نُشر في الخليج 14411
بتاريخ
ندوات ومؤتمرات ومهرجانات
الرواية العربية مسجونة في قالب واحد
ناقشت ندوة «السحر والكتابة» التي عقدت في معرض الشارقة الدولي للكتاب، أهمية وجود أدب يسلط الضوء على الخيال والفنتازيا، حيث استعرضت التحديات التي تواجه كتّاب هذا النوع من الأدب، والمعايير اللازم اتباعها من أجل إيجاد قالب أدبي جديد، يُلغي سطوة التقليدي في الأجناس الأدبية. شارك في الندوة التي أدارتها الإعلامية صفية الشحي، كل من الكاتب أحمد مراد، وعبد الوهاب الرفاعي، وأسامة المسلم، حيث تنالوا الأسس التي تبنى عليها هذه الأعمال الأدبية، ومدى العلاقة التي تربط المجتمعات وثقافتها في الارتقاء والبحث عن مجالات أوسع في كتابة روايات الخيال العلمي.واستهل الروائي المصري أحمد مراد حديثه بالإشارة إلى الدور الذي تلعبه ثقافة المجتمعات في انتشار مثل هذه الروايات، قائلاً: «أجمل شيء في أدب الخيال، هو خصوصيته التي يمتاز بها، وقد استطعت من خلال أعمالي أن أذهب إلى أبعاد لا مرئية في الشخصية الواحدة، وأوجدت بها شخصيات متعددة، فأدب الخيال يعتمد على الإبحار في خلط الشخصيات بعضها ببعض، وإيجاد عوالم لا تتوازى مع التقليدي الذي نراه بكثافة في الروايات والمؤلفات العربية بشكل عام». وتابع مراد: «هناك ثنايا مرعبة في حياتنا، لا أعلم لماذا يوجد هذا العزوف عن أدب الرعب وكيف يراه الناس بمنظور مغاير. فالخوف هو الذي يوّلد الخيال ويصقله، ويذهب بصاحبه إلى مآلات واسعة، أمام الخيال العلمي، فأنت ككاتب لا تستطيع أن تكتب عن الخيال العلمي وأنت في مجتمعات لا تمتلك علماً تتحدّث عنه، فأنا إذا ذهبت لأكتب عن غزو فضائي لميدان التحرير في القاهرة، ربما سيقول الناس إنني جننت، وهذا أمر حقيقي يسهم في ابتعاد الكاتب العربي عن تأليف مثل هذا النوع من الروايات».وأكد مراد ضرورة أن يكون الكاتب قادراً على إيصال ما يريد للقارئ، بالاستناد إلى حقيقة أنه لا وجود لكتابة خيال موجهة لأعمار دون سواها. من جهته أكد عبد الوهاب الرفاعي، أن أدب الخيال والرعب هو جنس أدبي مثله مثل أي نوع أدبي آخر، لكن الفكرة في اهتمام الإنسان بغريزة الخوف لديه والرغبة في اكتشاف المجهول في هذا النوع من الأدب بالنسبة لكثيرين، لافتاً إلى أن الخوف غريزة ضرورية تقود الإنسان نحو الاكتشاف، لكن اعتياد القارئ على أجناس أدبية دون سواها، هو ما أسهم في عدم حضور هذا النوع من الكتابة بشكل واضح. وقال الرفاعي: «هناك كثير من الكتّاب والأدباء العرب الكبار، يعترفون بأهمية كتابة الخيال العلمي، لكن في منطقتنا العربية هناك عزوف عن مثل هذا النوع من الأدب، ربما لأسباب تتعلق بعدم القدرة على خوض مغامرة البحث في المجهول، أو ربما لعدم إيماننا بجدوى هذا الأدب، لكن وجود أصوات روائية شابة ومعاصرة تكتب في هذا المجال، منح الأمل في صعود نجم الكتابة الفنتازية، وعرّف بها بشكل أوضح». وأشار الرفاعي إلى أن العالم العربي يعاني غياب الأدب الموجه لليافعين، لافتاً إلى ضرورة الكتابة لهذه الفئة والانتباه إلى المتغيرات من حولنا، وتنمية مخيلة الأجيال الجديدة بمضامين تبتعد عن التقليدي، وتبحث فيما وراء الأسئلة عن إجابات كثيرة. من جهته قال الروائي السعودي أسامة المسلّم: «يوجد تقصير في مجال أدب الخيال في عالمنا العربي؛ إذ هناك حذر في كتابة مثل هذا النوع من الأدب من مؤلفين تساورهم الشكوك بإمكانية نجاح مؤلفاتهم، ويتخوفون من تقبل القارئ ورغبته فيما يكتبون». وأضاف: «إلى جانب ذلك التحدي، علينا الاعتراف بأن كتابة أدب الفنتازيا والخيال العلمي معقدة؛ إذ تحمل الكثير من الشخصيات التي تدور في أفلاك متوازية ومتقاطعة في الوقت ذاته». وأشار المسلّم إلى وجود قالب واحد رسم للرواية العربية، هذا القالب ظلم المشتغلين فيه وعليه، وأسهم في منع التنوع، مؤكداً وجود وفرة في العناوين الأدبية التي تضمها رفوف المكتبات العربية، لكن للأسف تفتقر إلى الخيال العلمي والفنتازيا.