كان المركز فى البدء حلما ثم فكرة راودت أذهان العديد من المفكرين والمثقفين العرب فى ندوة «مستقبل الوطن العربى ودور جامعة الدول العربية» التى عقدت فى أبوظبى خلال الفترة من 2 الى 4 نوفمبر 1997 تحت رعاية صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» والذى كرس جهده وفكره لارساء دعائم التضامن العربى ورأب الصدع وذلك برئاسة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان. وكان التطلع الى انشاء المركز يضاهى فى صعوبته تحقيق أى حلم عربى يرمى الى وحدة الصف ونبذ الاختلاف وتقريب وجهات النظر وتنسيق الجهود فى اطار منسجم وفاعل يقف أمام عشرات التحديات سياسيا واقتصاديا وأمنيا وثقافيا وتربويا وعلميا.. وغيرها من التحديات التى انتصبت فى وجه العالم العربى وتقاذفته تحت اسماء ومسميات مختلفة. لقد أخذ سمو الشيخ سلطان بن زايد على عاتقه بلورة التصور ورسم السياسات العامة للمركز ووضع آليات تنفيذها استجابة لقناعة اعلاء راية التضامن العربى وتعزيز دور الجامعة العربية وترسيخ الهوية القومية العربية فى مواجهة كافة المحاولات الرامية الى تذويبها فى بوتقات مختلفة فأصدر سموه قرارا بتأسيس المركز الذى رحبت به جامعة الدول العربية رسميا بقرار اجازة المجلس الوزارى للجامعة فى دورة انعقاده 112 فى القاهرة فى سبتمبر عام 1999. وأصبح لهذا الحلم موطأ قدم ورصيد على ارض الواقع يعبر عن وجوده من خلال حضوره وتميزه وبأصداره العديد من الدراسات الشاملة والمتنوعة التى أنجزها فى فترة وجيزة وغطت موضوعات مستعصية ودخلت مساحات متروكة أو منسية فى كتابات وأبحاث مراكز الدراسات العربية الاخرى انطلاقا من مبدأ التكامل مع الغير فى الساحة العربية والاقليمية فى اطار الثوابت والاهداف المشتركة وعن قناعة بضرورة التنوع والاضافة فى الفكر والممارسة وأخذ الموضوع من أكثر من زاوية وتوسيع دائرة الرؤية لنطل على مجمل الحالة العربية الراهنة. مشاركات بالفعاليات العربية وشارك المركز فى أهم المحطات السياسية على المستويين العربى والاقليمى بدءا بالقمة العربية الطارئة بالقاهرة فى اكتوبر 2000 وقمة دول منظمة الاوبك بكراكاس وقمة منظمة المؤتمر الاسلامى بالدوحة وقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالمنامة وقمة المرأة العربية بالقاهرة فى نوفمبر 2000 وأخيرا القمة العربية الدورية الاولى بعمان فى مارس 2001 والتى شارك فيها المركز بأربعة اصدارات خاصة بالمناسبة. كما قام المركز بمد جسور التعاون مع العديد من المراكز والهيئات المختصة فى جميع الدول العربية ودول العالم حيث تلقى المركز فى هذا الاطار العديد من الاتصالات من مراكز البحوث والدراسات العربية والدولية أعربت فيها عن رغبتها فى التعاون مع مركز زايد للتنسيق والمتابعة. كما أشادت العديد من الهيئات والمؤسسات البحثية العربية والدولية بانجازات المركز وأبدت رغبتها فى توطيد أواصر التعاون معه وتلقى المركز دعوات للمشاركة فى العديد من النشاطات الفكرية العربية والدولية حيث شارك بأهم معارض الكتب التى أقيمت داخل الدولة أو خارجها فى مصر والجزائر وسيشارك المركز فى معارض أخرى ستقام فى المانيا وسوريا ولبنان والكويت والاردن. ويسجل هذا التقرير الذى صدر عن المركز بمناسبة عيد الجلوس الخامس والثلاثين لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله ورعاه» بعض التفاصيل عن أهم نشاطات المركز ومساهماته والتى يستحيل معنا هنا حصرها وعدها جميعا أو تمييز بعضها عن الاخر من حيث الاهمية أو الأولوية لكن ارادة الاستمرار والرغبة فى التطوير وتحسين الاداء تملى فى الغالب الوقوف على ما تم انجازه وتقييمه موضوعيا واستدراك ما وقع من قصور وتقويمه فى سبيل تحقيق الاهداف السامية والمهام الجسام التى يضطلع بها المركز. وأكد محمد خليفة المرر المدير التنفيذى لمركز زايد للتنسيق والمتابعة أهمية تجاوب المركز مع القناعات البارزة لصاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» وقال ان فكرة المركز هى تجسيد لتلك القناعة الدائمة التى كرسها الوالد الشيخ زايد وعمل على تحقيقها بداية من دولة الامارات اذ بجهده واخلاصه لقناعاته حول الحلم الشخصى الى حقيقة سياسية قائمة وساطعة فى هذا الزمن العربى العصيب جدا فأعمال ومساعى الوالد الشيخ زايد أكبر من حصرها أو ذكرها. وعن تحول المركز الى بيت عربى تناقش فيه كل قضايا العرب المصيرية قال ان طموحات المركز كثيرة وكبيرة ولم نحقق ألا جزءا بسيطا منها والمركز يقوم باستقطاب النخبة العربية سياسيا وفكريا واقتصاديا أيضا من أجل المساهمة فى معالجة كافة مشاكل العالم العربى فى كل المجالات.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2001-08-05-1.1167269