سنة النشر :
2008
عدد الصفحات :
375
ردمك ISBN 9789953468631
تقييم الكتاب
ترى تيريز دلباش مؤلف كتاب “التوحش: عودة البربرية في القرن الحادي والعشرين” أنه في العام 1900 “بدا التطور الاجتماعي بمختلف مظاهره والتقدم التكنولوجي ومحاولة الحد من الحروب بين الدول للمرة الأولى وكأنه يعطي تبريرا للتوقعات المتفائلة، إلا أنه وبعد خمس سنوات أتت الحرب الروسية - اليابانية والثورة الروسية الأولى وأزمة طنجة بين فرنسا وألمانيا لتنذر بالحرب الكبرى التي لم يستشعر قدومها إلا بعض المراقبين ثاقبي النظر”.
وتضيف في ما يتعلق بالتطورات الأخيرة التي سيشهدها القرن الحادي والعشرين أنه بعد أن كانت المخاوف تتركز على تفجر معلوماتي هائل، تغيرت الساحة الدولية في العام 2005 تغيرا عميقا، وأن “الشرق الأوسط والشرق الأقصى أصبحا المرشحين المفضلين لكوارث تاريخية جديدة. فقصة النووي الإيراني التي لا تنتهي والابتزاز الكوري الشمالي وخطورة المسألة التايوانية والعداء الصيني- الياباني، كل ذلك يظهر أن الإرهاب الدولي لا يشكل الخطر الوحيد أو الأساسي للقرن الحالي، وليست صورة المستقبل اليوم أوضح مما كانت عليه عام 1905، ومن المؤكد أن البشرية مهددة من جديد بعودة التوحش”.
ومع أن السؤال الذي يطرح هنا يتركز حول ما إذا كان الأمر يتعلق بـ”عودة البربرية”، أم باستمرارها وتزايدها واتخاذها أشكالا جديدة، إلا أن المؤلفة تؤكد على أن البشرية يمكنها أيضا أن تخشى “تشابك وسائل التدمير المتوفرة لها والميول العدمية التي تولدها المحنة المعاصرة”، وتتساءل في سياق تقديمها إجابة عن سؤال الكتاب: “ما هي الأفكار التي تستحق أن تخاطر مجتمعاتنا التي تجاوزت عصر البطولة للدفاع عنها؟”.
سؤال كبير يطرح الكثير من العناصر في جملة واحدة، العنصر الأساسي هو حول الأفكار التي تستحق الدفاع عنها في زمننا هذا، وهي بالطبع أفكار كثيرة لا حصر لها، ولكن المؤلفة تتورط أحيانا في طرح ما تعتبره يقينيات كحديثها عن مجتمعات “تجاوزت عصر البطولة”، في حين يشهد العالم أشكالا من استعراض القوة لإظهار البطولة، لفرض الهيمنة من جانب القوى الكبرى التي لا تخفي نية السيطرة على العالم وتسييره وفق قوانينها، وللدفاع عن الذات من جهة البشر والدول الذين تستهدفهم هذه الهيمنة بشرورها ومآسيها الدموية.
السؤال تجيب عنه الكاتبة بأربعة أقسام، الأول تسميه “المرقب” وتتحدث فيه عبر أربعة فصول عن: المسؤولية السياسية، ومبدأ المتعة، والتوحش، وفساد المبادئ. في حين تتحدث في القسم الثاني عن: المؤشرات، ولادة الحداثة، والفاعل اللامتوقع، والعودة إلى الوراء. ويجيء القسم الثالث في ثلاثة فصول هي: توقع المستقبل وذاكرة الماضي، رهانات ثلاثة على المستقبل، وقضايا مفتوحة. بينما ينطوي القسم الرابع على مقدمة وستة فصول هي: روسيا على حقيقتها، الصين بضفتيها، الابتزاز الكوري الشمالي، خيار الشعوب، وحدة المعسكر الغربي، وإعادة النظر في النووي، وتختم حول “تمزق النفس الإنسانية”.
https://www.alittihad.ae/article/34040/2010/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%B4--%D8%A3%D9%88-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A9
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك