أندية القراءة في الإمارات .. حوارات ثقافية تلون الأفكار بالتسامح


تحت شعار «اقرأ»، نجحت أندية وصالونات القراءة بالإمارات، خلال سنوات، في تعزيز العلاقة بين الفرد والكتاب، وحوَّلت صفحات الإصدارات الأدبية من أوراق جافَّة إلى نقاشات إنسانية حرَّة، تعبق بأريج التسامح، وتنتشي بالأفكار والرؤى الحالمة التي تشرق عبر منتدياتها، لتبعث الهالات التي يرسمها الحضور من مرتادي تلك الأندية الثقافية آمالاً بمستقبل مزدهر، تتألق فيه الكلمة البديعة، وترفرف حوله أجنحة السلام.
وأكدت أسماء صدِّيق المطوع، رئيسة ومؤسِّسة «صالون الملتقى الأدبي»، لـ«البيان»، أن جلسات نقاش الكتب التي تحتضنها أندية القراءة في الإمارات رسَّخت قيمة القراءة في المجتمع، وعززت أهمية الحوار الفكري الثري، منوهةً بأن الجهود التي نهضت بها تلك الأندية بدأت تؤتي ثمارها من خلال الوعي المشهود في الوسط الثقافي خاصةً، وأوساط القرَّاء عموماً.
وقالت: «أؤيد الدور المهم الذي تؤديه أندية القراءة الإماراتية. وعلى مدى 30 سنة في هذا المجال، كنت ولا أزال أؤمن بأن الحوارات والنقاشات من هذا النوع تدعم التسامح واحترام الآخر، وتساعد على تبادل الأفكار الموضوعية»، مشيرةً إلى أن تلك المبادئ هي التي تنشئ المجتمع الصحي الذي تطمح إليه القيادة الرشيدة.
من جانبها، أوضحت فريدة البستكي، إحدى المناقشات في جلسات «اليوم التفاعلي للأندية القرائية» التي احتضنها أخيراً متحف الاتحاد في دبي، أن الكتاب كان الهدف الأساس من إنشاء أندية القراءة في الإمارات؛ إذ ضاعفت الجهود التي تبذلها تلك المنتديات من ارتباط المجتمع بالقراءة والفكر.
لافتةً إلى أن هذا الهدف تنامى مع مرور الوقت، وأنتج وعياً ثقافياً كبيراً. ولفتت إلى أن ثمة فروقاً بين ما يؤديه المناقش الذي يقرأ الكتاب ويستمتع بتناول أفكاره، والناقد المتخصص الذي يرى العمل الأدبي بعين أخرى، مؤكدةً أن المداومة على مناقشة الكتب والاستفادة من خبرة النقاد تُكسب مرتادي أندية القراءة قدرة على التذوق والتحليل، وتكوِّن لديهم رؤى ثاقبة وحسّاً نقدياً.
من جهتها، استعرضت الدكتورة أميرة مسعد أمين، رئيسة «نادي الكتاب بالإمارات»، الإنجازات التي حققها النادي بوصفه مبادرة مجتمعية تطوعية لنشر المحتوى الثقافي الهادف، مؤكدةً أنه خلق مساحة واسعة من الإبداع أمام أعضائه، وأسهم في جذب الجمهور من كل الفئات العمرية لحضور جلساته.
وأشارت إلى أن النادي، الذي أتمَّ عقده الأول خلال هذا العام، تميَّز بتوظيف أدوات العصر الرقمية في نقاشاته القرائية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي «الميتافيرس» والمزج بين الكلمة والصورة، مضيفةً أنه على مدى مسيرته استطاع تنظيم 133 فعالية ثقافية لأهم أدباء الإمارات والوطن العربي، واجتذب عبر منصات التواصل الاجتماعي أكثر من 35 ألف متابع.


نشر في البيان 16391 بتاريخ 2025/05/10


الرابط الإلكتروني : https://www.albayan.ae/lifestyle/culture/creativity/44368

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- البيان 16391

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37227
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة