في أمسية أدبية نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، نوقشت رواية «إلا جدتك، كانت تغني» للروائية الإماراتية صالحة عبيد، وسط حوار اتسم بالعمق وتعدد الرؤى النقدية، حيث قُرئت الرواية باعتبارها عملاً يمزج بين الصوت والذاكرة والهوية.
استهلت عبيد حديثها مؤكدة أن الإلهام الأول جاء من غناء الجدة، ومن ذلك الوهج تخلقت شخصية «شاهين» في الرواية، التي جسّدت عبر صوتها وموسيقاها الرابط بين الجسد والحكاية، مشيرة إلى أن العمل أراد أن يقدم «صوت الثقافة» بصفته ذاكرة جمعية تتوارثها الأجيال.
رأت فائقة النعيمي أن الرواية تقوم على جدلية الماضي والحاضر، حيث وثّقت الكاتبة بعناية عوالم المغنين والراقصين في أعراس السبعينات والثمانينات، في ظل بيئة اجتماعية رافضة للفنون آنذاك. أما فاطمة الرميثي فاعتبرت النص «فضاءً موسيقياً سينمائياً» مكتمل العناصر، إذ لا يكتفي القارئ بمتابعته بصرياً، بل يعيش تجربته سمعياً بين هدير البحر وأهازيج الأعراس وأغاني الوداع.
من جانبها، أشارت المهندسة دنيا علم الدين إلى أن الرواية تجمع بين البساطة الظاهرة والعمق الخفي، وتعيد تشكيل العلاقة بين الصوت والذاكرة والهوية، لافتة إلى شخصية «مروان» الحقيقية التي أضاءتها الكاتبة بمهارة، في مقابل شخصية «شاهين» التي تجسد التساؤلات الفلسفية حول الموت والحياة. تنقلت الرواية بين جغرافيا متعددة: من دبي والشارقة إلى عمّان ومكة، وصولاً إلى فيينا وبيت موزارت، في رحلة سردية تثبت أن الصوت لا ينتمي إلى مكان بعينه، بل يتجاوز الحدود ليلامس الذاكرة الإنسانية في كل زمان.
نشر في الإتحاد 18325 بتاريخ 2025/09/08
أضف تعليقاً