آخر الأخبار
Altibrah logo
header shape

وصف الكتاب

السيف الطويل : صورة المدن الصومالية في كتابات الرحالة والجغرافيين والمؤرخين والبحارة القدامى

سنة النشر :

2023

عدد الصفحات :

425

ردمك :

9789948048220 ISBN

الوسوم

شارك مع أصدقائك

مشاركة facebook icon مشاركة x icon
QR code scanner

استخدم كاميرا هاتفك لفتح هذه الصفحة عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة (QR).

السيف الطويل : صورة المدن الصومالية في كتابات الرحالة والجغرافيين والمؤرخين والبحارة القدامى

ملخص

يدرس الكتاب بلاد الصومال ومدنها في حقبة ما قبل الإسلام، اعتماداً على المصادر اليونانية والرومانية التي أعطت صورة كافية عن هذه المدن في ذلك الزمن، وذلك بسبب ندرة المصادر عن هذه البلاد العريقة.
يشير المؤلف في تقديم كتابه إلى أن الصومال كانت بسبب موقعها الجغرافي المسيطر على أهم شرايين التجارة العالمية بين الشرق والغرب في العصر القديم تحتكر معظم بضائع الهند والشرق الأقصى، الأمر الذي جعلها بلداً غنياً، حيث كان أهالي بعض البلدان المعروفة والقوية في تلك العصور يتوافدون إليها ليحصلوا على نفائس البخور والعطور حرصاً على استرضاء آلهتهم لحرقه أمامها وفي معابدها.
جاء الكتاب في خمسة فصول، حيث ناقش الفصل الأول المسميات التاريخية لبلاد الصومال، وركز الفصل الثاني على أهم الجغرافيين اليونان والرومان الذين ورد وصف مدن الصومال والمنطقة في مصادرهم، أما الثالث فتوقف عند أهم الكتّاب الجغرافيين العرب الذين وصفوا مدن الصومال وسواحلها وبحرها، واختص الرابع بعرض صورة عن المدن الصومالية المطلة على «البربر» وهي خليج عدن حالياً، وقدم الفصل الخامس صورة عن أهم المدن الصومالية المطلة على المحيط الهندي.
أطلق الكاتب على كتابه اسم «السيف الطويل» إحياء لمنطقة السيف الطويل التي صارت اليوم مجهولة لدى الباحثين الصوماليين، بينما كانت في القرن الخامس عشر ذات أهمية بالغة لدى التجار العرب وغيرهم، وتمتد هذه المنطقة لتشمل قريتي (قرعد) و (هبية) قريبا من مدينة مقديشو في الساحل، فإذا سار البحار بسفينته فسيرى منطقة واضحة حتى ينخفض الساحل ولا شيء فيها من مخاطر الملاحة.
يبرز المؤلف في الفصل الأول من كتابه أسماء رئيسية قديمة للصومال هي: «بلاد بونت» و «بلاد البربر»، و«بلاد تروغلوديتا» و «بلاد زيلع».
بلاد بونت هو الاسم الذي أطلقه المصريون القدماء على الصومال، وكانت لهذه البلاد أهمية خاصة عندهم لأنها مصدر البخور الذي يستخدمونه في شعائرهم الدينية وفي احتفالاتهم، وكانوا يعتقدون أنهم من السلالة نفسها التي يتألف منها شعب بونت، منذ عهد الأسرتين الرابعة والخامسة (2340 – 2470 ق.م) وفي عهد الدولة الحديثة (الأسرة 18) أرسلت حتشبسوت بعثة بحرية إلى بلاد بونت وذلك في عام 1495 ق.م، وكانت بونت غنية بالبخور والعاج والذهب، وهي أشبه ما تكون ببعثات الكشف العلمي الحديث، إذا عادت السفن محملة بالنباتات الغريبة والتوابل والمعادن والعاج وريش النعام والقرود والصمغ، ودونت هذه البعثة على شكل رسوم بديعة ونقوش بارزة على جدران معبد الدير البحري.
تدل المصادر التاريخية على أن فراعنة مصر في عهد الأسرة الأولى، أي بداية العصر الفرعوني كانوا ينعمون بمنتجات بلاد الصومال، ولا شك في أن هذه المنتجات كانت تصل إليهم براً عن طريق أعالي النيل، إذ لم يعرف عنهم أنهم ركبوا البحر، ثم أخذت السفن المصرية تجوب البحر الأحمر وخليج عدن في طريقها إلى بلاد الصومال.
هي تسمية أطلقها الجغرافيون اليونانيون والرومان على الصومال، وقد ظهر اسم قبائل تروغلوديتا التي يقصد بها (ساكنو الكهوف) في العديد من الكتب الجغرافية الإغريقية التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد وبعده.
وتقع بلاد تروغلوديتا في المنطقة من خليج أفاليتي إلى رأس فيلك، وهو ما يشمل اليوم الساحل الصومالي الشمالي والشرقي على حسب تحديد بطليموس.
يذكر عبد الله إيدان أن هليودوروس قد قال عن هذه القبائل في القرن الثاني قبل الميلاد: «إنهم شعب له حدود مع إثيوبيا، يعيشون على الرعي، وهؤلاء سريعون للغاية، يركضون بين الصخور والكهوف، ويتمرنون على ذلك منذ طفولتهم، وكانت هذه البلاد شهيرة بالبخور والقرفة والمر كما ذكر إيراتو سثنيس (اشتهر بين 104 و100 ق. م) و سترابو (64 ق. م – 24 ق.م) ويقول ايراتوسثنيس: بعد تجاوز الجزر يتواصل الإبحار في الخلجان الصغيرة على طول بلاد زراعة المر، مادة صمغية برائحة عطرية مميزة، في اتجاه الجنوب والشرق، حتى نبلغ بلاد زراعة القرفة وطول هذه المسافة 5000 استاديا، نظام قديم لقياس المسافات، ويقال إنه لم يتعد أحد حدود هذه البلاد حتى الوقت الحاضر، ويوضح بطليموس من أين تبتدئ تروغلوديتا وتنتهي، حيث يقول: تسمى الأرض الساحلية التي تجاور الخليج العربي خليج أفاليتي، ونستنتج من كلامه أن المنطقة الممتدة من أفاليت«زيلع» إلى رأس الفيل أو جبل الفيل كانت تسمى تروغلوديتا، وتسكنها قبائل عدة، كما ذكرها سترابو، وذكرها أجاثار، وهذه المنطقة كلها تسمى بلاد بربرة أيضاً، كما ذكر بطليموس وبريبليوس.
يورد الكتاب الكثير من عادات الشعب الصومالي قديماً، بحسب ما ذكره كتّاب ومؤرخون يونانيون ورومانيون، وتشمل هذه العادات طقوس الزواج، وأنواع الأطعمة المفضلة والشراب، وزينة النساء، وزي الرجال، بما في ذلك طقوس الدفن، وغيرها.
يفرد عمر إيدان مساحة معقولة للحديث عن زيلع التي تحولت من قرية صغيرة ساحلية إلى أراض واسعة، وقد وثقها معظم الرحالة والجغرافيون، وهي كانت تطلق على بلاد الصومال جنباً إلى جنب مع اسم البربر، خلافاً لما يعتقده بعض الباحثين الذين سجلوا في بحوثهم أن اسم البربراختفى في القرن الرابع عشر، ثم ظهر اسم زيلع، والحقيقة أن كلا الاسمين اختفيا في نهاية القرن الرابع عشر عندما ظهر اسم الصومال في كتابات البحارة.
والزيلع من أقدم مدن شرق إفريقيا، يرجع تاريخها إلى العهود القديمة، وكانت قبل الإسلام مركزاً تجارياً ذاع صيته في بداية الألفية الأولى، وحازت على شهرة كبيرة نظير تميزها وعراقتها وتراثها الذي ظل لغزاً حيث لا يستطيع الباحثون تحديد تاريخ تأسيسها، والمتفق أنها تأسست قبل الميلاد بميناء صغير في زمن غير معروف، بأكواخ وعشش صغيرة، ويقال إن بداية تأسيسها كان في جزيرة خليدعة التي تقع في البحر والمشهورة بجزيرة سعد الدين، واشتهرت عند الجغرافيين العرب بكونها جزيرة كما ذكرها المسعودي والهمداني والبكري.
وقد ورد الكثير عن أرض زيلع ونمط معيشتهم وعادات شعبها في كتابات رحالة عرب كثيرون، والثابت في وصف أهل زيلع أنهم كانوا أمة عظيمة والغالب عليهم الإسلام والصلاح والانقياد إلى الخير.
وكانت زيلع بحسب ما كتب عنها المنفذ التجاري الوحيد في القرن الإفريقي الذي استخدمه الأحباش في بداية الألفية حتى القرن الثامن عشر، كما كانت معبراً يربط بين الشقين الإفريقي والآسيوي، يمر منه تجار المنطقة والحجاج، وكل البضائع من الحبشة، وقد أشار الجغرافي الإصطخري إلى ذلك بقوله: زيلع فرضة أي، محطة صغيرة أو مرفأ للسفن على الساحل، للعبور إلى الحجاز واليمن.
يستعرض مؤلف الكتاب الكثير من أسماء علماء زيلع وفقهائها وقضاتها وأشهر أعيانها ومؤرخيها بين القرنين التاسع عشر والحادي عشر الميلاديين، كما يكتب عن حكامها وجزائرها مثل جزيرة عيبات، وجزيرة سعد الدين، وجزيرة كومالي، وجبل فلفل، وجزيرة أبو ثمانين، فضلاً عن أشهر قراها وجبالها مما كان له دور في شهرتها التجارية في القرن الإفريقي.
https://www.alkhaleej.ae/2025-09-21/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-6093281/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9