شعرية المكان : قراءة في شعر مانع سعيد العتيبة

تتألف هذه الدراسة من مقدمة وفصلين، أما المقدمة، فهي تحدد معنى كل كلمة محورية تتعامل معها الدراسة، وأهمها: شعرية المكان، والنص المركزي، ودوائر المعنى، ونواة النص. إضافة إلى أنها تمهد للدخول في التحليل النصي، وتربط هذه الدراسة بطبيعة المنهج الذي طرحته في كتبي السابقة، وهو المنهج التكاملي. وأما الفصلان، فهما:الأول: ذاكرة المكان: قراءة في ديوان "المسيرة"، والثاني: المكان الأنثى: قراءة في ديوان "ليل طويل".اشتمل الفصلان على تمهيد موجز، ثم قراءة للنص المركزي، ثم إضاءات أخرى على نصوص تتقاطع مع ذلك النص، أو تدور في فلكه، أو تكون امتدادًا له. كانت الإضاءات الأخرى في الفصل الأول منفتحة على بعض قصائد الشاعر في دواوين أخرى. أما الفصل الثاني، فقد خطا خطوة أخرى أكبر اتساعًـا؛ إذ انفتح على قصائد أخرى للشاعر، وقصائد أخرى لشعراء آخرين. وتعمّدتُ في قراءة معظم النصوص أن أتناولها كاملة، أو أكبر قدر منها؛ حتى تتشكّل لدى القارئ رؤية تكاملية عن رؤية الشاعر. وأعتقد أن أي دراسة نصية تبقى قاصرة عن تحقيق أهدافها إنْ تعاملت مع نصوص مبتورة عن سياقاتها، أو تعاملت مع النصوص كما تتعامل مع الشواهد المبنيّ توظيفها على توجّه مسبق في ذهن الناقد. وكانت مساحة القراءة الجزئية لكل مقطع من المقاطع متفاوتة؛ وربما يعود ذلك إلى أنني لا أستطيع أن أرى النقد إلا حياة، ولا شك في أن رؤيتنا إلى مكونات الحياة ليست واحدة بالضرورة