في العام 1989م قامت نخبة من رجال الأعمال في دبي، بمبادرة إنسانية هدفت إلى تأسيس جمعية نفع عام، تختص بالعمل داخل دولة الإمارات، وعلى أسس إدارية وفنية مبتكرة، وأطلقوا عليها اسم "جمعية بيت الخير"، وتم إشهارها بالقرار الوزاري رقم 41 للعام 1989م، وكان أكبر همهم ودافعهم، المشاركة في رفع المعاناة عن إخوانهم من أبناء الوطن، وتقديم المساعدة لكل من لجأ إليهم، وتأكدوا من استحقاقه للمساعدة، بل إنهم لم يركنوا إلى انتظار من يطلب، بل سعوا للبحث عن من يحتاجون للمساعدة، من الذين منعهم حياؤهم من السؤال.
وسعت الجمعية منذ ولادتها إلى إفادة الأسر المتعففة والشرائح المستحقة، عن طريق حزمة من المشاريع والبرامج، التي بدأت في تقديمها وتقييمها وتطويرها والإضافة إليها، لتصب جميعها في خدمة الفقراء والمساكين والأرامل والمطلقات وضعيفي الدخل والمرضى وأسر نزلاء السجون والمتضررين والمتعثرين والمعسرين والغارمين وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام.
وصارت بيت الخير مثالاً يحتذى، في التخطيط والأداء والانجاز، وجسدت حب الإنسان الإماراتي للعمل الخيري والإنساني، فهو شديد الإحساس بإخوانه، مبادر إلى النجدة، سباق إلى الخير والبذل والعطاء، ولم يأت ذلك من فراغ، فهذا انعكاس للتقاليد والقيم الأصيلة التي ورثها شعب الإمارات كابرا عن كابر، وهي سجايا نبيلة عززها في نفوس المواطنين المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - وسار على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - حفظه الله - رئيس الدولة، ودعا إليها وشجعها بقوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي - رعاه الله - الذي أطلق العديد من المبادرات، وأعلى من قيمة العمل الخيري والإنساني، وعلى ذلك سار أصحاب السمو حكام الإمارات، حتى صارت المبادرة إلى الخير جزءا من هوية الإمارات، وسماتها البارزة.