إن غابت السدرة وإن ابتعد البحر : مجموعة شعرية

بداية فإن عنوان الديوان جاء لافتاً وموفّقاً جداً، مع أنه، في بنيته التركيبية والنحوية يذكّر بتلك العناوين التي اجترحها العديد من شعراء النصف الأول من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث العنوان يكاد يكون صورة شعرية مكتملة محمولة على جملة، هي بدورها أيضا تكاد تكون ناجزة، حيث آنذاك كان هذا النوع من التسميات يشكل جانباً من خصوصية الشاعر.إن الكتاب لا يمنح مداخل إليه أو عتبات نصية، كما يُقال، إلا بقراءته ومعرفة محتواه عن قرب، وليس بوصف ذلك نوعاً من الاستدراج للقارئ إلى تأويل ما للنص، إنما يكتشف القارئ، أثناء عبوره في الكتاب، أنه تأويل لفعل الكتابة عندما تكون فعلا اجتماعيا، يمارس المرء من خلاله وجوده الاجتماعي، وقد تقرر بناء على حضوره الابداعي. وبدءاً، فإن “النص” لدى إيمان محمد لا ينتمي إلى ما يسمى بالنص المفتوح على الأجناس الأدبية السردية، بما فيها السردية، وعلى الأشكال الشعرية، بما فيها قصيدة النثر، بل هو أقرب ما يكون إلى ذلك النوع من الكتابة التي هي أثر للقراءة العميقة لمنجز إبداعي سابق وتأسيسي في الكتابة وعميق التأثير، وليس نتاج حالة عابرة أو رغبة ما في السعي للكتابة بل هو إلحاح الكتابة ذاتها على أن تتعيّن في “نصّ” .
http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/53bc38d4-8274-4b54-aac9-ad3ba7308ab9