تكريماً لذكرى سفراء الإبداع والأدب الإماراتي الذين خلفوا إرثاً من الأعمال الأدبية المهمة، تحتفي هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» بالكاتبة الإماراتية مريم جمعة فرج، وذلك من خلال برنامج «راحلون باقون» الذي تنظمه في 9 أكتوبر الجاري، وتسلط فيه الضوء على مساهمات القاصة والمترجمة الراحلة، التي تعد من رائدات فن القصة القصيرة في الإمارات.
وتتضمن أجندة البرنامج الذي يستضيفه مسرح الفن الرقمي (تودا) بمدينة جميرا، مجموعة من الفقرات والعروض المرئية والمسموعة التي تضيء على إنجازات مريم وأعمالها التي أغنت المشهد الأدبي المحلي.
حيث ستشهد فقرة «غافة الأدب» عرضاً لأرشيف مقالات الكاتبة الراحلة المنشورة في صحيفة «البيان» منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى عام 2019، إلى جانب عرض تسجيل خاص لقصتها «ثقوب»، وسيتمكن الجمهور من متابعة مقتطفات من حوار إذاعي أجراه الإعلامي إبراهيم استادي معها في عام 2016 عبر أثير إذاعة «دبي».
إضافة إلى مجموعة مقابلات يتحدث فيها الباحث في التاريخ والتراث والأستاذ الجامعي الدكتور حمد بن صراي، حول تفاصيل كتابه «مريم جمعة فرج سدرة السرد الإماراتي»، وتقدم فيها الروائية ريم الكمالي شهادتها حول القاصة والمترجمة الراحلة التي عملت معها في صحيفة «البيان»، كما تستضيف فقرة «شواهد عرفان» نخبة من المثقفين للحديث عن تجربة مريم جمعة فرج ومواقفها الثقافية والأدبية.
ولفت محمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في «دبي للثقافة» إلى حرص الهيئة على تكريم القامات الثقافية والأدبية المحلية، من خلال برنامج «راحلون باقون» الهادف إلى تعريف الأجيال القادمة بنماذج من الشخصيات الإماراتية المبدعة.
وقال: «يشكل برنامج «راحلون باقون» حلقة وصل بين الماضي والحاضر، حيث يضيء على تجارب نخبة من المثقفين الذين ساهموا بتجاربهم وإبداعاتهم في إثراء الحراك الثقافي والأدبي المحلي، ورفدوا بأعمالهم المكتبة الأدبية الإماراتية»، لافتاً إلى أن الموسم الجديد من البرنامج يحتفي بالراحلة مريم جمعة فرج.
وتابع: «تميزت الكاتبة الراحلة بأسلوبها السردي الخاص وابتعادها عن النمط التقليدي في الكتابة الأدبية في كافة أعمالها التي عبرت فيها عن المجتمع والحياة الواقعية المعاصرة، ما جعلها واحدة من أبرز رائدات تأليف القصة في الإمارات».
تجدر الإشارة إلى أن مريم جمعة فرج التي رحلت في 2019، بدأت علاقتها بالكتابة ونظم الشعر في عمر 14 عاماً، حيث نشرت بعض قصائدها في العديد من المجلات والصحف، ومن ثم انتقلت إلى تأليف القصة القصيرة التي برزت فيها، حيث تناولت العديد من القضايا المجتمعية.
كما تميزت بقدرتها على الترجمة، إذ درست الأدب الإنجليزي في جامعة بغداد، واستكملت دراستها العليا في جامعة لندن، ما مكنها من الاطلاع على مختلف صنوف الأدب الأجنبي، وأصدرت خلال مسيرتها الإبداعية مجموعتين قصصيتين، هما: «فيروز» (1988)، و«ماء» (1994)، بالإضافة إلى «النشيد» (1987) بالاشتراك مع سلمى مطر سيف وأمينة عبد الله، وكذلك «امرأة استثنائية» (2003).
نشر في البيان 16109 بتاريخ 2024/10/05
أضف تعليقاً