اختتم مجلس شما بنت محمد للفكر والمعرفة فعاليات شهر القراءة الوطني مارس 2024 بندوة الكتاب، والتي خصصت لمناقشة روايات القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية– البوكر، حيث تمت مناقشة روايتيّ «مقامرة على شرف الليدي ميتسي» للكاتب المصري أحمد المرسي، و«الفسيفسائي» للكاتب المغربي عيسى الناصري.
وقالت الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان: «نحن اليوم أمام روايتين مثقلتين بالصراعات الإنسانية والتحولات النفسية لأبطالهما، تأخذنا رواية (مقامرة على شرف الليدي ميتسي) في رحلة روحية نحو استكشاف الروح الإنسانية المثقلة بالانتظار والأمل لنعيش رحلة الأمنيات مع أبطالها بمغامرة تنبض بالحياة، وتحمل في طياتها مشاعر الأمل واليأس والحب والخيبة، استخدم الكاتب لغة غنية ووصفية تنقلنا بمهارة للأجواء المصرية في عشرينيات القرن الماضي، معتمداً على استخدام مفردات لغوية دقيقة ووصف الأماكن والشخصيات بطريقة تجعلنا نلتحم بالرواية ونصير جزءاً منها».
وأضافت: «إن الرواية تطرح تساؤلات عميقة حول معنى الحياة والموت، وكيف تؤثر الأحلام والآمال غير المتحققة في حياة الأفراد، وأن ما يميز رواية (مقامرة على شرف الليدي ميتسي) الشحن العاطفي القوي والقدرة على جعل القارئ يعيش مع الشخصيات ويتأثر بأحداثها».
وأشارت الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد إلى أن نص الرواية الثانية «الفسيفسائي» مربك ومعقد ولا يمكن أن ينساب معه القاريء بنفس السهولة، والرواية مجهدة ذهنياً بدرجة كبيرة ومربكة في التصنيف بكونها رواية نفسية أم بوليسية أم تاريخية ذات أبعاد متشابكة، ولها من عنوانها نصيب كبير.
وقالت: «نحن أمام لوحة معقدة من النصوص المتوازية التي تتدفق وكأننا أمام ثلاثة طرق متوازية تتسرب بالنص، وتتوغل حتى تصل بالقارىء إلى لحظة يشعر فيها أن جزء الفتى الموري مبتور وثمة شيء ناقص، في حين تبدو نهاية (باخوس) في العيادة صادمة، ومع اقتراب الصفحات الأخيرة يشعر القارئ بحالة من الانخراط في لغز كبير، وتتكشف أبعاد الرواية ويتضح أننا أمام عمل أدبي غني ويطرح أسئلة كبرى حول الذاكرة والإرادة والحرية، ويناقش العلاقة بين الأثر والبشر».
وأضافت: «من التساؤلات التي أشارككم إياها بحثاً عن رؤيتكم حول العلاقة بين الفنون والحضارات التي تنتجها، وكيف يمكن للفن أن يكون نافذة لفهم الحضارات والثقافات القديمة، وهل يمكن للإنسان فعلياً أن يتحرر من عبء الأمنيات غير المتحققة، أم أن هذه الأمنيات تظل مرتبطة بنا، مثل الشبح الذي يطاردنا طوال الحياة».
فيما شارك الحضور بالرد على تساؤلات الشيخة د. شما حول الفرق بين الأمل والأمنية، وأجمعت العضوات على أن علاقة الفنون بالحضارات وثيقة، حيث رسمت الفنون بأشكالها المتعددة شكل الحضارات وقيمها، وخلدها الفن لتكون رسالة تتحدث بكل اللغات، وتروي حكايات تاريخ وحضارات بعد مضي قرون من زوالها، فالفن مرآة الحضارات.
نشر في الإتحاد 17802 بتاريخ 2024/04/03
أضف تعليقاً