نظم صالون المنتدى الثقافي، الأحد، جلسة نقاشية للمجموعة القصصية الأولى للكاتبة الإماراتية عائشة سلطان بعنوان «خوف بارد» الصادرة عن بيت الحكمة للثقافة في القاهرة هذا العام، وذلك عبر منصة زووم، بحضور عدد كبير من الكتّاب والروائيين والمهتمين بالقراءة وأعضاء المنتدى، من بينهم الروائي المصري أحمد المرسي، والروائية الليبية الأستاذة رزان نعيم مغربي، والكاتبة والقاصة عزة سلطان، والكاتب ممدوح حبيشي، والناشطة الأستاذة نجوان ماهر، والأستاذة زينة الشامي وغيرهم. وقد ناقش الحضور الأفكار اللافتة في المجموعة كالعنوان والغلاف المميز والثيمة الرئيسية الجامعة لقصص المجموعة الـ 14.
يذكر أن المجموعة القصصية «خوف بارد» هي أول التجارب السردية للكاتبة عائشة سلطان المعروفة بمقالها اليومي الثابت في «البيان» منذ العام 1997. والتي تنوعت خبرتها العملية بين العمل التربوي والصحفي والتلفزيوني لمدة تجاوزت الـ 25 عاماً.
أدارت الجلسة د. مريم الهاشمي، أستاذ الأدب العربي في كليات التقنية، التي أكدت أن كاتب القصة القصيرة يتصف بحساسية متفوقة في التقاط مثيرات الواقع، ولديه قدرة على المعالجة الفنية للمواقف والخبرات، والإلمام بجزئيات وعموميات الحياة ما يمكنه من تحويل التجارب العريضة إلى خلاصة شديدة التركيز، وهذا ما اتصفت به المجموعة القصصية «خوف بارد».
بدورها، أشارت الباحثة والقاصة عزة سلطان إلى أن المجموعة القصصية «خوف بارد» تمثل حالة شديدة الخصوصية، فقد اختزلت الكاتبة كل الخبرات الإبداعية في الكتابة السردية لتخرج علينا بهذه المجموعة التي تميزت باللغة السلسلة، والتي أفلتت فيها الكاتبة من فخ الكتابة الصحفية، فنسجت قصصاً متماسكة، الحبكة الدرامية وقوة الإيقاع، كما تتميز المجموعة بصلاحية أحداثها لكل زمان ومكان مع الحفاظ على الخصوصية من خلال التماس مع القارئ.
من جهته، ذكر الكاتب والروائي أحمد المرسي أن ما يميّز المجموعة القصصية هو الفضاء المفتوح في المكان، والذي يناسب أكثر من مجتمع ويخاطب الذات الإنسانية بشكل خاص، وأضاف أن كل قصة تصلح أن تتحول لرواية بشكل منفرد، بما فيها من زخم وأحداث ومواقف.
وقالت الأستاذة رزان نعيم، إن المجموعة القصصية تتميز بخصوصية لكل قارئ.
وقد أشاد الحضور بمستوى اللغة وبالمضامين الفلسفية العميقة الكامنة خلف الحكايات المتنوعة والمترابطة عبر سرد الذاكرة باعتباره بوحاً وطريقة خلاص لمآزق الحياة وأسئلة القلق الدائمة.
وعلقت الكاتبة عائشة سلطان بأن هذه المجموعة القصصية بمثابة استحضار للذاكرة، حيث إنها شخص محكوم بذاكرته ويعتز بها، وأن فقدان الذاكرة أو التراكم الحياتي هو نهاية الإنسان، وهذا ما حدث مع الكاتب الكولومبي جبرائيل ماركيز عندما فقد ذاكرته الآنية، ولكنه دون ذاكرته الحياتية في كل روايته وكتابته، وأن مجموعة «خوف بارد» تكريس للذاكرة وإحياء لها، ومحاولة لوأد الخوف في الذاكرة بإحيائه عبر المجموعة القصصية.
نشر في البيان 16394 بتاريخ 2025/05/13
أضف تعليقاً