الرواية العربية المعاصرة والآخر : دراسة أدبية مقارنة


تأليف :

الناشر : الشارقة : دائرة الثقافة والإعلام Sharjah : Department of Culture and Information

سنة النشر : 2009

عدد الصفحات : 224

ردمك ISBN 9948045807

الوسوم - أدب

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يدرس الناقد العراقي الدكتور نجم عبدالله كاظم في كتابه «الرواية العربية المعاصرة والآخر / دراسات أدبية مقارنة» حساسية الأدباء العرب الكبار خاصة الروائيين تجاه موضوع التأثر بالروايات العالمية، وهو يقدم نماذج من ردود هؤلاء الكتاب تجاه هذا الموضوع، ما يصفه ب «الحساسية المفرطة» في الوقت الذي يؤكد فيه على أن التأثر والتأثير لا يقلل من القيمة الأدبية والفكرية لهؤلاء الروائيين، بل هو يرى أن التأثر أمر ضروري وربما هو «صفة عالمية» تخرج الأدب من دائرته الذاتية أو الضيقة إلى مديات أوسع وأرحب، تفيد في التبادل الفكري والمعرفي والحضاري.
صدر الكتاب عن دائرة الثقافة في الشارقة وجاء في 224 صفحة من القطع المتوسط، وجاء في مقدمة وثلاثة فصول هي: (في قضية التأثير والتأثر، الآخر في الرواية العربية المعاصرة، وفي تأثير كافكا في الرواية العربية المعاصرة).
في مقدمة الكتاب يشير د. كاظم إلى أهمية التأثر والتأثير في الدراسات الأدبية المقارنة، والأدب المقارن برأيه يرفد النقد بواحدة من أدوات العملية النقدية أو وسائلها، خاصة حين يبغي النقد في تعامله مع العمل الأدبي سبر أغوار النص والكشف عن عملية الخلق النصي وتحقيق أفضل تلق لما ينطوي عليه، موضوعاً وفناً، ويقدم د. نجم مجموعة من آراء النقاد العالميين، الذين أكدوا في مجمل طروحاتهم على أن علم الأدب المقارن كما يقول ماريو فرانسوا جويار (أحد أهم أعلام الأدب المقارن في القرن العشرين): عبارة عن تاريخ العلاقات الأدبية العالمية، حيث ينتعش الأدب المقارن عند الحدود القومية، فيقتفي أثر عمليات تبادل المواضيع والأفكار والكتب أو الأحاسيس بين أدبين أو عدد من الآداب.
فهو إذا، دراسة في العلاقات المتبادلة ما بين آداب شعوب مختلفة، بحسب جوزيف شبلي، وهو بحسب كلود بيشوا وأندريه روسو أكثر شمولية إذ يقولان: «الأدب المقارن هو فن تقريب الأدب من ميادين التعبير والمعرفة الأخرى بطريقة منهجية، عن طريق البحث عن روابط التشابه والقرابة والتأثير، أو تقريب الوقائع والنصوص الأدبية فيما بينها، متباعدة أو لا في الزمان والمكان بشرط أن تنتمي إلى عدة لغات أو عدة ثقافات، وأن تؤلف جزءاً من تقاليد واحدة، وذلك من أجل وصفها وتذوقها بطريقة أفضل.
يرى د. نجم أن القارئ له قراءته الخاصة مهما كان نوع هذا القارئ ومهما كانت طبيعة قراءته، ومن الطبيعي أن تتعدد أشكال التأثير والتأثر بتعدد القراءات، ونظرية التلقي إنما هي تطبيق لنظرية استجابة القارئ، وعملية القراءة هي التشكيل الجديد لواقع مشكل من قبل هو العمل الأدبي نفسه، وعندئذ تنصب عملية القراءة على كيفية معالجة هذا التشكيل المحول من الواقع، وتتحرك هذه العملية على مستويات مختلفة عن الواقع: واقع الحياة، وواقع النص، وواقع القارئ، ثم أخيراً واقع جديد لا يتكون إلا من خلال التلاحم الشديد بين النص والقارئ.
أكثر الموجات تأثيراً في الآداب القصصية والروائية العربية في فترة الخمسينات - الثمانينات من القرن الماضي، كانت موجة الأدب الوجودي وأدب اللامعقول وكتابات تيار الوعي. يقول جبرا إبراهيم جبرا: كان سارتر الكاتب الخاص المفضل لسوق الكتب البيروتية، وكان رد الفعل في بغداد والقاهرة هائلاً، ولم يكن للمرء أن يتفق مع كل ما قاله سارتر، ولكن أفكاره قد أصبحت بالغة الأهمية للجيل الجديد من الكتاب الذين حاولوا التأثير في القضايا السياسية والاجتماعية في زمنهم.
وعموماً صارت أسماء كتاب، مثل سارتر وكافكا وكامو وولسون وجويس وولف وفوكنر شعبية جداً بين مثقفي تلك الفترة، وربما حتى بين متوسطي الثقافة، الأمر الذي قاد إلى أن تمارس أعمالهم تأثيراتها المختلفة في الكتاب العرب، خصوصاً في المشرق العربي، وهكذا لئن بدأت ثلاثية سهيل إدريس بالتبشير بالفلسفة الوجودية، فإن مطاع صفدي قد خطا خطوات كبيرة في هذا المجال حتى أصبحت أعماله لوناً من التجريد الفلسفي، والتنظير الفكري، والمعالجة الفردية لأفكار وقيم غير مرتبطة بالواقع الحي، على نحو ما نرى في روايتيه «جيل القدر» و«ثائر محترف» اللتين تقدمان الموقف الفردي الوجودي القائم على عدم الانتماء الفكري وعلى الحرية في الاختيار، وهو الموقف الذي نلمحه في كتابات جورج سالم وفؤاد التكرلي مثلاً. وضمن هذه الموجات والتيارات يعد كاتب اللامعقول كافكا واحداً من أبرز المؤثرين من خلال رواياته: «القضية» و«القلعة» و«أمريكا» وقصته الطويلة «المسخ» وقد ظهرت تأثيراتها في الكثير من الروائيين العرب مثل: جورج سالم في «المنفى» وجبرا إبراهيم جبرا في «الغرف الأخرى» وإبراهيم نصرالله في أكثر من عمل من أعماله.
يؤكد مؤلف الكتاب أن كان من نتاجات التأثير والتأثر، هو ما صار حقيقة واقعة، بعد أن حدث اللقاء الحضاري بين الشرق وضمنه العالم العربي، والغرب، وكان لا بد أن يكون من نتائج هذا اللقاء على أرض الواقع أن تتبلور، انطلاقاً من تجربة الغربي مع العربي ونظرته إليه، وتجربة العربي مع الغربي ونظرته إليه، أن تتبلور صورة أو صور كل منهما في ذهن الآخر، وإذا كانت الصورة التي نسعى للكشف عنها صورة إحدى الشخصيات الغربية - أي الأمريكية- هي نتاج تأمل وتحليل شخصيات متخيلة كونها شخصيات روائية، فإن من الطبيعي أن تعبر هذه الصورة، بدرجة أو بأخرى، عن رؤية الروائي نفسه، وفي النتيجة عن بعض رؤية العربي لتلك الشخصية الغربية، وقد تكون هذه الرؤية جزءاً من موقف عام للكاتب أو صورة منه.
كانت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، قد شهدت التأسيس الفني للرواية العربية وتطور هذه الرواية في جل الأقطار العربية من جهة، وانفتاح العرب أكثر - مجبرين ومختارين -على الغرب وإسهامهم الفاعل في زيادة العلاقة به وترسيخها وتفعيلها، خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية، وأهم أعمالها: «عصفور من الشرق» لتوفيق الحكيم، و«قنديل أم هاشم» ليحيى حقي، و«الحي اللاتيني» لسهيل إدريس. وعكست هذه الروايات جانباً آخر رغم ذلك الجدار النفسي والحضاري الذي يلين تارة، ويتصلب تارة أخرى بين الحضارتين الشرقية والغربية.
أما أهم الروايات التي عالجت موضوعة لقاء الشرق والغرب في سبعينات وثمانينات القرن الفائت فهي كثيرة أبرزها: «موسم الهجرة إلى الشمال» الطيب صالح، «الأشجار واغتيال مرزوق» عبدالرحمن منيف، «ليلة في القطار» عيسى الناعوري، «المتميز»محمد عيد، «يوميات السيد علي سعيد» عدنان رؤوف، «وتشرق غربا» ليلى الأطرش، «الشاهدة والزنجي» مهدي عيسى الصقر، «العزف في مكان صاخب» علي خيون، «الثلج الأسود» محمد أزوقة.
https://www.alkhaleej.ae/2024-05-29/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الرواية العربية المعاصرة والآخر : دراسة أدبية مقارنة
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
35740
المؤلفون
19600
الناشرون
1925
الأخبار
10850

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة