سنة النشر :
2009
عدد الصفحات :
360
ردمك ISBN 9789948443117
تقييم الكتاب
نعني بـ”المؤسسات الدينية”، التي اخترناها لتكون موضوع الإصدار الثلاثين من كتاب المسبار الشهري، تلك المؤسسات الدينية التي تتبنّاها الدولة بشكل رسميٍ، فلا يدخل في اهتمامنا الأفراد من الفقهاء والعلماء وأمثالهم، مع التطرق للحركات الإسلامية غير الرسمية، وما هي طبيعة العلاقة بينها وبين المؤسسة الدينية الرسمية؟ وهل استفادت الحركات الإسلامية من ضمور التأثير وانكماش المصداقية بالنسبة لتلك المؤسسات الرسمية؟ وما هي الطرق المثلى التي يمكن أن تنهض بدور هذه المؤسسة من جديد؟
لقد شهد دور المؤسسة الدينية في العالم الإسلامي موجات من المدر والجزر، على طول تاريخها، وبخاصة في عصرنا الحديث، هذا العصر الذي ثار الحديث فيه عن أزمة المؤسسة الدينية وعن إشكالات دورها ومهماتها، وعن التحديات الجديدة، وبخاصة الدينية، تجاهها والتي لا تبدأ من الحركات الدينية الصاعدة منذ عشرينيات القرن العشرين، كما لا تنتهي بالفضائيات الدينية والزخم الديني والدعوى على شبكة الإنترنت، وهو ما يراه الكثيرون سحبا للبساط من تحت أقدامها.
وفضلا عن هذا الصعود للبدائل التي ملأت فراغات خلفتها أزمة المؤسسة الدينية الإسلامية المعاصرة وراءها، وقيام هذه البدائل بكثير من الأدوار التي كان معهودا أن تقوم بها المؤسسة الدينية، إلأ أن هناك أزمات بنيوية متعلقة ببنائها وتقنينها، وخطاب كثير من الممثلين لها، من هذه الأزمات ما يتعلق بالشأن الديني المحض، ومنها ما يتعلق بالشأن الدنيوي الخالص، أو يجمع بينهما.
من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، والذي حرصنا فيه على تنوع الآراء والاتجاهات، وزوايا الرصد والبحث والتحليل، ولم نكتف بالتطرّق للمؤسسات الدينية الأشهر، بل تناولنا بعضاً من المؤسسات الأقل شهرة، ليشمل الكتاب ما يمكن أن ندعوه مؤسسات المتن (شأن الأزهر والمؤسسة الدينية السعودية والزيتونة وغيرها)، ومؤسسات الهامش، أي تلك الأقل شهرة أو الأقل اعترافا في عرف البعض.
وسعينا أن نقرأ المؤسسات الدينية الرسمية من منظور مقارن ومتنوع، كما نستكشف تحدياتها المختلفة، سواء في فضاء بنياتها، أو علاقاتها بالتمثلات الإسلامية الحديثة، أو منتوجات الثورة المعلوماتية ما بعد الحديثة، فقد لاحظنا ندرة أو غياب أي كتابات كلية وشاملة بهذه المؤسسات في المكتبة العربية حتى يوم الناس هذا، بل نظن أن كتاب المسبار الثلاثين، ربما يكون الكتاب الأول الذي يفتح هذا الباب الذي طالما ظل موصدا، مستكشفا لهذه المؤسسة التاريخية الراسخة، بمدها وجزرها، بطموحاتها وتحدياتها، وقارئا معه في الآن نفسه إشكالات المشهد والخطاب الإسلامي الرسمي المعاصر في كثير من مناحيه.
في البداية يقرأ الدكتور سعيد بن سعيد العلوي في دراسته “المؤسسة الدينية والتجديد في العالم العربي” سؤال التجديد والتحديات العولمية، ومفهوم الإصلاح ودور المؤسسة الدينية فيه، من خلال تحديده لمفهوم الحقل الديني، وتتبعه طروحات الإصلاحيين مشرقاً ومغرباً، ومستكشفاً التحديات المطروحة على المؤسسة الدينية الرسمية، في ظل صعود المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، وتحديات جديدة لم يكن للمؤسسة الدينية التقليدية علم بها فيما سبق.
https://www.almesbar.net/30_-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك