افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس الجمعة، المعهد الثقافي العربي في مدينة ميلانو الإيطالية.
وكان في استقبال سموه كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والشيخ ماجد المعلا نائب رئيس أول لدائرة الشؤون الدولية في طيران الإمارات، وعبد الله علي السبوسي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الجمهورية الإيطالية، وناصر القحطاني سفير دولة الكويت في الجمهورية الإيطالية، وسعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وسعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور سلطان العميمي رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وسعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وسعادة عيسى عباس مدير عام هيئة الشارقة للآثار، وعدد من كبار المسؤولين ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية.
واستُقبل سموه لدى وصوله إلى جامعة القلب المقدس الكاثوليكية، التي يقع مبنى المعهد الثقافي العربي ضمن رحابها، بعزف فن العيالة الإماراتي الذي قدمته فرقة الشارقة الوطنية.
بدأت مراسم الافتتاح بالتوجه إلى القاعة التي جرى فيها حفل الافتتاح، حيث ألقى صاحب السمو حاكم الشارقة، كلمة بمناسبة افتتاح المعهد العربي الثقافي، عبر فيها عن سعادته بنجاح العلاقة التي تجمع الشارقة بجامعة القلب المقدس الكاثوليكية وإثمارها افتتاح المعهد الثقافي العربي الذي تحتضنه الجامعة في رحابها، لافتاً سموه إلى أن العلاقة مع الجامعة منذ 7 سنوات شهدت زيارة الكثير من الطلبة والطالبات إلى الشارقة لحضور المؤتمرات والأحداث المتنوعة الثقافية والتعليمية وغيرها، وزيارة وفود من الشارقة للجامعة والمشاركة في فعالياتها وتعزيز التعاون معها.
وقال سموه: "كثير من المساعي وأصحاب العزائم يتوقون أن يخدموا لغتهم ودينهم وجنسهم ولكن تطغى عليهم الأنانية والطائفية والكبرياء ولكن الخضوع لله وما بعده إلا للعلم، وأنا باحث ودارس للغة العربية التي بها عجائب من كلمات ومرادفات تشترك في معنى واحد ظاهرياً أو باطنياً".
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، أن خلال بحثه بين المعاجم والقواميس العربية عن أصول هذه اللغة من حيث نشأتها ومرجعها، وجد من ادعوا أن هنالك لغة تسمى السامية استنبطوها من سام ابن نوح، وأن له ابن يسمى آرام، وهي أساساً إرم التي على وزن هرم وورم وتعني الأرض المرتفعة التي نزل بها قوم عاد بعد أن كانوا في أطراف عمان، وذكرت في قول الله عز وجل (ألمۡ تر كیۡف فعل ربك بعادٍ * إرم ذات ٱلۡعماد) ويقصد بها إرم التي بها الأعمدة وليس آرام ابن نوح.
وقال سموه: "وضعوا هذه اللغة التي نتحدث بها موضع اللغات الثانية، وقالوا كلها تشترك إن كانت حبشية أو عبرية، وأنا لم أقتنع بذلك وبدأت ابحث، ففي قول الله عز وجل (وإذۡ قال ربك للۡملـٰۤىٕكة إنی جاعلࣱ فی ٱلۡأرۡض خلیفةࣰۖ) أي الأرض كانت خالية، وفي قوله سبحانه وتعالى (وعلم ءادم ٱلۡأسۡماۤء كُلها) أي آدم عالم بكل شيء لأنه موجه من الله سبحانه وتعالى".
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: "قيل أن آدم نزل هو وحواء من شرق إفريقيا ومن هناك انتشروا، وقيل أقرب مكان لمن انتشروا هو الجزيرة العربية وقد عبروها في دقائق ذلك الوقت، وأخذت ابحث في كل الدراسات وبكل دقة حتى وجدت أن هذه الآثار الأولية لأبناء آدم تكتشف في الشارقة من بروفيسور هانز من جامعة تيوبنغ، وكانت الهجرات لا ترمز إلى عبورهم في الجزيرة هنا، ولكن بعد هذا الاكتشاف تم تصحيح الخرائط القديمة، ووضع خط أحمر يخرج من شرق إفريقيا إلى الجزيرة العربية حتى يصل إلى الشارقة، وهذا فخر للشارقة أن يكون بها الأوائل من أبناء آدم"..
وأشار سموه إلى أن نتيجة بحثه وجد أن اللغة العربية هي نفسها اللغة التي خرجت إلى الجزيرة العربية، معبراً سعادته الكبيرة مع كل اكتشاف يؤكد أن هنالك كلمات عربية أصيلة قد لا تستعملها الشعوب العربية لقدمها ولكنها موجودةً في القواميس، لافتاً سموه إلى جهود إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية الذي سيكون في 125 مجلداً، يحتوي كل منهم على 750 صفحة، وسيفسر المعجم ما وجد في قاموس اللغة اللاتينية المترجم إلى العربية.
واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته، قائلاً: "أنا الآن في بداية العمل على 5 مجلدات للقاموس اللاتيني، آمل أن يصدر هذا القاموس ليبين فيه القاموس العربي إلى اللاتيني وحتى تبرز الكلمة، وهذا مشروع كبير يثبت أن اللغة العربية هي لغة رب العالمين لآدم وهذه اللغة هي التي وجه بها رب العالمين جدنا آدم ليعمر هذه الأرض، ونحن نأمل أن نعمر الأرض ولا نخربها بل نمد يدنا للتعاون في المجالات الإنسانية وليس في المجالات التخريبية، ونحمي هذه الثقافة أكانت عربية أم ايطالية أم لاتينية أو أي ثقافة نحافظ عليها من العبث، وما يحدث من عبث آلمنا كثيراً فما شاهدناه في المهرجان الذي أقيم في باريس من تشويه لسيدنا المسيح عليه السلام، ولصورة نحن وغيرنا لا يقبلها، ومن هنا نحتج ونعلي صوتنا لا للعبث لا للعبث لنحمي لغتنا وعقائدنا وثقافتنا فهذه الخطوات مطلوبة لكل إنسان يريد أن يعيش على هذه الأرض في سلام".
نشر في الشارقة 24 بتاريخ 2024/08/31
أضف تعليقاً