كيف تفهم الإرهاب : الإرهاب المعاصر إستهدف الإسلام واستغل المسلمين ، سبل الخلاص في آية الطاعة


تأليف :

الناشر : المؤلف Author

سنة النشر : 2008

عدد الصفحات : 205

ردمك ISBN 9948132240

الوسوم - أمن

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يمثل الكتاب محاولة لمناقشة ظاهرة الإرهاب المعاصر والمساعي التي تبذلها جهات مختلفة من أجل استهداف الإسلام والمسلمين، ويقوم المؤلف على تحقيق تلك المهمة من خلال جهد نظري يعرض من خلاله لمختلف الجوانب المتعلقة بالقضية سواء اللغوية أو القانونية أو الشرعية وإن كان يغيب عنه التناول السياسي على النحو الذي يعكس الظاهرة في واقعها الراهن بما جعلها احدى أكثر الظواهر إثارة للجدل في عالمنا المعاصر.
في مستهل مناقشته لموضوعه يشير المؤلف إلى أن الإرهاب بمفهومه الإجرامي المعاصر يعد فكراً غريباً على اللغة العربية والثقافة الإسلامية بشكل عام، بل هو ظاهرة ابتدعتها الحضارة الغربية كبديل ومبرر للحروب والصراعات التقليدية بين التكتلات والحضارات العالمية.
ثم يقدم استعراضاً عاماً للخصائص العامة للجرائم الإرهابية وما يميزها عن سائر الجرائم الأخرى مشيراً إلى عدد منها من بينها أنها جريمة ثلاثية الأطراف هم الجناة والمجني عليهم والجهة العامة المستهدفة، إلى جانب الهدف من الجريمة وهو ابتزاز الجهة المستهدفة، فضلاً عن العمدية بمعنى أن الجريمة لا تقع عن طريق الخطأ أو الإهمال، وتهدف إلى إحداث الذعر المفاجئ وسرية التنظيم الذي يقوم بالجريمة.
ثم يقدم لنا المؤلف رؤية شاملة بشأن الإرهاب في اللغة ومدى صحة تعريب المصطلح terrorism ويخلص إلى أنه يتضح من التعريفات المختلفة خاصة الغربية الترابط بين الإرهاب وتحقيق أهداف سياسية ويرجع ذلك حسبما يشير إلى ارتباط تلك التعريفات بالمراحل الأولى لتداول مصطلح الإرهاب في المجتمعات الغربية التي كان الغالب فيها المعاني السياسية دون غيرها.
ومن هذه النقطة يؤكد المؤلف على أهمية تعريف الإرهاب اصطلاحا في ضوء عدم وجود تعريف متفق عليه للإرهاب عدا التعريف العربي الإقليمي الذي أفردته الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب عام 1998 في مادتها الأولى.
وهنا يذكر الدكتور المري أن ذلك يعود بشكل عام إلى تباين النظريات والثقافات والأهداف والدوافع المتصلة بالإرهاب. ورغم أن المؤلف يلمس لمسا رقيقا الأسباب الأخرى إلا أنه لا يفصل بشكل واضح في الجانب المتعلق بالاستغلال السياسي للإرهاب من قبل قوى وأطراف دولية معينة من أجل فرض رؤيتها بشأن القضايا الدولية، وإن كان في كل الأحوال يقدم لنا ما يمكن اعتباره رؤية بانورامية بشأن التعريفات المختلفة للإرهاب سواء على المستوى القطري العربي أو على المستوى الغربي.
من هذا الجانب ينتقل بنا المؤلف إلى جانب آخر يتعلق بمدى التلازم بين العنف والجريمة الإرهابية متسائلاً: هل العنف عنصر أساسي لقيام الجريمة الإرهابية وأنها لا توجد من دونه؟ وهل العنف محرم بشكل مطلق؟ في سياق الإجابة يشير إلى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الجريمة الإرهابية والعنف معتبراً أن هذا يعد أمراً منطقياً يمكن استخلاصه من حالة الرعب والفزع التي تصاحب الجريمة الإرهابية.
وإزاء حالة التشابه بين العنف والإرهاب إلى الحد الذي ينتج خلطاً لدى قطاعات عديدة فإن الدكتور جمال المري يعمد إلى تحديد الفرق بينهما فمن عناصر التشابه أنهما يتضمنان استخدام التهديد والقوة ويهدفان لتحقيق غايات محددة ويحدثان الرهبة والخوف في النفوس.
