أنشئ الارشيف الوطني، المركز الوطني للوثائق والبحوث سابقاً، عام (1968) باسم «مكتب الوثائق والدراسات» بتوجيهات المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وكان يتبع الديوان الأميري. وحددت أهدافه بجمع الوثائق والمعلومات المتعلّقة بتاريخ شبه الجزيرة العربية وثقافتها عامة ودولة الإمارات العربية المتحدة خاصة من مصادرها الأصلية في البلاد العربية والأجنبية، وتوثيقها وترجمتها. وتم تغيير اسم المكتب إلى مركز الوثائق والدراسات عام (1972)، ومن ثم صدر القانون الاتحادي رقم 7 لعام 2008 الخاص بإنشاء المركز الوطني للوثائق والبحوث ومن ثم القانون الاتحادي رقم 1 لعام (2014) بتغيير الاسم الى الارشيف الوطني.
تولّت عدة جهات رسمية الإشرافَ على الارشيف الوطني منذ إنشائه: الديوان الأميري في أبوظبي أعوام (1968-1971)، ثم وزارة شؤون الرئاسة في أبوظبي أعوام (1971-1975)، وديوان رئيس الدولة أعوام (1975-1978)، ووزارة الخارجية (1978-1983) ثمّ أُلحق بالمجمع الثقافي (1983-1999)، ثم ديوان رئيس الدولة (2000- 2004م)، ثم وزارة شؤون الرئاسة مرة أخرى منذ 2004 وحتى تاريخه.
استطاع الارشيف الوطني - في رحلته التي بلغت أكثر من أربعين عاماً - أن يحقق موقعاً متميزاً على صعيد المؤسسات المماثلة في الشرق الأوسط والعالم ؛ لاعتماده على قاعدة تكنولوجية حديثة في تنفيذ مهامه. ويعدّ من أقدم المؤسسات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكبر مركز وثائق في منطقة الخليج العربي.
يمدّ الارشيف الوطني المثقفين بإصداراته التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين التراث والحداثة، فضلاً عن عمله في التوثيق والأرشفة، ويجمع المواد التاريخية النفيسة المتعلقة بدول الخليج العربي بعامة، ودولة الإمارات العربية المتحدة بخاصة، ويوثّقها ويترجمها، ويُعِدُّ البحوث التاريخية المتخصصة، وينشرها، ويعقد الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، ويشارك فيها، وينظم معارض تتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة داخل الدولة وخارجها.