مكتبات الشارقة العامة تتوّج الفائزين بجائزة الأدب المكتبي 2025
أعلنت إيمان بوشليبي مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة، انطلاق ملتقى الشارقة للأدب المكتبي الرابع في هيئة الشارقة للكتاب، الذي يتضمن تتويج الفائزين بجائزة الشارقة للأدب المكتبي في دورتها الـ25، تقديراً لإسهاماتهم البحثية والمهنية في تطوير قطاع المكتبات والمعلومات، وتعزيز دور المعرفة في خدمة التنمية الثقافية والمجتمعية.
وأوضحت مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة، أن الملتقى يناقش أحدث الممارسات في تطوير المكتبات وخدمات المعلومات، بمشاركة نخبة من المختصين، إلى جانب إطلاق محور الدورة الجديدة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في المكتبات: الابتكار والأثر"، وأشارت إلى أن الملتقى يواصل فعالياته حتى يوم غد الثلاثاء.
وأكدت إيمان بوشليبي، في تصريحات خاصة لـ"الشارقة 24"، أن الذكاء الاصطناعي أضحى تقنية حاضرة في مختلف مجالات الحياة، ما يحتم على المكتبات مواكبة هذا التحول بوصفها مسؤولة عن حفظ المعرفة وإتاحة الوصول إليها بدقة وموثوقية، وأن الموضوع لا يقتصر على الجانب التقني فحسب، بل يطال شكل المكتبة وأدوارها الجديدة وتأثيره المباشر في مهام أمين المكتبة.
وأوضحت مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة، أن دور أمين المكتبة، سيمتد ويتطور مع اتساع أدوات الذكاء الاصطناعي، وأن المهارات القائمة على التفكير المنطقي والبحث العلمي ستغدو أكثر أهمية لمساعدة الجمهور والباحثين على التحقق من صحة المعلومات والوصول إليها بسهولة، بما يعالج التحديات التي قد تفرضها التقنيات الحديثة على دقة المحتوى وموثوقيته.
ابتكار نماذج التشغيل
وأضافت مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة، أن برنامج الملتقى أعد ليعرض محاور متعددة للذكاء الاصطناعي في بيئات المعلومات، من الجاهزية التحتية والتقنية، إلى تطوير الخدمات وابتكار نماذج التشغيل، بما يزود الباحثين بخريطة موضوعات واضحة يمكن استثمارها في أعمالهم العلمية ومشروعات التحسين داخل المؤسسات.
فتح باب المشاركة في الدورة الجديدة
وأعلنت إيمان، عن فتح باب المشاركة في الدورة الجديدة من الجائزة اعتباراً من اليوم الاثنين، بثلاث فئات هي: فئة الباحثين، وفئة مؤسسات المعلومات والمكتبات في الوطن العربي، وفئة أفضل ممارسة في مجال التخصص، موضحة أن توسيع الفئات بعد أن كانت مقتصرة على البحث العلمي، يأتي لإبراز دراسات الحالة وممارسات النجاح داخل المكتبات وإتاحة تبادل الخبرات، ويستمر استقبال المشاركات حتى يونيو 2026.
المستجدات في مجالات البحث والتطبيق والمعرفة الرقمية
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي 2025، الذي استضافته هيئة الشارقة للكتاب في مقرها بمنطقة الزاهية، بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ونخبة من المسؤولين والأكاديميين والباحثين والمتخصصين في علوم المكتبات والمعلومات، وعدد من ممثلي مؤسسات المعلومات العربية، إلى جانب المشاركين في جلسات الملتقى التي ناقشت أبرز المستجدات في مجالات البحث والتطبيق والمعرفة الرقمية.
مستقبل المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي
وشهد اليوم الأول من الملتقى، جلساتٍ حوارية وأوراقَ عملٍ بحثية، ناقشت مستقبل المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي، ودور التقنيات الحديثة في تطوير خدمات المعلومات وإدارة المعرفة، إلى جانب استعراض تجارب عربية ودولية في التحول الرقمي والرقمنة الذكية.
وتناول المشاركون أيضاً، أهمية التطوير المهني المستمر للعاملين في هذا القطاع، وسبل بناء شراكات فاعلة بين مؤسسات المعلومات والصناعات الثقافية والإبداعية، بما يسهم في تعزيز مكانة المكتبة كمركزٍ للابتكار والتعلّم مدى الحياة.
تكريم 5 فائزين بفئات الجائزة
وكرّم سعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، الفائزين في فئات الجائزة الثلاث، حيث بدأت مراسم التكريم بالفئة البحثية، وتضم ثلاثة فائزين، حيث فاز بالمركز الأول منها الدكتور رياض بن ناصر الفريجي، أما الفائز بالمركز الثاني فذهبت للدكتورة ياسمين خالد، في حين فاز بالمركز الثالث الدكتور عبد الرحمن أحمد فراج.
كما كرم سعادته، "بيت الحكمة" بجائزة الفئة الثانية، وهي "أفضل مكتبة أو مؤسسة معلومات عربية"، أما فئة "أفضل ممارسة أو مشروع في حقل التخصص"، ففاز بها "مشروع قسم المخطوطات وحفظ التراث المعرفي – مكتبة جامعة خورفكان".
منظومة مكتبية متكاملة
وفي كلمتها خلال افتتاح الملتقى، أشارت إيمان بوشليبي، إلى أن الشارقة نجحت خلال قرن من الزمان في بناء منظومة مكتبية متكاملة تغطي مدن الإمارة ومناطقها، وتواكب أحدث التحولات التقنية في إدارة المعرفة، وتقدّم للقرّاء والباحثين بيئة معرفية تفاعلية تجمع بين الورقي والرقمي، وتجسّد رؤية الإمارة التي تواصل ترسيخها سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، من أجل أن تبقى المكتبة، كما كانت دائماً، حجر الأساس في بناء الإنسان والمجتمع.
ولفتت بوشليبي، إلى أن الدورة الخامسة والعشرين من الجائزة شهدت مشاركةً واسعةً تعكس المكانة العلمية التي باتت تحتلها في دعم البحث الأكاديمي وتعزيز دور مؤسسات المعلومات في التنمية الثقافية، موضحةً أن اللجنة استقبلت هذا العام 48 بحثاً، من بينها خمسة أبحاثٍ مشتركة وثلاثة وأربعون بحثاً فردياً، قدّمها 54 باحثاً من دولٍ عربيةٍ متعددة.