلسلاً مُكسباً إياها بُعداً جاداً مغلفاً برقائق النور والهداية، وبلاسم العظة والاعتبار، فيقول تعالى: «فاقصص القصص لعلهم يتفكرون» الأعراف 176.
وقال تعالى: «لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب..» يوسف 111.
فالقصة القرآنية عصارة من الحقيقة الصادقة لا وهم ولا خيال..!!
وكما أعز الإسلام المرأة وكرمها، وأنصفها، وأعطاها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات، وأوصى الرجل بها خيراً، بوصفها شقيقته في المعتقدات والعبادات والمعاملات، وتربية النشء، وصنع الأجيال، وتعمير الأرض واستمرار الحياة. كذلك أعلى الله سبحانه وتعالى من شأن المرأة في كتابه الكريم وخصها بالخطاب في مواضع كثيرة منه، وأنزل الله تعالى من أجلها خصيصاً آيات بينات تتحدث عنها وتهتم بشأنها، وتذكر لنا قصصها، بل وتنصفها في كثير من المواقف التي تحارب عادات بالية وتقاليد جاهلية كانت تبخس المرأة حقها وتحط من قدرها.
ومن المؤكد أن هذا الكتاب بما يحمله في صفحاته من أحداث تدل على إنصاف المرأة المسلمة منذ عدة قرون يكون رداً بليغاً على من يدعي ظُلم الإسلام للمرأة أو تجاهل النص القرآني لها أو لقصصها.
والمتتبع لآيات القرآن الكريم يجد أن حضور المرأة في القرآن يشكل أحد أهم المؤشرات على قيمتها، وأهميتها، حيث ان الناظر إلى القصص القرآني يجد أن المرأة ركن قوي في بناء القصة القرآنية ونمو أحداثها تحقيقاً للعظة والعبرة؛ ولم تكن المرأة في القصة القرآنية أبداً هامشيةً أو عنصراً غير أصيل في سياق الأحداث.
والجديد في هذا الكتاب أنه يتناول حياة كوكبة من النساء اللاتي نزلت فيهن آيات كريمات من الذكر الحكيم، من خلال دراسة موثقة لنساء نزلت فيهن آيات كريمات من الذكر الحكيم.. بعض هؤلاء النسوة معروف لدى العامة والبعض الآخر منهن غير معروف لكثير من القراء، بل ربما يُذكر لأول مرة.
والجديد في هذا الكتاب أنه يسرد السيرة الذاتية لأربعين امرأة من مختلف عصور التاريخ بأسلوب بسيط وميسر وسلس، يذكر فيها أسباب نزول الآيات التي نزلت في هؤلاء النسوة اللاتي بلغن الأربعين؟ وهذا الرقم يعتبر أكبر عدد من النساء اللاتي تم التوصل إليهن واكتشافهن في القرآن الكريم، فقد توصلت الدراسات السابقة في هذا المجال إلى حوالي الواحد وعشرين امرأة فحسب.
ويتناول كتاب «أربعون امرأة في القرآن» السيرة الذاتية لهؤلاء النساء اللاتي نزلت فيهن الآيات البينات في حوالي الأربعمائة صفحة تتضمن تفاصيل ومفردات كل شخصية من شخصياته على حدة، حيث تتناول المؤلفة مراحل حياة هذه المجموعة المتميزة التي تناولهن كتاب الله المجيد، وتستعرض أسباب النزول وخصائص الشخصية والظروف والملابسات التي نزلت فيها، وتستخلص الدروس المستفادة من حياتها ومواقفها وتربطها بأسلوب سهل وبسيط بواقعنا المعاصر.
وعلى غير المتوقع فإن الشخصيات التي تناولها القرآن الكريم لم تذكر جميعها للإتباع بل جاءت بعض الشخصيات النسائية كنماذج للتحذير والامتناع.. حيث أشارت المؤلفة إلى أن الله تعالى أورد في كتابه الكريم أربع شخصيات كنموذج سلبي للمرأة على مر العصور وهؤلاء الشخصيات يعتبرن قلة بالنسبة للنماذج الأخرى اللاتي ذكرن في القرآن الكريم كنماذج للإتباع والإيجابية للمرأة المؤمنة على مر العصور.
فمن حيث النسبة العددية يُعتبرن 4 إلى 36 أي أن هناك أربع شخصيات سلبية مقابل ست وثلاثين شخصية إيجابية ذُكرت في القرآن الكريم للإتباع والتقليد والاستفادة من ميزات هذه الشخصيات.. وهؤلاء الشخصيات هن «أروى بنت حرب بن أمية» والتي سماها القرآن الكريم حمالة الحطب، وريطة بنت عمرو ناقضة غزلها والتي لُقبت بريطة الحمقاء، وواعلة الكافرة امرأة نبي الله لوط وامرأة نوح التي كانت كافرة أيضاً ويطلق عليها البعض اسم والهة.
ومن المفاجآت التي يتناولها هذا الكتاب أن هناك شخصيات نسائية يُسلط عليها الضوء لأول مرة مثل السيدة «مُسيكة التائبة» التي تابت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت في توبتها آيات بينات.
والسيدة «أم كجة» التي نزلت فيها آيات الميراث، والسيدة «كُبيشة بنت معن» والتي نزلت فيها آيات كريمة تحرم عادات جاهلية كانت تظلم المرأة وتتعامل معها كمتاع يرثها الآخرون!
والسيدة «يوكابد» أم سيدنا موسى عليه السلام التي ألقت بتابوت وليدها في النيل تنفيذاً لأمر الله تعالى والتي ربط الله تعالى على قلبها حتى عاد إليها سالماً، والسيدة كلثم أخت سيدنا موسى ودورها مع أمها وأخيها ومتابعتها لميلاد أخيها الذي وُلد سراً بعيداً عن أعين رجال فرعون وزبانيته.. وغيرهن الكثيرات من نساء أخريات ربما يُعرفن لأول مرة.
امرأة لا تتكلم إلا بالقرآن
وفي ختام الكتاب تعرض المؤلفة جيهان محمود نموذج لشخصية نسائية لم تتنزل فيها آيات من القرآن لأنها ولدت بعد الهجرة بأكثر من مئة عام لكنها أحبت القرآن وتأثرت به فكانت لا تتكلم إلا بالقرآن وبلغة القرآن.
وتلقي الكاتبة الضوء في ختام الكتاب على المعجزة التي لا تغيب والتي تبقى أمد الدهر إلى أن يشاء الله.. معجزة القرآن الكريم ذلك الكتاب الكريم المجيد الذي قال عنه رسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)) رواه مسلم. وتحثنا على المزيد من التدبر والقراءة والبحث في هذه المعجزة التي بين أيدينا إلا وهي القرآن الكريم.
https://www.albayan.ae/economy/2010-12-17-1.597771
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك