«مجلس أنور قرقاش» ينظّم فعالية توقيع كتاب السويدي «الرحم الاصطناعي..عالم ما بعد التكاثر البشري»
نظّم مجلس معالي الدكتور أنور قرقاش، مساء الخميس الماضي، فعالية لتوقيع كتاب «الرحم الاصطناعي.. عالم ما بعد التكاثر البشري»، من تأليف معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
حضر الفعالية، معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إلى جانب نخبة من المثقفين والمفكرين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي. وقد أبدى الحضور إعجابهم الكبير بمحتوى الكتاب، وحرص العديد منهم على اقتناء نسخ موقّعة من المؤلف.
وأعرب الدكتور جمال السويدي عن شكره وتقديره لمعالي الدكتور أنور قرقاش ومجلسه على تنظيم الفعالية، مثنياً على حسن الاستقبال والتنظيم، موضحاً أن كتابه يقدم رؤية شاملة حول مستقبل تكنولوجيا الأرحام الاصطناعية، ويفتح نقاشاً علمياً وأخلاقياً حول هذه التقنية الثورية.
وأضاف: «الكتاب يطرح تساؤلات جوهرية حول الجوانب الأخلاقية لتقنية الرحم الاصطناعي، مثل: هل يعدّ تخلي المرأة عن الحمل أمراً مقبولاً؟، وهل يمكن أن تقلّل هذه التقنية من قيمة الإنسان واحترام الحياة البشرية؟». وأكد أهمية الجمع بين مقاربات العلم والشرع لمعالجة هذه الأسئلة، وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنية.
كما حذّر من المخاطر المحتملة في حال تحوّلت هذه التقنية إلى أداة في يد الدول الكبرى، تُستخدم في الصراعات أو لتقنين تجارب الجينوم البشري، مشدداً على ضرورة وضع أطر قانونية وأخلاقية صارمة للتعامل معها.
من جهته، أشاد معالي الدكتور أنور قرقاش بالمسيرة العلمية والفكرية للدكتور جمال السويدي، واصفًا إياه بـ«المفكر الموسوعي». واعتبر قرقاش أن «الرحم الاصطناعي.. عالم ما بعد التكاثر البشري» يُعدّ كتاباً استراتيجياً مهماً يستشرف مستقبل البشرية في ظل تطورات هذه التكنولوجيا الثورية.
وقال قرقاش: «الكتاب يناقش بعمق التحديات القانونية والأخلاقية، وينبه إلى خطورة تساهل بعض الدول في استخدام هذه التقنية، وكذلك إلى التنافس العالمي المحموم حول امتلاك أدوات السيطرة التكنولوجية»، مضيفاً أن الكتاب يشجّع على التفاعل الإيجابي والمسؤول مع التقنية الجديدة، داعياً إلى الاستفادة منها في خدمة البشرية، وتجنّب الوقوع في مطب التلاعب بالجينات أو إنتاج أطفال بصفات خاصة لأغراض غير أخلاقية.
يتكوّن كتاب «الرحم الاصطناعي.. عالم ما بعد التكاثر البشري» من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، ويبدأ بتفسير أسباب تصاعد الاهتمام العلمي والإعلامي بهذه التقنية. كما يناقش إمكانات حلّها لمشكلات، مثل الأطفال الخدّج، ويطرح في الوقت ذاته تساؤلات أخلاقية بشأن مستقبل الإنجاب. ويرى المؤلف أن الرحم الاصطناعي يمثل «ثورة علمية مهمة»، تتطلب تنظيماً صارماً لتقليل مخاطرها، ودراسة علمية دقيقة لتأثيراتها الاجتماعية والإنسانية، خصوصاً مع دخول الذكاء الاصطناعي في صميم هذه التكنولوجيا، ما قد يفتح الباب أمام نشوء نمط جديد من التكاثر البشري خارج الأطر الطبيعية. ويؤكد السويدي في الكتاب أن المطلوب ليس منع التقنية، بل ضبطها وتوجيهها، لتُستخدم في البناء لا في الهدم، ولتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها مع الحفاظ على القيم الأخلاقية والإنسانية.