شموع بعيدة عن القمر ... قراءات في أعمال سردية مختارة

قراءات في أعمال سردية مختارة، لروائيين إماراتيين، وشعراء وإعلاميين، بدءاً من روايات حمد الحمادي، وروايتيه «ريتاج» و«لأجل غيث»، من حيث الفكرة الروائية الإبداعية ولغته وحبكته، والجمال السردي.
ثم يعرج الحربي على إبداع الأديب سلطان العميمي، من خلال عمله الروائي «ص.ب 1003»، وهي من رواياته الإبداعية الأكثر شهرة ومرونة وتناغماً نفسياً وذهنياً من خلال المعطيات التي يجسد فيها الأحداث الشُجاعة التي تعود إلى إرادة المؤلف، وكيف أكسب روايته الأنسنة من خلال استنطاق الجمادات التي منحت العمل مصداقية الأحداث والشخصيات.
كما يقسم الباحث والناقد في كتابه جزءاً ثالثاً لرواية الأديب عمر عبدالعزيز، «مهاجر على درب الأنين والحنين»، ويعدها من الروايات اليمنية التي يحفر لها بطريقة خاصة، وهو عمل يتمتع بصفاء لغوي دافئ مليء بالإيحاءات والإحالات، سواء على مستوى المشهد السياسي أو الفكري أو الديني، وبرؤى متعددة أثناء إبحاره في عوالم النص، حيث اليمن وسلطة الإمامة أمام حضارة العالم.
أما الفصل الرابع فيأتي الأديب ناصر جبران السويدي بروايته «سيح المهب» التي أصدرها في الثمانينيات بدولة الإمارات، ويقول المؤلف: إنه كان عقداً ذهبياً حيث كانت الأعمال الأدبية قليلة لجهة الكم لكنها بجودة عالية.
تأتي رواية سيح المهب بحنينه للماضي الرافض للحداثة، ولا يريد المؤلف أن يبرح من مكانه ولا ضرورة للمضي قدماً، ولعل البعض يرون ناصر جبران نموذجاً يصعب الحديث معه في الحياة الراهنة، لكن المؤلف كان يبرر هذا الحنين بأدلة وحجج في روايته، وموقفه كاتب، حيث يستحق العمل إعادة التأمل في نصوصه، خاصة أنه يطرح السؤال المكرر ذاته: نحن ذاهبون إلى أين؟.
يأتي الحربي في كتابه قراءات أيضاً على ذكر الشاعر الراحل حبيب الصايغ، بوصفه قامة شعرية في منطقة الجزيرة والخليج العربي، ومن ثم الإعلامي والسينمائي والفنان الراحل عبدالله المحيلان، وتضيء خاتمة الكتاب، على تجربة المؤلف.
https://www.albayan.ae/culture-art/culture/2023-06-20-1.4683294