مسجد البدية من مساجد الإمارات القديمة : دراسة أركيولوجية تاريخية


تأليف :

الناشر : الشارقة : اتحاد كتاب وأدباء الإمارات

سنة النشر : 2009

عدد الصفحات : 112

الطبعة : الثانية

الوسوم - تراث

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يؤكد الباحث ناصر حسين العبودي في كتابه « مسجد البدية» أن الإمارات تمتلك مواقع حضارية عديدة، ومخزوناً علمياً يساعد على فهم تاريخ المنطقة والشعوب التي جاءت إليها، مثلما تظهر طبيعة الحياة، ونمط الحضارة التي كان عليها البشر، وعن المسجد وموقعه يذكر الباحث العبودي أن هذا الكتاب الخاص دراسة عن «مسجد البدية» من الناحية التاريخية والأثرية كمحاولة أولى لاستعراض الجانب التاريخي لهذا المسجد.

وتاريخ القرية التي يقع فيها من حيث الأحداث التي مرت بها هذه المنطقة في محاولة لتثبيت تاريخ محدد لبناء هذا الأثر الفريد الذي يقع في الزاوية الشمالية من دولة الإمارات العربية المتحدة).لقد قدم ناصر حسين العبودي دراسة اركيولوجية حول هذا المسجد والقرية التي يقع فيها المسجد والمناطق المجاورة، إضافة إلى دراسة تفصيلية عن الأثر نفسه، مؤكداً على عناصر مختلفة مثل المعمار، الزخرفة، أسلوب بنائه، تفرده في نموذج معماري غير معروف في المساجد الأخرى. وقد استغرق البحث سنوات طويلة .

كما يقول العبودي: (لقد بدأت بدراسة هذا العلم الأثري منذ ثلاث سنوات تقريباً، وقد قمت بزيارات عديدة له منذ عام1977، وحتى آخر زيارة في فبراير عام 1991)، ولم يقتصر الباحث على الدراسة والزيارة فقط بل صور المسجد في عدة مراحل، وطلب من المسؤولين ضرورة العناية به وترميمه، كما دعا عددا من الاختصاصيين في التراث والتاريخ لزيارة الموقع بمعيته، مشيراً إلى ضرورة التشاور مع عدد من الاختصاصيين للوصول إلى كافة الأسئلة التي يطرحها هذا الأثر بما في ذلك زمن بنائه.

يبدأ الباحث في تحديد موقع المسجد (يقع «مسجد البدية» على الطريق بين مدينتي خورفكان، ودبا، وهو قرب قرية البدية التابعة لإمارة الفجيرة، ويبعد المسجد 38 كم شمال مدينة الفجيرة، وعن مدينة خورفكان 7 كم شمالاً، وعن دبا 25 كم جنوباً)، ثم يحدد شكله ومخططه، وسنة ترميمه من قبل بلدية دبي عام 2001، بتوثيق متخصص وبطلب من حكومة الفجيرة، ويذكر الباحث أنه سبق وأن قامت الدولة بترميمه عام 1986.

ثم يتحدث ناصر حسين العبودي عن قرية البدية، وقلاعها، ونخيلها، وحركة التنقيبات فيها، وأثر البرتغاليين، وتاريخ المسوحات المتخصصة لفرقة التنقيبات، ثم ينتقل إلى تنقيبات البدية، وتاريخها، وذكرها في أبحاث المستشرقين ويقول: (ثم احتلها البرتغاليون، وقاموا بتعديل مخططات هذه الحصون حسب احتياجهم ومتطلباتهم الأمنية، الأمر الذي اختلط على بعض الباحثين تنتسب هذه الحصون إلى البرتغاليين، والحقيقة أن البرتغاليين أضافوا بعض العناصر المعمارية التي لم تكن موجودة في المنطقة).

ينتقل العبودي إلى بناء المسجد، فيبدأ بتخطيطه، واتجاه محرابه، ويصف شكله العام، وموقع بنائه بالنسبة إلى الجبل المجاور له، وكذلك مدخله الرئيسي، ومقاسات أضلاعه بالتفصيل، ويصل إلى النتائج التالية:

(تبلغ مساحة المسجد الكلية 5314 متراً مربعاً تقريباً، ويبلغ ارتفاع المسجد الكلي 5 أمتار منها 50, 3 أمتار للجدران، و50 ,1 متر لارتفاع القباب، وشكل المدخل مؤسس في الأعلى (نصف دائري) عرضه 30,1 متر وارتفاعه 10, 2 متر)، ويعتقد الباحث استناداً إلى بعض التحليلات لمواد بناء المسجد أنه بني عام 1446 ميلادي تقريباً.

يكتب الباحث ناصر حسين العبودي عن مواد البناء، ويحلل الأسباب التي بني المسجد على هذا الشكل وقبابه الحلزونية، ثم يتحدث عن قبابه فيقول: (لقد ذكر عن بناء المسجد أن الأصل كان فيه قبة واحدة، وهي الواقعة فوق المنبر والمحراب (الشمال الغربي)، وهي القبة الأصلية، ويلاحظ أنها الأكبر والأكثر ارتفاعاً عن القباب الأخرى، أنه بعد فترة لاحقة أضيفت القباب الثلاث).

ثم يقدم الباحث قياسات القبب، وحجم كل واحدة، ثم يتحدث عن الأرضيات، والأخشاب المستعملة في بناء المسجد، وينتقل بعد ذلك إلى أقسام المسجد، وملحقاته، وعقود الأقواس والأعمدة، والمحراب، وفتحات المسجد، والمنحنيات والزوايا والمحراب.. إذ يقول: (يقع المحراب في جدار القبة في يمين الجدار، وليس في وسطه تماماً كما هو متعارف عليه في المساجد الإسلامية، وبعد التأكد بواسطة بوصلة وجدنا أنه منحرف نحو الشمال وليس مقابلاً تماماً لباب المدخل، وهو مدبب في الأعلى عتيق وضيق).

ويتحدث الباحث أيضاً عن زخارف المسجد الجصية، والدعامات والمساند، والمصلى، وداخل المسجد، والبيت الملحق به، وجهود الترميم المستمرة، ثم يقدم دراسة مطولة نسبياً عن تاريخ المسجد وبيانات عن ذكره في مصادر مختلفة، إضافة إلى ما يشير إلى طبيعة بنائه.

ولعل من بين أهم ما نخرج به من استعراض لهذا الكتاب، كونه جاء ضمن محاولات رصد المعالم الأثرية في الدولة، وتسجيلها، وحمايتها والحفاظ عليها، والدعوة إلى ترميمها والاعتناء بها ومساعدتها على الديمومة والبقاء لنشير إلى ماضي وتاريخ الإمارات، والكتاب يكتسب أهميته من أهمية وقدسية تاريخ وتراث الوطن ذاته، وبالتالي فهو إضافة نوعية لمكتبة التراث الإماراتي، وبلا شك فهو جزء من مشروع طموح لدراسة كل ما في الدولة من آثار جديرة بالدراسة والحفاظ عليها بالترميم والصيانة المستمرة.
https://www.albayan.ae/paths/books/2009-07-25-1.456548


طبعات أخرى



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


مسجد البدية من مساجد الإمارات القديمة : دراسة أركيولوجية تاريخية

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37226
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة