الاستلهام من السير والملاحم في ندوة «الشارقة للراوي»

حفل اليوم الثاني من النسخة السابعة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، بإقبال لافت وتفاعل حيوي من عشاق التراث والباحثين والمختصين والجمهور الذي تابع فعاليات وبرامج الملتقى، سواء في معهد الشارقة للتراث، حيث الندوة العلمية التي تناولت الأثر والاستلهام من شعار الملتقى السير والملاحم، وحفل السمر، أو مركز التراث العربي، حيث مقهى الراوي، أو المواقع الخارجية، حيث العديد من الفعاليات التي لاقت تفاعلاً حيوياً لافتاً.وتناولت الندوة العلمية موضوع السير والملاحم بوصفها موروثاً ثقافياً عالمياً، وفكراً تاريخياً متواتراً في كل ثقافات الأرض، حيث تميزت كل أمة وجماعة بموروثها السيري والملحمي الخاص بها، الذي يعكس مصادر فكرها التاريخي والثقافي، ويعبر عن فلسفتها وتصوراتها الفكرية والعقائدية، وتاريخ جماعتها الملحمية والسيرية. وشارك في الندوة عدد من الأكاديميين والمتخصصين في موضوعات الأدب الملحمي والسيري، من بلدان آسيوية وأفريقية وأوروبية وعربية، قدموا خلاصة تجاربهم والتصورات الفكرية والعقائدية الملحمية لشعوب العالم، والتاريخ الثقافي الحكائي لبلدانهم، وعرضوا خلاصة مساهماتهم في دراسة السير والملاحم.وهدفت الندوة إلى التعرف إلى موضوعات السير والملاحم، والأثر الذي تركته في الثقافة والأدب الثقافي العالمي، واستلهام موضوعاته ومعانيه، إذ هو تراث ملهم للكتاب والشعراء، وثقافة متداولة لكل الشعوب والأمم. وناقشت الندوة عدداً من المحاور أهمها السير والملاحم –الموضوعات والمقاربات، السير والملاحم بين الأسطورة والخيال والواقع التاريخي، والمحور الثالث الأدب الملحمي والحكائي-الاستلهام والأثر، أما المحور الرابع فتناول نماذج من السير والملاحم العالمية.واستهلت الجلسة الأولى التي أدار أعمالها مصطفى جاد، بورقة قدمها د. محمد حسن عبد الحافظ، المدير الأكاديمي في معهد الشارقة للتراث، تمحورت حول السير والملاحم جدل المفاهيم والأنواع، حيث تعالج الورقة بعضاً من القضايا النظرية والمنهجية التي تطرحها متون السير والملاحم، من خلال مناقشة نتائج عدد من الأعمال المهمة في هذا المجال، ومنها أعمال عبد الحميد يونس، محمد رجب النجار، بول زومتور، وغيرهم الكثير، وركزت الورقة على قضيتين الأولى صراع الأجناس والأنواع، والقضية الثانية صرع المناهج في مقاربات السيرة الشعبية.أما د. عبد الحميد بورايو، أستاذ التعليم العالي بالمركز الجامعي بتيبازا في الجزائر، فقدم ورقة بعنوان «أدب المغازي الإسلامي بين التاريخ والتمثيل الخيالي» وأوضح أن الأدب المغازي الإسلامية يمثل شكلاً أدبياً وفنياً يستند إلى مرجعية تاريخية، حيث استقى الرواة موضوعاته من التاريخ الإسلامي، وتم توظيفه في فترات عصيبة مرت بها الأمة الإسلامية، مثل الحروب الصليبية، وما حدث من صدام دموي في الأندلس بين المورسكيين والمسيحيين، ثم وقائع الصدام مع الاستعمار في بلاد المغرب العربي.من جانبه قدم الدكتور سعيد يقطين ورقة بعنوان «البنيات النصية في السيرة الشعبية: مقاربة سردية نصية»، وأوضح فيها إذا كانت سرديات القصة وسرديات الخطاب «الحكائية» و«السردية» في اتصال كل منهما بالمادة الحكائية، فسرديات النص تهتم بالبنيات النصية وعلاقاتها ببعضها البعض، وبأبعادها الدلالية والتداولية والمعرفية. أما الجلسة الثانية قدم فيها الباحث خزعل الماجدي عن ملحمة جلجامش، والباحث مصطفى جاد عن عناصر السيرة الشعبية بين المصادر التراثية، فيما تحدث محمد فخر الدين عن السيرة الشعبية، وأدار الجلسة محمد المهري.