أما بالنسبة لعناصر التشابه فمنها أنه في جرائم الإرهاب لا توجد علاقة مباشرة بين الإرهابيين والضحايا أما في جرائم العنف فالعلاقة مباشرة. كما أن الهدف في الجريمة الإرهابية هو الابتزاز والتأثير على السلوك السياسي للطرف العام أما جرائم العنف فالهدف منها إلحاق الأذى بالمجني عليه.وضمن مواصلة استعراضه النظري لقضايا موضوعه يتناول المؤلف بعد ذلك موقف الإسلام من الإرهاب فيذكر أن الشريعة الإسلامية بما تحتويه من مبادئ ومرتكزات تؤكد على أن الإسلام دين التسامح والحرية والسلام وأنه يحرم كل ما من شأنه المساس بالضرورات الخمس العليا التي أمر الشرع بالمحافظة عليها وعدم التعرض لها بسوء وهي الدين والنفس والمال والعقل والنسل وتجرم الشريعة الإسلامية الإرهاب الإجرامي بكل صوره وأشكاله وتعتبر الجريمة الإرهابية من أكبر الجرائم وأشنعها.
ويفصل في تقديم بعض الرؤى التي قد تثير قدراً من الجدل في ضوء عموميتها وعدم خوضها في التفاصيل وتصنيف المواقف بما يمكن معه أن تندرج بعض الأعمال في خانة الإرهاب رغم أنها قد تكون غير كذلك.
ويمد المؤلف نطاق رؤيته تلك إلى من يصفهم بأهل العهد موضحاً أن من خصائص الإسلام أنه عالمي من حيث الرسالة وشمولي من حيث التطبيق فلم يقتصر على زمن دون آخر ولا قوم دون قوم وعلى ذلك يوضح أن من سماحة الإسلام أن سمح لغير أهله من أهل العهد بالعيش على أرضه مع بقائهم على دينهم وعدم إكراههم على الدخول في الإسلام.
ومن هذه الزاوية يتحدث المؤلف عن ما يراه واقع تسخير الإرهاب لتشويه صورة الإسلام فيشير إلى أن الواقع يشهد على أن الأمة مستهدفة في شتى المجالات وأنها تعاني من تسلط الأعداء عليها الذين لا يألون جهدا في إيجاد الذرائع لتبرير تدخلهم في شؤونها وإضعاف قوتها وعلى ذلك فإنه يؤكد على أنه إذا كان هذا مدخل أعداء الإسلام للنيل منه فقد وجب نصح وتحصين فئات الضلال بالعلم والمعرفة وكشف أسباب العداء للإسلام ومعرفة جانب المحاولات الهادفة للنيل منه.
ويشير المؤلف إلى أن أعداء الإسلام ترجموا معاداة الدين الإسلامي في كثرة محاولاتهم التآمرية ومحاربته بشتى الطرق واستغلال جميع المداخل لإضعاف مصادر قوته وتشويه صورته ومما يؤسف له أنهم وجدوا ضالتهم لتحقيق مآربهم تلك في أبناء الإسلام وتحديدا الفئات الضالة التي تم وسيتم استغلالها بسبب جهلها.
وإيهامها بصحة ممارساتها العقائدية الخاطئة ومن ثم تسييرها بمكر أعداء الدين الإسلامي للنيل منه. كيف يتم ذلك؟ في معرض الإجابة يتطرق المؤلف إلى أسباب معاداة الدين الإسلامي ثم يفصل في أثر الإرهاب في تشويه صورة الإسلام وعلى ذلك يعرب المؤلف عن أسفه من أن ما يلصق بالإسلام زورا من نعوت غريبة وأوصاف مغرضة بهدف تشويه صورته والإساءة إليه مرجعها وسببها المباشر غلو أبنائه المتجاوزين والخارجين عن تعاليم الدين والغافلين عن توصيات الرسول الأمين فمن المسلمات التي لا خلاف عليها أن تصرفات منتسبي أي دين تنسب للدين نفسه فإن كانت سامية سمت بالدين في عيون الآخرين ودخلوا فيه أفواجا وإن كانوا بالعكس فالعكس وهذا ما أدركه أعداء وخصوم الإسلام وتحركوا على أساسه ووجدوا فيه المدخل المناسب والفعال لتشويه صورة الإسلام في الوقت الحالي فرسموا على ذلك الأساس استراتيجياتهم المعادية والتآمرية على الدين الإسلامي ويضرب مثالا على ذلك بالقول انه إذا ارتكب مسلم جريمة ما ربطوا ذلك مباشرة بالإسلام وقالوا «مسلم إرهابي» ولكن إذا ما ارتكب تلك الجريمة أو أشنع منها يهودي أو نصراني أو ما إلى ذلك من ديانات فلا يشار هنا إلى ديانة المجرم ليس هذا فحسب بل كرس خصوم الإسلام قدراتهم لترهيب الناس من الإسلام وإبعادهم عنه من خلال إظهار المسلم على أنه مشروع إرهابي جاهز للقتل وذو طباع وحشية تثير الرعب ودأبوا على إظهار الشريعة الإسلامية على أنها دين عنف ونظام حياة قائم على الإرهاب.
