الدولة والدين في إسرائيل : مواجهة أم إتفاق


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2001

عدد الصفحات : 82

الوسوم - سياسة

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أصدر مركز زايد للتنسيق والمتابعة دراسة تناولت اشكالية «الدولة والدين فى اسرائيل.. مواجهة أم اتفاق» بغية ابراز الميكانزمات الداخلية التى تتحكم فى السياسة الاسرائيلية وابراز العلاقات التى تربط النسيج الاجتماعى للدولة العبرية وما يحكمها من تطرف ويلوح فيها من تناقضات وذلك فى اطار خدمته للقضية العربية الاولى قضية الحق العربى فى فلسطين. ولاشك أن موضوع علاقة الدين بالدولة فى اسرائيل موضوع حيوى «ذلك أن اسرائيل دولة مبنية على أساس دينى ويلعب فيها الدين دورا بارزا فى شتى مناحى الحياة» لذلك تابعت الدراسة اثر الدين ونفوذ رجاله فى الحياة الاسرائيلية منذ أن كان البرنامج الصهيونى مجرد أفكار على الورق يكتبها بعض يهود أوروبا الى أن أصبح واقعا معاشا فى أرض فلسطين وما تلا ذلك من تداعيات وتطورات توسعية عرفها المجتمع الاسرائيلى حتى اليوم. وقد كشفت الدراسة عن الخلفيات الدينية التى واجهت المنظرين الاوائل للحركة الصهيونية الذين حاولوا التعتيم على رصيدهم الدينى باعلان علمانية الحركة لكنهم كانوا مضطرين الى مخاطبة اليهود الرافضين لقيام دولة خاصة باليهود قبل قيام المسيح فأكدوا لهم ان فكرة «المسيح المنتظر» هى ذاتها الصهيونية وأن الوطن الموعود هو فلسطين. وقد ازداد انكشاف الخلفية الدينية للحركة الصهيونية مع مؤشرات قيام دولة اسرائيل حين «اعتبرت بعض الاوساط اليهودية.. ان الصهيونية تحقيق للتعاليم الدينية ووعودها وأن الوعد «التصريح» البريطانى هو هبة من عند الله لمساعدة شعب اسرائيل للعودة الى أرض اسرائيل «فلسطين» بل أن الحاخام ميمون فيشمان أكد أثناء حديثه عن تطور الصهيونية أن الاخيرة متميزة بطبيعة الرباط الدينى بينها وبين الارض باعتبار أن الرباط بين الشعب اليهودى وبلاده يعود الى سر خفى من القداسة فالشعب والارض قد أنعم عليهما بنعيم القداسة.. والرباط الذى يجمعهما رباط من عند السماء. وقد أبرزت الدراسة كيف حسم صراع العلمانيين والمتدينين فى اسرائيل لصالح هيمنة الدين ورجاله المتطرفين سواء نظرنا الى تلك الهيمنة من خلال الخلفية الدينية لوثيقة اعلان الاستقلال واسم الدولة وعلمها أو من خلال سيطرة المؤسسات الدينية فى اسرائيل تلك المؤسسات المتجلية فى وزارة الشئون الدينية ذات الصلاحيات الواسعة فى مجال التربية والقضاء وفى دار الحاخامية التى تتمتع بنفوذ واسع فى التشريع والقضاء والتربية بصورة جعلت بعض العلمانيين يضيقون ذرعا بنفوذها فينشئون «رابطة محاربة الاكراه الدينى» سنة 1950 التى ظل نفوذها محدودا بالنظر الى نفوذ المؤسسات الدينية ذلك النفوذ الذى ينبع من داخل المؤسسة الحاكمة نفسها التى عملت على تشجيع تيارات دينية بعينها لصالح ائتلاف دينى ضيق أو تنازلت عن مواقف لصالح مواقف أخرى استغلتها المؤسسة الدينية استغلالا جيدا. وكما أبرزت الدراسة حضور الدين فى البناء الهيكلى للدولة الاسرائيلية فأنها تناولته بالشرح والاستقصاء على مستوى القوى الدينية التى شكلت بناء المجتمع الاسرائيلى. وذكرت الدراسة أن الصهيونية الدينية والسفارديم «اليهود من أصل شرقى.. عربى» اسلامى «التيار الدينى الحريدى الذى كان أصحابه يرفضون الفكرة الصهيونية تازر كل ذلك مع بنية تعليمية وتربوية يأخذ الدين فيها دورا كبيرا لتحديد ملامح المجتمع الاسرائيلى الراهن لذلك ظهرت أحزاب سياسية دينية يزداد نفوذها مع الايام مثل حزب شاس الذى يأتى فى المرتبة الثالثة فى الخريطة السياسية الاسرائيلية بعد حزب العمل وحزب الليكود والذى يتألف من اتحاد السفارديم وحراس التوراة وتمثله تسعة عشر مقعدا فى الكنيست الحالية بعد أن كان تمثيله لا يتجاوز ستة مقاعد وحزب يهودية التوراة الممثل بخمسة مقاعد كل ذلك فضلا عن الاحزاب غير المشاركة فى الحكومة مثل طائفة هعيدا هحراديت وناطورى كارثا «حراس المدينة» وسامطر الحسيدية مما يعكس حجم الكتلة الدينية فى المجتمع الاسرائيلى ويشجع الساسة على المضى قدما فى الاحتلال والاستيطان خاصة أن الاصولية الدينية تركز فى أذهان المجتمع أن «العهد» يعنى التملك التام للارض وأن الحدود التوراتية لدولة اسرائيل «من نهر مصر الى نهر الفرات» وخاصة بعدما استشرى نفوذ تلك الاصولية الى الجيش كذلك وتعمل كل الاحزاب الدينية الى اتخاذ مواقف خاصة بها لضمان ما تسميه السيطرة على الارض المحتلة والقدس بصفة خاصة ولذلك فهى تشجع الاستيطان اليهودى فى الاحياء العربية بالمدينة المقدسة وتقوم بأعمال استفزازية لاجبار السكان العرب على ترك المدينة. ولم يفت الدراسة أن تخص العرب فى اسرائيل بفقرة مهمة أبرزت من خلالها أن نسبة 20 فى المئة من سكان اسرائيل من العرب ورغم ماقامت به الحكومات الاسرائيلية من محاولة تفتيت هذه النسبة فأن الوعى العربى ظل قائما فى نفوسها وباتت الحركة الاسلامية تقود نشاطا داخل البلديات العربية. وتخلص الدراسة الى أن اسرائيل الان غير اسرائيل التى كانت فى عهد جيل الرواد.. وأن حالة الانقسام الاجتماعى قد تتصاعد فى اطار تصاعد المد الدينى المتطرف والفئوى وأن اسرائيل باتت أكثر من ذى قبل مرشحة للصراع بين الدين والدولة». وقد حرصت الدراسة على توثيق معلوماتها وشرح اصطلاحاتها فى هوامش ثرية تعكس الموضوعية والحصافة العلمية.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2002-01-20-1.1288490



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الدولة والدين في إسرائيل : مواجهة أم إتفاق
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33360
المؤلفون
18475
الناشرون
1828
الأخبار
10199

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة