في الأزمة


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز الإمارات للدراسات الإقتصادية

سنة النشر : 2009

عدد الصفحات : 342

الوسوم - إقتصاد

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


صدر كتاب في الأزمة للإعلامي محمد كركوتي، في الوقت الذي لا تزال فيه الانتكاسة الاقتصادية العالمية تنشر حممها في كل الأرجاء. وبعد مرور أكثر من عشرة أشهر على اندلاع هذه الأزمة، التي فاقت في حدتها الكساد العظيم الذي ضرب العالم في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، لا تزال تصريحات المسؤولين في الدول الكبرى متضاربة، بين من يعتقد بأن الانتعاش بدأ بالفعل، ومن يقول: الأسوأ لم يأت بعد. في حين يظهر بين الحين والآخر من يحدد إطاراً زمنياً للخروج من المأزق الاقتصادي، ما بين عام وثلاثة أعوام.
بعيداً عن مهرجان التوقعات، يأتي كتاب في الأزمة الذي صدر تحت شعار عريض يلخص مقدمات الأزمة هو النمو لمجرد النمو.. مبدأ الخلية السرطانية، في الوقت المناسب، من ناحية استمرار هذه الأزمة، ومن جهة مقدماتها، التي كانت معروفة لأصحاب القرار الاقتصادي العالمي، الذين فضلوا الانتظار وعدم التدخل، مستندين إلى مبادئ اقتصاد السوق، التي تستند بدورها، إلى مفهوم وهمي، وهو أن السوق مهما تخبطت، بإمكانها تصحيح نفسها!. وجاءت النتيجة في النهاية، أن قادة هذه السوق، ومن يدعمهم من الملهمين الاقتصاديين، أسرعوا إلى الحكومات لنجدتهم، وهم يتابعون تداعي شركاتهم ومؤسساتهم، بل وانهيار بعضها، بما في ذلك تلك المؤسسات التي كانت تتبجح، بأن شيئا في هذه الدنيا لا يمكن أن ينال منها ومن نشاطاتها.
الكتاب الذي يتضمن ثمانية فصول، يعرض، بالإضافة إلى مقدمات الأزمة، انعكاساتها المدمرة على مختلف القطاعات، بما في ذلك تأثيراتها المرعبة في المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والتعليمية والإنسانية والصحية والبيئية والإعلامية والأخلاقية والوطنية.. وحتى القومية.
ويطرح في الأزمة قضية العولمة بشقيها الحميد والخبيث، حيث يرى المؤلف، أنه إذا كانت الدول الكبرى تسعى إلى تعزيز العولمة في أوقات الرخاء، عليها أن تكرسها في أزمنة الكساد، من خلال عولمة الهموم والمحن. بمعنى أنه يجب على الدول المؤمنة بقوة في العولمة، أن تضع الازدهار والكساد في نفس الدرجة من الأهمية، لأن ذلك سوف يوفر آليات عملية وواقعية وضرورية، أمام الدول النامية للخروج من الأزمة بأقل أضرار ممكنة، لاسيما أن الدول النامية لم تكن المسبب الرئيسي لهذه الأزمة.
يستهل المؤلف كتابه، بسيناريو خيالي لكنه واقعي، وذلك عندما استحضر الأربعة الكبار في الاقتصاد (كارل ماركس الألماني، وجوزيف شومبيتر النمساوي، وجون كينيز البريطاني، وآدم سميث الاسكتلندي)، وتخيل وجودهم على قيد الحياة، عندما اندلعت الأزمة الاقتصادية العالمية. وقدم مقارنة بين رؤى هؤلاء لما جرى وما يجري، لاسيما أنهم يختلفون عن بعضهم بعضاً في طروحاتهم الاقتصادية التي شغلت التاريخ الإنساني. ووجد الكاتب أن منهم، من كان سيضحك، لأنه حذر من مخاطر الرأسمالية، ومنهم من كان سيتوارى، لأنه آمن بالرأسمالية المطلقة، ومنهم من كان سيحاول، إظهار مساوئ الرأسمالية الورقية، والاشتراكية الفوضوية. لكن في النهاية توصل إلى أن هؤلاء، لن يكونوا بمعزل عن الصدمة، بما في ذلك الضاحكين منهم.
خصص المؤلف فصلاً كاملاً، عن عمليات الاحتيال التي ظهرت في أعقاب الأزمة، لاسيما أنها نالت من ملايين الأشخاص حول العالم، بما في ذلك طبعا المحتال الأمريكي الشهير برنارد مادوف. واعتبر أن الأخلاقيات الغائبة عن اقتصاد السوق، لا تولد سوى مستثمرين مثل مادوف وغيره من المحتالين الذين سرقوا المليارات من الدولارات من أموال المعاشات والجمعيات الخيرية والأفراد والمصارف وغيرها، ولم يستثمروا سنتا واحدا منها. وتناول أيضا عمليات الإقراض التي أغرقت الأسواق، دون ضمانات، الأمر الذي أدى إلى إغراق الأفراد، قبل المؤسسات، بمحيطات من الديون، التي سيبقون سابحين فيها إلى ما لا نهاية. واعتبر أن الأخلاق الغائبة، كانت وراء عمليات الإغراق هذه. وفي السياق الأخلاقي أيضا، حمل الكاتب الدول الكبرى، مسؤولية المآسي التي ستنجم عن تراجع حجم المعونات والمساعدات المقدمة للدول الفقيرة.
ولأن المعايير العالمية والوقائع والمعطيات تغيرت بفعل الأزمة، يتناول الكتاب قضية مهمة جداً، ترتبط بالمجموعات الدولية الكبرى، لاسيما مجموعة الثماني، التي لم تعد تسيطر على الأمور. ومع بروز دور مجموعة العشرين، وأخذها زمام المبادرة، وجد المؤلف ضرورة حتمية لتطوير هذه المجموعة، خصوصاً أنها تضم دولاً يمكنها أن تمثل أمما كانت غائبة عن ساحة صنع القرار الاقتصادي العالمي. فهو يرى أن نوادي النخبة، فقدت صفتها، عندما فشلت في منع اندلاع أزمة اقتصادية أتت بهذه المصائب.
ويعتقد المؤلف في تقديمه للكتاب، الذي كتب غلافه الأخير طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية، وصمم غلافه الفنان مصطفى رحمة. أنه لو وضع للكتاب عنوان يحدث في العالم الآن، لما خرج عن النص، لأن الذي يحدث الآن لم يصل بعد إلى مرحلة التأريخ. وهو يتمنى في الوقت نفسه، أن تظهر كتب تتناول الأزمة، لاسيما باللغة العربية، لأن هناك الكثير من التقصير الإعلامي العربي، في مجال الطرح الاقتصادي غير النخبوي.
https://www.alkhaleej.ae/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B2%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


في الأزمة

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37175
المؤلفون
20419
الناشرون
1949
الأخبار
10955

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة