الديناميات الإستراتيجية للمحيط الهندي

مازال المحيط الهندي، في القرن الحادي والعـشرين، يحظى بأهمية استراتيجية للمجتمع العالمي. ويوفر محيطه الاستراتيجي فرصاً هائلة للمعاملات الاقتصادية بين القوى الإقليمية وغير الإقليمية، على حين أن الديناميات التنافسية تقود العلاقات السياسية والاستراتيجية. وترتكز المصالح الجغرافية والاقتصادية في المحيط الهندي على الطاقة، والمواد الخام والأسواق، والتي تُعدّ أكثر أهمية من جميع الاعتبارات الاستراتيجية الأخرى، بما فيها المنافسات الإقليمية، مع الأخذ في الاعتبار صدارة الاقتصاد في قائمة الأولويات الوطنية والعالمية. كما توفر الركائز الاقتصادية في المحيط الهندي فرصاً استثمارية في الاقتصادات الإقليمية؛ مما يولد ظروفاً ملائمة لتسخير فوائد العولمة. ويمكن أن يكون المحيط الهندي بمنزلة نقطة انطلاق بغية إمكانية الدخول إلى منطقة وسط آسيا، التي تتمتع بوفرة الطاقة والموارد. وتبرز منطقة المحيط الهندي، في جوهرها، ساحة للتنافس والتعاون، وهذا هو السياق الذي تحاول هذه المحاضرة دراسة دينامياته الاستراتيجية. وتبدأ بتسليط الضوء على الخصائص المادية المهمة لهذا المسطح المائي الذي يؤثر في الواقع الجيوسياسي والجيواقتصادي والجيواستراتيجي، وتقدم استعراضاً تاريخياً مختصراً لأهمية المحيط الهندي من الأزمنة القديمة وصولاً إلى القرن الحادي والعشرين، ثم تستعرض أعمال القوى الإقليمية والدولية في المحيط الهندي؛ ومن ثم تقوم بدراسة التهديدات والتحديات غير التقليدية التي واجهتها الدول الساحلية على المحيط الهندي، وتقدم أخيراً الاقتراحات بخصوص التعددية البحرية لكي تكون أداة بيد الدول لتطوير آلية تعاونية لبناء الثقة المتبادلة