نُشر في الإمارات اليوم
بتاريخ
ندوات ومؤتمرات ومهرجانات
ندوة بجناح مؤسسة محمد بن راشد في «أبوظبي للكتاب» ناشرون: الإمارات «المستثمر العربي الوحيد» في الثقافة
خلال ندوة بجناح مؤسسة محمد بن راشد في «أبوظبي للكتاب» ناشرون: الإمارات «المستثمر العربي الوحيد» في الثقافة : طالب ناشرون بضرورة اهتمام الدول العربية بالاستثمار في الثقافة وصناعة الكتاب، معتبرين أن دولة الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي تستثمر في القراءة والمعرفة من خلال إطلاق العديد من المشروعات الكبرى، وفي مقدمتها «تحدي القراءة» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.وشددوا خلال الندوة التي نظمها جناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مساء أول من أمس، وأدارتها الكاتبة عائشة سلطان، على أهمية دور الأسرة والمدرسة في زرع ثقافة القراءة في نفوس الأطفال في سن مبكرة.وحذر رئيس اتحاد الناشرين العرب، محمد رشاد، من أن صناعة النشر مهدّدة بالتوقف على مستوى العالم العربي، موضحاً أن هذه الصناعة في فترة خمسينات وحتى سبعينات القرن الماضي كانت تقتصر على بلدين عربيين فقط، هما مصر ولبنان، وكانت الصناعة تتم بكميات كبيرة تراوح بين 5000 و10 آلاف نسخة من كتب البالغين، وما يراوح بين 20 و30 ألف نسخة من كتب الأطفال. أما في الوقت الحالي، ورغم زيادة عدد سكان الوطن العربي وزيادة عدد المدارس والجامعات؛ فانخفضت أعداد النسخ التي تتم طباعتها لتراوح بين 1000و2000 نسخة من كتب البالغين، وفي كثير من الأحيان يقتصر الأمر على 500 نسخة، و5000 و10 آلاف نسخة لكتب الأطفال، مرجعاً هذا التراجع إلى بداية الثورة التكنولوجية ودخول الكمبيوتر في العالم العربي.وأشار رشاد إلى أن مشكلة تراجع الكتابة والقراءة عموماً في الوطن العربي ترجع إلى ثلاثة عوامل أساسية، الأول منها هو الأسرة وتراجع اهتمامها بتنشئة الأطفال على القراءة منذ الصغر، أو خلق ارتباط بينهم وبين الكتاب، والعامل الثاني يتمثل في المدرسة، إذ تراجع الاهتمام بالمكتبات المدرسية التي كانت تلعب دوراً كبيراً في تثقيف الأطفال وتشجيعهم على القراءة، وتوجهت بعض المدارس إلى استخدام وسائط تكنولوجية، مثل الكمبيوتر والآي باد في المكتبة المدرسية بدلاً من الكتاب الورقي، بينما العامل الثالث يتمثل في وسائل الإعلام وما تبثه من برامج للأطفال، وهي غالباً ما تعرض في أوقات وجود الأطفال في المدارس أو في المساء بعد موعد نومهم، كما أنها تفتقر في الغالب إلى ما يشجع الطفل على القراءة والارتباط بالكتاب؛ مثل استضافة كتّاب أو رسامين.وحذر رئيس اتحاد الناشرين العرب من تراجع إنفاق واهتمام الحكومات العربية بالثقافة والقراءة، مشيراً إلى أن أي دولة ترغب في إطلاق خطط تنموية عليها أن تضع في مقدمتها خططاً للتنمية الثقافية، فالاستثمار في الثقافة له مردود مهم لأنه يخلق المواطن الواعي. ولفت إلى وجود عوامل أخرى لتراجع القراءة تتمثل في آفة الأمية التي توجد بنسب مختلفة في الدول العربية، وعزوف المثقفين عن القراءة.وانتقد رشاد غياب قاعدة بيانات عن صناعة النشر في الوطن العربي وكذلك دراسات عن الميول القرائية للقارئ العربي، لافتاً إلى سعي اتحاد الناشرين العرب إلى التعاون مع مؤسسات وجهات مختلفة لإنجاز قاعدة بيانات قوية، كما دعا الدول العربية إلى بذل المزيد من الاهتمام لتشجيع الثقافة والقراءة.من جانبه؛ تطرّق مدير عام المؤسسة العربية للدراسات، ماهر كيالي، إلى أوضاع الترجمة في الوطن العربي، مشيراً إلى أن العرب مازال لديهم نقص كبير في مجالات المعرفة، وبحاجة إلى عشرات المؤسسات المتخصصة في الترجمة، إلى جانب الجهات الموجودة بالفعل. وشرح المسؤوليات المتعددة التي ترتبط بعملية الترجمة؛ مثل حقوق الناشر وحقوق المؤلف وتوافر المترجم القدير والمدقق؛ وهو ما يخلق كلفة مادية مرتفعة على ناشر الكتب المترجمة، بالإضافة إلى أن العناوين المترجمة لا تكون دائماً جماهيرية أو جاذبة للجمهور، كما أن هناك كثيراً من دور النشر العربية لا تحترم حقوق النشر، وبالتالي يمكن أن تطرح الكتب نفسها بكلفة منخفضة.واعتبر كيالي أن دور النشر الخاصة لديها حوافز ومحركات وتتواجد في المعارض المختلفة أكثر من الدور الرسمية، ولكن تظل الدور الرسمية والأكاديمية لها أهميتها، خصوصاً في الاضطلاع بطباعة الكتب العلمية التي لا تمثل مصدر جذب جماهيري.