ثم ينتقل إلى الحديث عن الإرهاب وأثره في تشويه صورة الجهاد فيذكر أن الجهاد بمفهومه الحربي في الإسلام ما هو إلا ضرورة وحالة استثنائية ولا يلجأ إليه إلا لدوافع مشروعة وفي إطار ضوابط وأحكام محددة عدا ذلك فلا وجود لحرب جهادية في الإسلام والحرب غير المشروعة تعد جريمة وفقا لمنظور الشريعة وهنا وفيما يمثل إدانة لفكر بعض التيارات الموجودة يقرر أنه شتان ما بين الجهاد وما يحويه من أحكام وضوابط وغايات سامية وبين الإرهاب العدواني المذموم مؤكداً أن صورة الجهاد الإسلامي ناصعة وغاياته نبيلة وسامية ولا يمكن الإساءة إليها وتشويهها بما يصنعه الإرهابيون والخوارج وما يروج له المغرضون وخصوم الدين، فالجهاد هو إرهاب ولكنه محمود وضد كل من تسول له نفسه وتغريه في التعدي على حقوق الآخرين ومنعهم وردعهم من الإٌقدام على تنفيذ جرائمهم. وإذا كان العمل الجهادي يتضمن استخداماً للقوة والعنف وفيه كذلك من الأساليب ما لا يمكن حصرها بهدف ترهيب العدو وردعه فإن الدكتور المري يطرح السؤال هنا: هل كل استخدام للقوة والعنف يعد إرهابا؟ ويجيب بالنفي مضيفا أنه إذا ما طرح السؤال وحور على النحو التالي هل الجهاد الحربي الإسلامي يعد إرهابا؟ هنا يوضح أنه بموجب توجهات المغرضين وأعداء الإسلام سيكون الجواب بالإيجاب وبشكل مطلق بل والزعم أن تعاليم الإسلام ونصوصه تدعو المسلمين إلى نشر الإسلام عن طريق الجهاد الإسلامي الإرهابي. ثم يتطرق إلى أثر الإرهاب في تشويه مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشيراً إلى أن هذا المبدأ لم يسلم من سوء التفسير والاستغلال من قبل من يصفهم بفئات الإرهاب والضلال لتبرير افتراءاتها الباطلة وجرائمها الشنيعة وتحوير مضامينه السمحة لتبرير أعمالهم المتطرفة ويؤكد على أنه لا شك أن ربط مبادئ الدين بهذه الأعمال المجرمة والمرفوضة له العديد من الإفرازات السلبية منها تنفير المسلمين من الإسلام وتوفر الأرضية القوية للحملات المغرضة ومنحها المسوغ للإساءة للدين كما أن هذا الربط يقوي توجهات خصوم الدين ومواقفهم الداعية إلى إنكار ما يدعو له الإسلام من رفق وحلم وتسامح في التعامل مع الآخرين.
ومن إلقاء اللوم والتبعة على بعض المنتمين إلى لإسلام يتحدث المؤلف عن بعض ملامح التآمر على الإسلام موغلاً في أعماق التاريخ ذاهباً إلى أن المكائد والمحاولات متواصلة بشكل أو بآخر على مر العصور والأزمان ولا يستبعد في الوقت المعاصر كذلك أن يدخل في الإسلام نفاق من يريد النيل منه وتشويه حقيقته
موضحاً أن هناك الكثير من الأساليب المعاصرة الهادفة لتشويه صورة الإسلام التي لا يمكن حصرها ولكن البعد الديني هو المحرك الأساسي لها والمتمثل في الهيمنة على الإسلام والحيلولة بينه وبين أن يكون أحد أقطاب القوى الدولية أو أن يؤثر على موازين النفوذ في النظام الدولي المعاصر.
https://www.albayan.ae/paths/books/2008-01-21-1.610319



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


كيف تفهم الإرهاب : الإرهاب المعاصر إستهدف الإسلام واستغل المسلمين ، سبل الخلاص في آية الطاعة

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37226
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة