نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة أمسية ثقافية تناولت كتاب «زمردة» الصادر عن دائرة الثقافة في الشارقة، ضمن سلسلة كتب الأطفال، وهو من تأليف الكاتبة يارا عبد الهادي ليبزو، ورسومات الفنان فواز سلامة، وشارك في نقاش الكتاب كلٌّ من الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي مدير إدارة النشر بالدائرة، والفنانة الدكتورة نجاة مكي إلى جانب كاتبة القصة، وذلك بحضور علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي.
تركز النقاش حول فاعلية القصص الموجهة للطفل عندما يستطيع الكاتب والرسام أن يقدما نصاً متشابك العناصر، تلائم لغته الفئة العمرية المستهدفة، وتقدم قصة ذات رمزية عالية ومقاصد تربوية نافعة، ويكون فيه النص البصري موازياً وعاكساً باحترافية للنص السردي.
وقال د. عمر عبد العزيز: «اخترنا في هذه الأمسية أن نتجه إلى إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، خاصة تلك الموجهة إلى الطفل، وهي كثيرة ومتعددة التوجهات والأبعاد، ونحن في إدارة النشر بالدائرة نحرص على إقامة تواشج وتلاحم تعبيري وفني بين الجانب الأدبي والبصري في إصداراتنا الموجهة للطفل، والكتاب الذي بين يدينا (زمردة) يخاطب الطفل من فئة 8 إلى 10 أعوام، وهي مرحلة يحب فيها الطفل الحيوانات، ويخلع عليها الطابع الإنساني، حيث ترمز الحيوانات إلى نوازع الإنسان المتضاربة، وقد اختارت يارا عبد الهادي أن تؤنسن صفات الجمال والطموح إلى الحرية من خلال سمكة صغيرة هي (زمردة)، وقدمتها في لغة بسيطة ومحمولات درامية شفيفة، واستطاع الفنان فواز سلامه أن يقدم نصاً بصرياً موازياً للنص الأدبي، من خلال مشهدية لونية منسقة بالتزامن مع مراحل تطور القصة وتنقلات زمردة بين البحيرة الاصطناعية والمحيط الكبير».
وقالت يارا: «هذا هو كتابي الأول الذي يتناول موضوعاً عزيزاً على قلبي هو الطفل وطموحه، والتمسك بالأمل، ورحلة البحث عن الحرية، لقد كان الدافع وراء كتابته هو إيماني العميق بأن كل طفل هو عالم كامل من الأحلام والآمال، وأنه يستحق كل الدعم والتشجيع لتحقيق طموحاته، فنحن نعيش في عالم مملوء بالتحديات، لكنني أؤمن أن الأمل هو المفتاح الذي يمكن أن يفتح لنا أبواب المستقبل».
وقالت د. نجاة مكي: «إن قربي من يارا جعلني أتعرف إليها، كإنسانة طموحة ومتعددة المواهب، تصبّ اهتمامها بشكل أساسي على الطفل، وتحاول أن تقدّم له ما يدعم حياته ويحفز طموحاته، وقصة (زمردة) ترمز إلى الطموح، والخطاب فيها من الحيوانات في رمزية تعكس القيم الإنسانية النبيلة حيث الحيوان يعتبر مثالاً محبباً للطفل، وفي هذه القصة نحن أمام سمكة، وعالم الأسماك عالم ثريّ بالصور والألوان والحركة، وهو عالم يحبه الطفل».
وتابعت د. مكي: «لقد نجح الرسام فواز سلامة في تقديم صورة بصرية تكميلية للقصة، ونلاحظ أنه صور البحيرة الكرستالية كعالم مغلق وعكس بالحركة والألوان انغلاقها ومحدودية الحركة فيها، ولما انتقلت (زمردة) إلى المحيط أصبحت الصورة مفتوحة والمشهدية واسعة بلا حدود تماماً كما هو في عالم الواقع، وكانت ألوانه كلها متناغمة مع الحركية السردية للقصة وانتقالاتها.
نشر في الخليج 16800 بتاريخ 2025/05/18
أضف تعليقاً