سنة النشر :
2010
عدد الصفحات :
347
ردمك ISBN 9789948016106
تقييم الكتاب
يتعلق بمادة خام، في زمن يكاد يتحول الاقتصاد والمال فيه إلى عالم متخيل. وهو يستعرض كذلك التنوع الكبير للبلدان المنتجة للقطن، ويعالج موضوعات كثيرة لا يزال الجدل محتدماً حولها كالعولمة،والعولمة البديلة، والإفرازات الاجتماعية والثقافية الناجمة عنهما. ويسافر القارئ من خلال هذا الكتاب، في صحبة المؤلف، إلى المناطق التي تنتج القطن في العالم، ويقدم وصفاً ومعاينة لها، أو إذا شئنا القول "تحقيقات" ميدانية موثقة وتفصيلية لا يكتفي فيها المؤلف بإدخال الأبعاد الاقتصادية والسياسية، وإنما يتعمق أحياناً في الأبعاد التاريخية والثقافية والاجتماعية والعلمية والحضارية. ويتنقل "أورسينا"، وهو عضو في الأكاديمية الفرنسية، ما بين منطقة "كوتيالا" (مالي)، و"داتانغ" (الصين)، و"تكساس" (الولايات المتحدة)، و"ماتو غروسو" (البرازيل)، و"الإسكندرية" (مصر)، وطشقند (أوزبكستان) و"وادي فولون" (فرنسا). وفي كل محطة من المحطات يشرح المؤلف طريقة الإنتاج، ويرجع إلى تاريخ إنتاج القطن في البلد، ويستشهد بلقاءات أجراها مع خبراء أو أناس مؤثرين في عملية إنتاج القطن وتسويقه. وهو يعرض لنماذج من السكان العاديين، ولا يفوته أن يصف المناظر الجميلة الخلابة في بعض الأحيان، كما لو أنه يرسل بطاقة لصديق له من هذا البلد أو ذاك! ثم يحلل الأوضاع الاقتصادية في البلد ويستعرض التطورات التي تركت آثاراً عميقة على إنتاج القطن فيه، سواء من خلال اتخاذ الإجراءات الحامية أو تدخلات صندوق النقد الدولي أو تأثير المضاربة والتنافس في السوق العالمية، وانعكاس ذلك على أسعار القطن.ومن خلال الكتاب تبدو الأمور أكثر تعقيداً وصعوبة، فواقع الفلاح البرازيلي يختلف عن واقع زميله الصيني أو المصري. ولذلك تنتاب هؤلاء جميعاً آمال ومخاوف تزرعها العولمة في بلدانهم. ومن وجهة نظر المؤلف، فإن استعراض وفهم كل ما يجري على صعيد إنتاج القطن وتجارته (أو أي مادة إستراتيجية مهمة أخرى)، يساعد في تدبر آليات العولمة؛ فتاريخ القطن يتداخل اليوم مع تاريخ العولمة
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك