المصنوعات الزجاجية في الجزيرة العربية في الألف الأول قبل الميلاد

تتمتع الجزيرة العربية بموقع استراتيجي مهم حيث تربط بين قارات العالم القديم إفريقيا وأوروبا وشرق آسيا، بالإضافة لوقوع أهم طرق التجارة القديمة في وسطها، والذي يربط الشمال بالجنوب والشرق، وهو ما يعرف بالتجارة البرية أو ما يسمى بدرب القوافل. كما أتاح لها موقعها على أهم الممرات المائية مثل مضيق هرمز وباب المندب تواصلًا فكريًا واقتصاديًا مع الحضارات الأخرى .
من خلال تلك الأهمية الجغرافية للموقع ظهر التأثير والتأثر بالعالم الخارجي القديم، فأعطت بعدًا حضاريًا وفقًا لمعثورات تلك المواقع والتي عكست لنا الأوضاع السياسية والدينية والاجتماعية لتلك المجتمعات، ومن هنا تكمن أهمية دراسة معثورات مواقع شرق الجزيرة العربية ومنها الزجاج بأنواعه المختلفة، والذي اتضح استعماله في تلك المواقع بشكل واسع من خلال حجم المادة المتوفرة فيها.
شهد الساحل الشرقي للجزيرة العربية نشاطًا أثريًا ملحوظًا خلال العقود الثلاثة الماضية، وتحديدًا في دولة الامارات العربية المتحدة، حيث تمكنت البعثات الأجنبية مثل الدنمركية والفرنسية والإنجليزية والبلجيكية من كشف كميات هائلة من المعثورات الأثرية وخاصة المصنوعات الزجاجية محل اهتمام هذه الدراسة .