سجّلت مسابقة الكتابة الإبداعية، التي ينظّمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ضمن حملة «اقرأ، احلم، ابتكر»، قفزة قياسية في عدد المشاركات، حيث استقبلت هذا العام 176 مشاركة قدمها 139 طالباً وطالبة، مقارنة بـ53 مشاركة في دورة 2024، ما يمثل نسبة نمو غير مسبوقة تجاوزت 230%، وهو ما يعكس نجاح المسابقة الموجهة للفئة العمرية من 6 إلى 18 عاماً في ترسيخ مكانتها كمبادرة وطنية فاعلة لرعاية المواهب الأدبية الناشئة، وتحفيز الجيل الجديد على التعبير عن ذاته من خلال اللغة العربية.
وشهدت المسابقة تنوّعاً في التوزيع الجغرافي للمشاركين، حيث تصدّرت العاصمة أبوظبي القائمة بـ38 مشاركة، تليها الشارقة بـ36 مشاركة، ثم دبي بـ29 مشاركة، والفجيرة بـ18 مشاركة، إلى جانب مشاركات متفرقة من بقية إمارات الدولة. وضمّت المشاركات قصصاً كتبها أطفال من مختلف الجنسيات العربية ومن الناطقين بالعربية من بعض الجنسيات الأجنبية، وتصدّر الأطفال الذين يحملون جنسية الإمارات المشاركين بواقع 58 مشاركاً، يليهم 24 مشاركاً من الجنسية السورية، و20 من الجنسية المصرية.
وعلى الرغم من الزخم الكبير الذي شهدته هذه الدورة، تم استبعاد 33 مشاركة، بسبب مخالفة الشروط، والتي تمثلت في تقديم مشاركات من خارج الدولة، أو تكرار القصة نفسها أكثر من مرة، أو إرسال المشاركات بعد انتهاء المهلة المحددة، بالإضافة إلى قصص لم تكن من إبداع الطفل نفسه، مثل نصوص كتبها أولياء أمور نيابة عن أبنائهم، أو إرسال نصوص باللغة الإنجليزية، إلى جانب قصة كُتبت بخط اليد، وهو ما يخالف شروط المسابقة التي تنص على أن تكون الأعمال المقدّمة مطبوعة على الحاسب الآلي.
وتوزعت المشاركات المقبولة، البالغ عددها 143 مشاركة، على ثلاث فئات عمرية، حيث استحوذت الفئة من 13إلى 18 عاماً على العدد الأكبر من المشاركات بواقع 54 مشاركة، ثم الفئة من 10 إلى 12 عاماً بـ49 مشاركة، تليها الفئة من 6 إلى9 أعوام بـ40 مشاركة. ويكشف هذا التوزيع عن استجابة واسعة من الأطفال واليافعين من مختلف المراحل الدراسية، ويؤكد نجاح المسابقة في الوصول إلى الفئات المستهدفة، سواءً من خلال المدارس أو منصات التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام أو عبر الموقع المخصص للمسابقة على شبكة الإنترنت.
وقالت مروة العقروبي، رئيسة المجلس: «نحن سعداء بهذه النسبة الكبيرة وغير المسبوقة من النمو في عدد المشاركات، في نقلة نوعية تعكس مدى تطوّر الوعي الإبداعي لدى الأطفال واليافعين في دولة الإمارات، وهذا النمو الكبير في عدد المشاركات ليس رقماً وحسب، بل هو مؤشر واضح على رغبة الجيل الجديد في أن يُسمع صوته ويُقرأ خياله، خصوصاً أننا لمسنا في معظم القصص قدرات إبداعية متميّزة ومهارات تعبيرية مدهشة، وبعضها يفوق المتوقع من أعمار المشاركين الصغيرة».
وأضافت العقروبي: «المسابقة لم تعد مناسبة سنوية عابرة، بل تحوّلت إلى حاضنة حقيقية للمواهب ومختبر حي لإنتاج محتوىً أدبي بأقلام الأطفال أنفسهم. وما يميّز الدورة الحالية هو ثراء التجارب، وتنوع الأساليب، ووجود حس سردي حقيقي لدى العديد من المشاركين، وهو ما يعزز قناعتنا بأن الكتابة الإبداعية هي من أهم الأدوات لتقوية الرابط بين الطفل واللغة العربية، وتغذية قدرته على التفكير النقدي وبناء شخصيته».
وسيتم تقييم المشاركات من قبل لجنة متخصصة تضم كُتّاباً وأكاديميين وخبراء في أدب الطفل، وفق معايير دقيقة تشمل تسلسل الفكرة، وبنية السرد، وسلامة اللغة، وأصالة التعبير. ويتم أخذ عمر المشارك بعين الاعتبار عند التقييم، لضمان العدالة بين الفئات. ويحصل الفائز من كل فئة عمرية على جائزة مالية قدرها 3000 درهم إماراتي، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من الكتب وشهادة تقدير، كما تُنشر القصص الفائزة على موقع الحملة الإلكتروني، لتشجيع الفائزين على مواصلة الكتابة.
نشر في الخليج 16900 بتاريخ 2025/08/26
أضف تعليقاً